q
تصف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بأنه لا يتزعزع. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير متأثرة بالمطالبات الدولية بتغيير استراتيجيتها. تمنح الولايات المتحدة إسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار سنويا، تشمل طائرات مقاتلة وقنابل قوية. كما طلبت إدارة بايدن من الكونجرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار...

في سوريا والعراق والبحر الأحمر، تواجه الولايات المتحدة مخاطر متعددة تزداد تعقيدا وخطورة ناجمة عن النزاع بين إسرائيل وحماس.

نشرت الولايات المتحدة حاملتي طائرات وقوات أخرى في مسعى لمنع اندلاع نزاع مدمّر على مستوى المنطقة. ورغم أنه لم يصل إلى هذه المرحلة، إلا أن العنف الدائر في الشرق الأوسط ما زال يحمل مخاطر كبيرة.

رفع المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران المخاطر نهاية الأسبوع عبر استهداف مراكب تجارية في البحر الأحمر بينما أسقطت مدمّرة أميركية تابعة لسلاح البحرية عدة مسيّرات كانت متجّهة نحوها بينما كانت تنشط في المنطقة واستجابت لنداءات استغاثة.

وقال جيفري فيلتمان من معهد بروكينغز والذي كان يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى "لا شك أن تصعيدا حدث لكن جميع الأطراف، خصوصا الولايات المتحدة، تحاول إدارة هذه المواجهات بطرق لا تفجّر حربا إقليمية".

وأضاف أنه مع ذلك، "أعتقد أن علينا أن نشعر بقلق بالغ جدا من أن يقودنا هذا التصعيد التدريجي الى ذلك، في وقت لا ينوي أي طرف على الأغلب بتحويله إلى صراع إقليمي".

أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا سفينتين من ثلاث في البحر الأحمر الأحد، مشيرين إلى أنهما كانتا إسرائيليتين وشددوا على أن هذا النوع من الهجمات سيتواصل "حتى يتوقف العدوان الإسرائيليّ على إخواننا الصامدين في قطاع غزة".

أسقطت البحرية الأميركية ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن في اليوم ذاته وغيرها، علما بأن أهدافها لم تكن واضحة، إضافة إلى صواريخ خلال الأسابيع الستة الماضية، بينما أسقط الحوثيون مسيرة أميركية الشهر الماضي.

اوضح فيلتمان أن الحوثيين وحزب الله اللبناني الذي يتبادل إطلاق النار بشكل متكرر مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب مع حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يحاولون بشكل أساسي الدخول على الخط ولعب دور خاص بهم.

وأضاف "يحاولون القول إنهم جزء من المقاومة وإنهم يتضامنون مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة" لكنهم "يقومون بالأمر بطريقة أظن أنهم يعتقدون أنها ستمنع اندلاع حرب كاملة".

اندلع النزاع الأخير بين إسرائيل وحماس عندما نفّذت الحكومة هجوما مباغتا عبر الحدود قال مسؤولون إسرائيليون إنه أودى ب 1200 شخص. ردّت إسرائيل بعملية برّية وجويّة مكثّفة تقول حكومة حماس إنها أودت بأكثر من 16200 شخص.

وإضافة إلى الهجمات التي أطلقت من اليمن ولبنان، استُهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا بصواريخ ومسيّرات عشرات المرّات منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، فيما أشارت الفصائل التي تبنتها مرة تلو الأخرى إلى الوضع في غزة.

حمّلت واشنطن فصائل مدعومة من إيران مسؤولية الهجمات وشنّت عدة ضربات على تلك القوات وعلى مواقع في المنطقة قالت إنها على صلة بطهران.

خاض الجيش الأميركي حربا دامية في العراق من العام 2003 حتى 2011 وقدّم بعد ذلك دعما للقوات المحلية في هذه الدولة وفي سوريا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ونفّذ العديد من الغازات والضربات ضد مجموعات مسلحة في المنطقة على مدى السنوات.

لكن واشنطن تسعى للانتقال بعيدا عن النزاعات المرتبطة بـ"الحرب على الإرهاب" في الشرق الأوسط وأفغانستان للتركيز بشكل أكبر على مواجهة الصين وهو ما وصفته بأنه التحدي الذي يحمل أكبر كم من العواقب.

نقلت الولايات المتحدة أصولا عسكرية هائلة إلى الشرق الأوسط منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر لكن ذلك لا يقوّض بالضرورة الجهود في منطقة آسيا والهادئ.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان "بينما يمكن للتركيز البعيد الأمد على الشرق الأوسط أن يشتت الجهوزية في شرق آسيا، يستبعد أن تثير الاستجابات القريبة الأمد أزمة في المدى القريب في شرق آسيا".

وأكد أنه إضافة إلى ذلك، "تتم مراقبة القدرة على الانتشار سريعا لحماية الحلفاء والمصالح عن كثب في آسيا في أوساط الحلفاء والأعداء على حد سواء".

وذكر ألترمان بأن الوضع في الشرق الأوسط يمكن أن "يأخذ منحى سيئا" لكنه لا يرى أن النزاع خرج عن السيطرة في هذه المرحلة.

وأفاد بأن "الولايات المتحدة تبقى القوة الغالبة"، بينما "يختبر (أعداء الولايات المتحدة) الحدود بحذر".

إمداد إسرائيل بالأسلحة

مع تزايد عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة، تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الضغط على حليفتها للحد من سقوط قتلى مدنيين، لكن دون اتخاذ أي إجراءات من شأنها إجبار إسرائيل على الإذعان مثل التهديد بتقييد المساعدات العسكرية.

وحث كبار المسؤولين الأمريكيين، ومنهم نائبة الرئيس كاملا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، إسرائيل علنا على شن ضربات أكثر دقة وتحديدا في جنوب قطاع غزة لتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين مثلما تسببت هجماتها في الشمال.

ووفقا لوزارة الصحة في غزة، قُتل نحو 900 شخص في غزة في الغارات الجوية الإسرائيلية بين يوم الجمعة، الذي انتهت فيه الهدنة، ويوم الاثنين، وهو نفس العدد تقريبا الذي قُتل في الغارات على غزة خلال الأيام الأربعة التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

لكنه أقل قليلا من 1199 قتلوا في الأيام الأربعة التي أعقبت بدء الهجوم البري الإسرائيلي على شمال غزة في 28 أكتوبر تشرين الأول.

وقال مسؤولان أمريكيان إن واشنطن تستبعد في الوقت الحالي حجب تسليم الأسلحة أو انتقاد إسرائيل بشدة كوسيلة لتغيير أساليبها لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الاستراتيجية الحالية للتفاوض بشكل غير معلن فعالة.

وذكر مسؤول أمريكي كبير "نعتقد أن ما نفعله يحركهم"، مشيرا إلى تحول موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من رفض السماح بدخول المساعدات إلى غزة إلى السماح بدخول نحو 200 شاحنة مساعدات يوميا. وأضاف المسؤول أن هذا التحسن جاء نتيجة لدبلوماسية مكثفة وليس تهديدات.

جاءت تصريحات المسؤول الأمريكي بعد ثلاثة أيام من استئناف القصف الجوي لجنوب غزة حيث يواصل السكان انتشال جثث الأطفال والكبار من تحت الأنقاض.

لكن المسؤول الأمريكي قال إن خفض الدعم العسكري لإسرائيل ينطوي على مخاطر كبيرة.

وتابع "تبدأ في تقليل المساعدات المقدمة لإسرائيل، فتبدأ في تشجيع الأطراف الأخرى على الدخول في الصراع، تُضعف تأثير الردع وتشجع أعداء إسرائيل الآخرين".

وتصف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بأنه لا يتزعزع. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير متأثرة بالمطالبات الدولية بتغيير استراتيجيتها.

وقال أوفير فالك مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية لرويترز الأسبوع الماضي عندما سئل عن الضغوط الدولية على إسرائيل "يجب أن أقر بشعوري بأن رئيس الوزراء لا يشعر بأي ضغط، وأعتقد أننا سنفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافنا العسكرية".

تمنح الولايات المتحدة إسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار سنويا، تشمل طائرات مقاتلة وقنابل قوية يمكنها أن تدمر أنفاق حركة حماس. كما طلبت إدارة بايدن من الكونجرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار.

وقال سيث بيندر مدير المناصرة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط إن مثل هذا الدعم يمنح واشنطن "نفوذا كبيرا" على كيفية إدارة الحرب على حماس.

وأضاف بيندر "حجب أنواع معينة من العتاد أو تأخير إعادة ملء مخزونات الأسلحة المختلفة من شأنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على تعديل الاستراتيجيات والأساليب لأنه لن يصبح مضمونا بالنسبة لها الحصول على المزيد".

وتابع "حتى الآن، أظهرت الإدارة عدم رغبتها في استخدام هذا النفوذ".

وتضغط الانتخابات الرئاسية لعام 2024 على بايدن، حتى مع تكثيف كبار مساعديه دعواتهم لكبح جماح إسرائيل. وأي محاولة لخفض المساعدات يمكن أن تضر بالرئيس الديمقراطي من حيث الناخبين المستقلين المؤيدين لإسرائيل بينما يسعى لإعادة انتخابه.

ويواجه بايدن أيضا ضغوطا من فصيل من الديمقراطيين التقدميين الذين يريدون أن تضع واشنطن شروطا لتقديم المساعدات العسكرية لأقرب حليف لها في الشرق الأوسط، وأن يدعم الرئيس الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأكد مصدر أمني إسرائيلي كبير أنه لم يطرأ أي تغير حتى الآن على الدعم الأمريكي لإسرائيل، قائلا "في الوقت الحالي هناك تفاهم وهناك تنسيق مستمر".

وأضاف "إذا غيرت الولايات المتحدة مسارها، فسيتعين على إسرائيل تسريع عملياتها وإنهاء الأمور بسرعة".

استؤنف القتال بين إسرائيل وحماس يوم الجمعة بعد توقف دام سبعة أيام لتبادل المحتجزين وتسليم المساعدات الإنسانية. وتشن إسرائيل هجوما بريا وقصفا جويا عنيفا ردا على الهجوم الذي شنه مقاتلون من حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة.

وذكر المكتب الإعلامي لحماس يوم‭ ‬الثلاثاء أن عدد القتلى الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول تجاوز 16248 جراء الهجمات الإسرائيلية، منهم 7112 من القصر و4885 امرأة، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.

اتفاق وجهة النظر بين أمريكا وإسرائيل

بدأ الهجوم العسكري الإسرائيلي على شمال غزة بقصف جوي مكثف ثم توغل بري واسع النطاق أدى في النهاية إلى محاصرة القوات الإسرائيلية لمدينة غزة، وهي أكبر تجمع سكني بالقطاع، ودخولها.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم ينفذون العمليات في الجنوب بشكل مختلف، إذ يسمحون بالمزيد من الوقت للمدنيين لإخلاء مناطق القتال، لكنهم لا يستطيعون الوعد بوقف الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي الثلاثاء "سنواصل حملتنا لتدمير حماس، وهي حملة تتفق معنا الولايات المتحدة بشأنها". وكرر الاتهامات الإسرائيلية بأن حماس تستخدم النساء والأطفال كدروع بشرية.

وبدأ الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة في نشر خرائط على الإنترنت تأمر الفلسطينيين بمغادرة أجزاء من جنوب غزة وتوجههم نحو ساحل البحر المتوسط ورفح بالقرب من الحدود المصرية. وقال بعض السكان إن ما يطلق عليها "المناطق الآمنة" التي طلب منهم الذهاب إليها تعرضت أيضا لإطلاق نار مما أدى إلى سقوط قتلى.

وذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم الاثنين أن واشنطن تتوقع من الإسرائيليين الالتزام بعدم مهاجمة تلك المناطق.

وقال مسؤول أمريكي ثان إن حقيقة أن إسرائيل أصبحت أكثر ترويا في تحديد المناطق التي يجب على المدنيين تجنبها هي علامة على أن الضغوط الأمريكية توتي ثمارها.

وأضاف أن واشنطن تريد من إسرائيل أن تكون أكثر دقة في توجيه الضربات في جنوب غزة، ولكن من السابق لأوانه قول ما إذا كانت إسرائيل قد أخذت هذه النصيحة في الاعتبار.

وقال سكان وصحفيون على الأرض إن غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت جنوب غزة يوم الاثنين، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.

وقال عمر شاكر مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين "تشير جميع المؤشرات والتقارير إلى استمرار نفس نمط إسقاط القنابل الثقيلة واستخدام المدفعية في مناطق مكتظة بالسكان" منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي.

وذكرت منظمة العفو الدولية الثلاثاء أنها وجدت أن ذخائر أمريكية الصنع قتلت 43 مدنيا في غارتين جويتين إسرائيليتين في غزة.

بايدن يتهم حماس باغتصاب نساء

بدوره قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء نقلا عن ناجين وشهود إن مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تناوبوا على اغتصاب نساء ومثلوا بجثثهن خلال هجومهم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وفي حديثه خلال حفل لجمع تبرعات لأغراض سياسية في بوسطن، قال بايدن إنه تم خلال الأسابيع القليلة الماضية تداول روايات تحمل قدرا من "القسوة التي لا يمكن تصورها".

وأضاف "تقارير عن اغتصاب نساء مرارا وتشويه أجسادهن وهن على قيد الحياة والتمثيل بجثثهن، وإلحاق إرهابيي حماس أكبر قدر ممكن من الألم والمعاناة بنساء وفتيات ثم قتلهن. إنه أمر مروع".

ودعا بايدن المنظمات الدولية والمجتمع المدني والأفراد إلى التنديد بكل أشكال العنف الجنسي.

وتحقق الشرطة الإسرائيلية في جرائم جنسية محتملة ارتكبها بعض من بضع مئات من الأشخاص الذين تحتجزهم منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. وقالت وزارة العدل الإسرائيلية "الضحايا تعرضن للتعذيب والإيذاء الجسدي والاغتصاب والحرق أحياء وتقطيع أوصالهن".

وقالت حماس في بيان عبر قناتها على تيليجرام إنها تستنكر "تبني الرئيس الأمريكي بايدن مزاعم صهيونية تحاول اتهام مقاومينا الأبطال زورا" بارتكاب أعمال عنف جنسي واغتصاب في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وأضافت "تكرار هذا الكذب المفضوح سلوك صهيوني يهدف للتغطية على جريمة حرب الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه جيش الاحتلال" بدعم أمريكي وهو محاولة لتضليل الرأي العام.

كما حمل بايدن يوم الثلاثاء حماس مسؤولية انهيار الهدنة مع إسرائيل الأسبوع الماضي قائلا "رفض الحركة المسلحة إطلاق سراح الشابات المتبقيات هو ما خرق هذا الاتفاق".

وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بإفساد المفاوضات الرامية إلى تمديد وقف القتال الذي استمر أسبوعا ثم استؤنف في الأول من ديسمبر كانون الأول.

وقال بايدن خلال حفل جمع التبرعات "كل من لا يزالون محتجزين رهائن لدى حماس يجب إعادتهم إلى عائلاتهم على الفور. لن نتوقف".

شعبية بايدن تقترب من أدنى مستوياتها

من جهة اخرى أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن اقتربت من أدنى مستوياتها خلال رئاسته هذا الشهر، في علامة على التحديات المقبلة أمام محاولة إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في العام المقبل.

وأظهر الاستطلاع الذي استمر 3 أيام وانتهى يوم الأحد، أن 40% من المشاركين يستحسنون أداء بايدن كرئيس، بزيادة هامشية عن 39% في تشرين الثاني/نوفمبر. وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع نحو 3 نقاط مئوية.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يواجه بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظا لترشيح الحزب الجمهوري. وأشارت استطلاعات أخرى أجريت في الآونة الأخيرة إلى احتمال سباق متقارب بين الاثنين.

وقال بايدن الثلاثاء إنه "غير واثق" من أنه كان سيسعى للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقررة في نهاية العام المقبل لو لم يترشح سلفه الجمهوري دونالد ترامب لهذه الانتخابات.

وقال الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاما خلال حملة لجمع التبرعات في مدينة ويستون بولاية ماساتشوستس (شمال شرق) إنه "لو لم يترشح ترامب لما كنت واثقا من أنني كنت لأترشح. لكن، لا يمكننا أن ندعه يفوز".

وأضاف أن "ترامب لم يعد حتى يخفي مراده. إنه يخبرنا بما سيفعله".

ولدى عودته إلى واشنطن أكد بايدن أن من واجبه خوض الانتخابات لمنع ترامب من الفوز.

وردا على سؤال للصحافيين عما إذا كان سيمضي في ترشحه إذا لم يكن ترامب المرشح الجمهوري قال بايدن "هو ترشح وأنا علي أن أترشح".

وعما إذا كان سيسحب ترشيحه لولاية ثانية في حال قرر ترامب الانسحاب من السباق الرئاسي، قال بايدن "كلا، ليس الآن".

وبايدن الذي تواجه حملته الانتخابية مصاعب عدة، لا ينفك يؤكد أنه في وضع أفضل للتغلب مجددا على غريمه الجمهوري، على الرغم من أنه يواجه مكامن ضعف في تسويق نفسه أمام الناخبين ولا سيما بسبب عمره وحصيلة عهده على الصعيد الاقتصادي.

ويواصل بايدن القول إن الديمقراطية الأمريكية ستكون مجددا على المحك في الانتخابات المقبلة والتي يتوقع أن تكون نسخة عن الانتخابات السابقة.

وعلى الرغم من أن بايدن لا يتمتع بشعبية جارفة في أوساط حزبه فإن فوزه ببطاقة الترشيح الديمقراطية لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2024 يكاد يكون مضمونا ما لم تحصل مفاجأة كبيرة أو مشكلة صحية خطيرة تجبره على الانسحاب.

بالمقابل، تجمع كل استطلاعات الرأي على أن ترامب هو حاليا المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

مسلمون أمريكيون يتعهدون بالتخلي عن بايدن

وتعهد زعماء مسلمون أمريكيون من ست ولايات متأرجحة، تعد حاسمة في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بحشد مجتمعاتهم ضد إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية في غزة، لكنهم لم يستقروا بعد على دعم مرشح بديل في انتخابات 2024.

والولايات الست من بين الولايات القليلة التي أتاحت لبايدن الفوز في انتخابات 2020. وقد تؤدي معارضة مجتمعاتها المسلمة والعربية الأمريكية الكبيرة إلى تعقيد طريق الرئيس نحو الفوز بأصوات المجمع الانتخابي في العام المقبل.

وقال جيلاني حسين مدير فرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في مينيسوتا خلال مؤتمر صحفي بمدينة ديربورن بولاية ميشيجان، عندما سئل عن بدائل بايدن "لا نملك خيارين بل خيارات كثيرة".

وأضاف "نحن لا ندعم (الرئيس السابق دونالد) ترامب"، مضيفا أن الجالية المسلمة ستقرر كيفية إجراء مقابلات مع المرشحين الآخرين.

وقال حسين إنه يعبر عن آرائه الشخصية، وليس آراء كير.

وبدأت ما تسمى حملة "التخلي عن بايدن" عندما طالب الأمريكيون المسلمون في مينيسوتا بايدن بأن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة بحلول 31 أكتوبر تشرين الأول. وامتدت الحملة إلى ميشيجان وأريزونا وويسكونسن وبنسلفانيا وفلوريدا.

ويرفض المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون الضغوط التي تطالب بوقف دائم للقتال. وكررت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي يوم السبت قول بايدن إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها.

وقال الأمريكيون المسلمون إنهم لا يتوقعون أن يعامل ترامب مجتمعهم بشكل أفضل إذا أعيد انتخابه، لكنهم رأوا أن حرمان بايدن من أصواتهم هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل السياسة الأمريكية.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الناخبون المسلمون سينقلبون ضد بايدن بشكل جماعي، لكن التحولات الصغيرة في الدعم يمكن أن تحدث فرقا في الولايات التي فاز بها بايدن بفارق ضئيل في عام 2020.

وأظهر استطلاع حديث للرأي أن شعبية بايدن بين الأمريكيين العرب انخفضت من أغلبية مريحة في عام 2020 إلى 17 بالمئة.

وقد يكون ذلك حاسما في ولاية مثل ميشيجان، حيث فاز بايدن بنسبة 2.8 نقطة مئوية ويمثل العرب الأميركيون 5 بالمئة من الأصوات، وفقا للمعهد العربي الأمريكي.

وقال طارق أمين وهو طبيب يمثل الجالية المسلمة في ولاية ويسكونسن إن هناك نحو 25 ألف ناخب مسلم في الولاية التي فاز فيها بايدن بنحو 20 ألف صوت.

وقال أمين "سنغير التصويت وسنجعله متأرجحا".

وفي ولاية أريزونا، حيث فاز بايدن بنحو 10500 صوت، قال الصيدلي حازم نصر الدين إنه يوجد أكثر من 25 ألف ناخب مسلم بالولاية وفقا لمركز سياسات الهجرة الأمريكية بجامعة كاليفورنيا سان دييجو.

وأضاف "لن نقف مع رجل لوّث موجة زرقاء بقطرات دم حمراء".

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس

اضف تعليق