الحقيقة الأكثر مرارة أن فيس بوك بصفحاته العربية والإعلام العربي ـ مع استثناءات ـ مليئان بالكثير من فبركات الأحداث والمشاعر والآراء مع تصدير لنماذج مما هو أخطر من موضوع كريستيان، وأما الإعلام العراقي فيكفي أن بعض منتسبي الجيوش الألكترونية ممن مهمتهم التسقيط فقط لقاء مكافآت مجزية...

تحت عنوان الحقيقة المرة، كتب الشاب اليماني عمر محمد العمودي نصاً يتغزل به بالإعلامية كريستيان التي تطل من على احدى القنوات الفضائية. وجرى تداوله في فيس بوك وتويتر الى أن وصل اليها، وكان ردها عليه، علامة أيقونة القلب فقط، من غير أي كلمة . ولكن بعد ذلك انتشر رد باسم كريسيتان .. والحقيقة أن الرد بقلم شاب يماني آخر .. وقد كشف هذا التداول حقائق مرة تضاف الى الحقيقة المرة عنوان رسالة الغزل والرد عليها :

ـ حين نشر الكاتب الشاب الرد باسمه ـ موضحا أنه كتبه نيابة عن كريستيان ـ لم يلقَ إهتماما وتفاعلا من الجمهور ، وما أن سرق أحدهم الرد ومسح اسم الكاتب الاصلي ووضع اسم كريستيان وأعاد نشره حتى انتشر بشكل لافت وكأن فيه الخلاص من كل مشاكل الأمة !!

ـ قال الكاتب (يكفي في رسالتي باسم كريستيان أني فضحت لكم حقيقة الإعلام حقا وعلى أنه يتبع الشائعات ولا يتأكد من مصدر الخبر) ناشرا مع كلامه صورة منشور لإعلامي عربي معروف أعاد نشر الرد باسم كريستيان من غير التأكد.

وهنا أضيف لماقاله الكاتب.. إذا كان إعلاميون كبار يصدقون كل ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع غير المهنية من غير البحث عن مدى صحة المنشور، فكيف نلوم الناس من غير الاختصاص وممن لاتعنيهم الأمانة الصحفية والملكية الفكرية، وبتعبير بسيط ـ أمانة النشر والنقل ـ إذا ماوقعوا في مطب الشائعات والفبركات ؟!

ـ والحقيقة المرة المهمة ـ وهذا رأيي الشخصي وعذرا للكاتب الشاب إذا ماوجد تجنيا عليه ـ هو أن الجمهور تفاعل مع مشاعر وآراء رجل وليس امرأة، وأن كل مافي الرد هو مرآة تفكير رجل ، والرجل ياسادة ياكرام لايمكن أن يفهم دواخل المرأة ويعبر عنها بدقة وعليه حتى لو كتب بشكل بليغ ، فبلاغته لاتعني أنه نجح في الوصول الى أعماقها ومعاناتها ومكامن سعادتها، فالكلام بالنيابة لايكون دقيقا او محقاً بالضرورة .. مثال على ذلك أظهر الكاتب الرجل كل الإعلاميات على أنهن دمى ويبعن أنفسهن للأثرياء ، ولامشاعر انسانية لديهن إزاء الأحداث التي يذعنها في صيغة أخبار إلاّ في إطار التمثيل وكأنهن بلاقلوب وضمائر!.

وكأننا لم نعرف إعلاميات محترمات إنسانيات !! وهنا أثير موضوع الكتابة المعممة التي تحرق الأخضر بسعر اليابس، وتجعلنا نحكم على الجميع من خلال سلوك البعض !! كما أن الكاتب مرر من خلال رده فكرة مغرورة في رأسه تتمثل بأن الجميلات يحسدن بنات بلده على رجالهن المتخمين بالعاطفة وبكلمات الغزل !! هنا انحاز الكاتب لأبناء جنسه وأظهر افضليتهم وقلل من قيمة مشاعر ومواقف بنات بلده . ولابد لي من القول قد يكون الكاتب قد كتب رده بحسن نية ، ولكن هذه النية لاتقي صاحبها بالضرورة من الوقوع في الخطأ .

ـ الحقيقة الأكثر مرارة أن فيس بوك بصفحاته العربية والإعلام العربي ـ مع استثناءات ـ مليئان بالكثير من فبركات الأحداث والمشاعر والآراء مع تصدير لنماذج مما هو أخطر من موضوع كريستيان، وأما الإعلام العراقي فيكفي أن بعض منتسبي الجيوش الألكترونية ممن مهمتهم التسقيط فقط لقاء مكافآت مجزية نجد أسماءهم في استفتاءات بعض المواقع الألكترونية عن أفضل كاتب او صحفي ! ويفوزون بتصويت الجمهور الباحث عن الحقيقة الحلوة!.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق