q
100 مليون مستخدم هي حصيلة المشتركين التي نجح «ثريدز» في جذبهم بعد 5 أيام فقط من إطلاق شركة «ميتا» العملاقة للتطبيق الذي بات يشكل خطرًا كبيرًا على منافسه المباشر «تويتر»، وذلك بسبب التشابه بين خواص التطبيقين لدرجة أن مارك زوكربيرغ بات يُوصف بأنه صاحب تاريخ طويل في تقليد أفكار الآخرين واستنساخها...
بقلم: أحمد مصطفى

100 مليون مستخدم هي حصيلة المشتركين التي نجح «ثريدز» في جذبهم بعد 5 أيام فقط من إطلاق شركة «ميتا» العملاقة للتطبيق الذي بات يشكل خطرًا كبيرًا على منافسه المباشر «تويتر»، وذلك بسبب التشابه بين خواص التطبيقين لدرجة أن مارك زوكربيرغ بات يُوصف بأنه صاحب تاريخ طويل في تقليد أفكار الآخرين واستنساخها.

نجاح مذهل لـ«ثريدز»

وأيًا كان ما يُشاع حول هذه النقطة بالتحديد، فإن النجاح المذهل الذي حققه «ثريدز» بتجربته الجديد للنصوص، أصبح حقيقة على الجميع تقبلها مقارنة بالتطبيقات الآخرى، خاصة وأنه حطم الرقم القياسي الذي سجله برنامج الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» للتطبيق الأسرع نمواً. واحتاج «تشات جي بي تي» إلى شهرين للوصول إلى عتبة 100 مليون مستخدم، وتطبيق «تيك توك» لمشاركة المقاطع المصورة تسعة أشهر، و«إنستغرام» إلى عامين ونصف عام للوصول إلى هذه العتبة بعد إطلاقه في 2010.

وقد يكون الانضمام إلى تطبيق يضم عشرات الملايين المستخدمين، خطوة جيدة، خاصة إذا كنت رائد أعمال يعتمد نشاطه التجاري على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن كما هو الحال مع أي قرار يتعلق بأعمالك التجارية، فلا بد من تقييم الإيجابيات والسلبيات قبل هذه الخطوة. فيما يلي إيجابيات وسلبيات انضمام أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى تطبيق ثريدز، وفقـًا لتقرير مطول نشرته منصة «ستارب أبس – Startups» البريطانية، وهي منصة استشارات لأصحاب الشركات الصغيرة ومصدر شامل لرواد الأعمال.

«ثريدز».. ميزات تنافسية

بعدما أصبح «ثريدز» المحرك الأول في سوق التكنولوجيا الرقمية، فإن هذه ميزة لابد لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة اغتنامها. ومع انطلاق أي منصة جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن هدفها الأساسي هو جلب أكبر عدد من المستخدمين، كما أنها ستعطي الأولوية للمحتوى الخاص بك على الإعلانات وتمنحك فوائد مذهلة من حيث مرات الظهور والمشاركة. أي أن المنصة أو التطبيق سيكون حريص على عودتك لاستخدامه مرة أخرى عبر ميزات لن تحصل عليها في تطبيقات أخرى منافسة مثل «تويتر» أو «لينكيد إن». وهذا هو الحال بالضبط مع «ثريدز»، لأن الانضمام الآن لا يعني فقط أنك ستمتلك حسابـًا، بل أنك ستستفيد من جهود التطبيق لكسب ولائك.

«ثريدز» فرصة لنمو الأعمال

إذا كنت تشعر بالملل من خاصية الفيديوهات القصيرة «ريلز» على «فيسبوك» أو «إنستغرام»، ولست متأكدًا من أن أي شخص يقرأ مقالاتك على «لينكيد إن»، فقد يكون تطبيق «ثريدز» الوجهة المناسبة. لأنه مع استسكشاف منصة جديدة لمعرفة ما يمكنك تحقيقه، ربما تتعرف على بعض الشركاء الرائعين بسرعة كبيرة ، أو تحصل على عملاء لشركتك من مشاركتك الأولى، أو تكسب مجموعة من المتابعين. كل ما ما تحتاج إليه فقط هو التسجيل وخوض التجربة.

إذا كنت تمتلك شركة صغيرة أو متوسطة وتتطلع إلى تنمية أعمالك، فأنت تُدرك أن النمو يمكن أن يحدث في آخر القطاعات التي تستبعدها. قد يتعلق الأمر بجذب مجموعة عشوائية من العملاء أو إعادة الاتصال بمعارف قديمة بطريقة جديدة. قد يعزز «ثريدز» من نجاح هذه الصدفة، ما يخلق فرصًا للنمو. ولذلك إذا كنت حريـصًا على زيادة حجم شركتك وقاعدة العملاء، فالفرصة سانحة الآن، وليس لديك ما تخسره.

«ثريدز».. إغراء مُكلف

العديد من أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة يعانون من ظاهرة «الفرص اللامعة»، أي أن تكون هناك أفكارًا أو فرصـًا أو حتى منتجات تجارية جديدة ومثيرة، تجذب اهتمام رواد الأعمال وتشتت انتباهم عن خطط أعمالهم الحالية. ويعد تطبيق ثريدز أحدث مثال على ذلك. ليس هناك شك في أن النجاح في ثريدز يتطلب استراتيجية وخطة عمل، وقد يؤدي هذا الإغراء إلى صرف انتباهك عن عملك ونشاطك الأساسي.

تم إطلاق تطبيق «كلوب هاوس» في عام 2020، وضم 10 ملايين مستخدم في عام 2021، بفضل تركيزه على البث الصوتي المباشر. كان رواد الأعمال يتواصلون عبر التطبيق ويستضيفون حلقات نقاش ويلتقون بأشخاص جدد، ما خلق موجة من المؤثرين على تلك المنصة، ولكن ليس في أي مكان آخر. وفجأة، لم يعد تطبيق «كلوب هاوس» يتمتع بنفس قاعدة المستخدمين النشطين، ويمكن أن يتكرر الأمر مع تطبيق ثريدز، ويؤدي إلى ظهور مجموعة من المؤثرنن قبل أن يصل إلى ذروة نجاحه ويبدأ في التراجع. يمكن أن يحدث هذا في غضون شهر أو سنة أو عقد، ولكن على رواد الأعمال توقع مكاسب محتملة على المدى الطويل عبر بذل جهد قصير المدى.

الانضمام إلى ثريدز قد يستنفد طاقتك

تجربة الانضمام إلى «ثريدز» قد يستنفد طاقتك وجهدك. لا يتعلق الأمر فقط بالوقت الذي تقضيه على المنصة، بل أيضـًا متابعة الخلاف الدرامي بين ماسك وزوكربيرغ، والنقاشات حول نجاح التطبيق من عدمه. يجب أن يتم استغلال هذه الطاقة في مكان ما، ووضع طرق أفضل للاستفادة منها، لأن كل ساعة تقضيها في تطبيق ثريدز و الجدل حوله، يعني خسارة ساعة من مكالمات تتعلق بالمبيعات أو إدارة الفريق أو وقت الاجتماع للتركيز على خطط أعمالك الأساسية.

والخلاصة، أنه على رواد الأعمال من أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة، تحديد اختياراتهم جيدًا ووضع خطة تدعم قراراهم سواء بالانضمام إلى «ثريدز» أم لا، لأن هذه الخطوة قد تكون سلاح ذو حدين، إما تعزيز النشاط التجاري وكسب مجموعة أكبر من العملاء أو خسارة الوقت والجهد بدون طائل.

اضف تعليق