إنسانيات - علم نفس

هل الانسان عدواني بطبيعته؟

ان الانسان يولد وهو مزود بنزعتي الخير والشر معاً والبيئة هي من تنمي لديه هذه النزعة او تلك، ومن ضمن النزعات التي تنميها البيئة غير الخيرة ان صح تسميتها هي نزعة العدوانية لدى الانسان، فقد تجد انساناً يستلذ بإيقاع الاذى بالآخرين سواء كانوا البشر ام الحيوانات...

يرى علم النفس ان الانسان يولد وهو مزود بنزعتي الخير والشر معاً والبيئة هي من تنمي لديه هذه النزعة او تلك، ومن ضمن النزعات التي تنميها البيئة غير الخيرة ان صح تسميتها هي نزعة العدوانية لدى الانسان، فقد تجد انساناً يستلذ بإيقاع الاذى بالآخرين سواء كانوا البشر ام الحيوانات، هذه السمة تحول الانسان الى وحش كاسر يبحث عن الفرص المؤاتية ليقوم بسلوكيات عدوانية لا لشيء بقدر ماهو ارضاء لنفسه المريضة، فكيف تنشأ العدوانية لدى الانسان وما هي اثارها واسبابها؟، وما هي الطرق المفيدة لحد منها؟

 يعرف السلوك العدواني بأنه التسبب في الضرر سواء جسدياً أو عاطفياً للآخرين وقد تتراوح من الإساءة اللفظية إلى الإساءة الجسدية ومن الممكن أن ينطوي أيضا على الإضرار بالممتلكات الشخصية، فالسلوك العدواني ينتهك الحدود الاجتماعية ومن ثم يمكن أن يؤدي إلى انهيار علاقاتك الاجتماعية مع الاخرين.

 ويعرف أيضا على انه كل سلوك ينتج عنه إيذاء لشخص آخر أو إتلافه لشيء ما، ويميز بين الأفعال المقصودة أو بالصدفة، وتؤدي إلى اتلاف أو إيذاء الآخرين، ولهذا يعتقد أن السلوك العدواني ينطوي علي شئ من القصد والنية.  

يعد العدوان من الظواهر السلوكية الملفتة للنظر سيما في الفترات القليلة الماضية ووقتنا الحالي ايضاً وفي جميع المجتمعات الانسانية لذا صار التوجه من قبل المختصين في علم النفس والتربية نظراً لارتفاع نسبه لدى مختلف الفئات العمرية مما يهدد الامن المجتمعي بصورة عامة وبالتالي ينعكس سلباً على ارصدة الانسان من الصحة النفسية التي للاسف يغفل الكثير او يتجاهل تأثيرها على حياة الانسان فيما لو غابت او قل مستواها.

ما هي انواع العدوان؟

 اولاً: يصنف العدوان حسب العائد على الانسان الى:

العدوان السلبي: وهو الذي يستخدم فيه الشخص السلاح سواء عن وعي أو غير وعي، ويعود بالخراب والموت لنفسه وللمحيطين او قد يستخدم اللفظ لكنهما في النهاية مؤذيان.

العدوان الإيجابي: هو نوع من انواع العدوان يمارسه الانسان بدافع الحماية من الهجومات الخاريجة التي يتعرض لها بهدف الحصول على الاستقلال والاحترام الذاتي له ولمن يعنيه امره، ليببقى عزيزاً شامخاً في مجتمعه.

ويصنف العدوان صنف العدوان حسب الهدف الذي يوجه إليه إلى قسمين :

 اولهما العدوان الموجه نحو الآخرين: وهو العدوان الموجه نحو الخارج سواء بالاعتداء على المحيطين  أو الاعتداء على ممتلكاتهم، كذلك تجاوز القوانين والنظم السائدة وعدم الالتزام بها.

ثانيهما العدوان الموجه نحو الذات: في هذا النوع من انواع العدوان يمارس الانسان سلوكيات بهدف ايذاء ذاته وهذا النوع يكون في العادة عند الاطفال والمراهقين.

 الاسباب:

اول الاساب التي تدفع الانسان لان يكون عدوانياً هي الخبرات غير السليمة التي يتلاقها من بيئته الاولى (الاسرة)، اذ ان الطفل الذي ينشأ في بيئة عنيفة وممارسات قاسية من الابوين ضد بعضهما او ضد الاخرين حتماً سينسخ هذه السلوكيات ليقوم بها فيما بعد.

ثاني الاسباب هو الفشل والاحباط الذي يصل اليه الانسان نتيجة الاخفاق في تحقيق الاهداف الحياتية مما لا يحقق له رضاً نفسياً عن منجزه وبالتالي عدم اشباع حاجة ما، بالاضافة الى الحرمان من الحب والتقدير في مجتمعه قد تدفع الانسان ليكون عدوانياً.

كيف نواجه العدوان:

عبر عدة استراتيجيات يمكن نحصر مساحة العدوان الانسان ومن اهمها:

اتتباع اسلوب النمذجة وهي تعني تقديم نماذج لاشخاص في حالات العدوان وتبصير الاخرين الذي يحاولون الاعتداء على الاخرين بمصائرهم اذا ان بعضهم زج في المعتقل واخر قتل واخر قطع عضو من جسده وبالتالي لا يفضلون ان يضعون انفسهم محل هؤلاء فيبتعدوا عن العدوان على القدر الذي يؤمن لهم البقاء امنين.

وعلى الوالدين ان يحسنوا صنيعهم فيما يخص تعمالهم فيما بينهم ومع اطفالهم ومع مجتمعهم لان الاطفال يتأثرون تأثراً كبيراً بسلوكيات والديهم مما يجعلهم يطبقونها مستقبلاً بوعي او من دون وعي، ومن هنا ندعوا الى ضرورة المحافظة على الطفل سيما في السنوات الخمس الاولى التي يكتسب بها الانسان 80% من قواعد واسس حياته، وبهذين الامرين يمكن ان نحد من مشكلة  العدوان الى حد كبير.

اضف تعليق