q
حملة قاطع هي حملة عراقية انطلقت في عدة محافظات، بدأها وخطط لها وقادها مجموعة من الشباب والأكاديميين، تهدف الحملة لمقاطعة منتجات الشركات الأجنبية الداعمة للكيان الصهيوني والمنتشرة بضاعتها بالمئات في الأسواق العراقية. الحملة ذات عمل جماعي ومنظم، كانت لها حملات الكترونية في التواصل الاجتماعي على مستوى المنشورات والتصاميم والترندات...

منذ عدة قرون أثبتت حملات المقاطعة للبضائع التي تنتجها الدولة أو الشركة الفلانية، لها تأثيرها الفاعل والكبير، فمثلا كلنا نتذكر تلك الحملات الناجحة للهند وجنوب أفريقيا، وغيرهما، حيث تم ارغام العدو على التراجع عن الكثير من قراراته العدائية، لهذا فإن حملة قاطع التي أطلقها مجموعة من الشباب الناشطين في المحافظات العراقية تهدف إلى إضعاف الكيان الصهيوني من خلال أسلوب مقاطعة بضائعه المختلفة.

في العراق وفي عموم الدول العربية وحتى الإسلامية، نحتاج بشكل كبير إلى هذا النوع من السلاح الاقتصادي المؤثر جدا على الدول ذات النزعات العدوانية ضد الشعوب المسالمة، كما يجري اليوم من قبل الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، وما يلحقه من أذى بالفلسطينيين والعرب بشكل عام.

مطلوب في حقيقة الأمر أن نسعى لنشر هذه الثقافة ونعتمدها كسلاح اقتصادي قوي ومؤثر على الطرف الآخر، وهذا يتطلب أن يفهم عموم الناس ما هي هذه الخطوة، وما فائدتها، وما تأثيرها، ثم كيف يتم تنفيذ مثل هذه الحملات؟

إن إقناع الناس بمثل هذه الحملات الفاعلة، هو أمر في غاية الأهمية، لأن القناعة تضمن إقبال الناس بشكل كبير على تطبيق المقاطعة الاقتصادية التي تهدف إلى تحجيم الدولة أو الكيان المعتدي، فعندما يعرف المواطن أن امتناعه عن شراء سلعة واحدة من السلع التي تنتجها شركات داعمة للكيان الصهيوني، سوف يضعف هذا الكيان، ويحد من قدرته وسلاحه العدواني ضد الأبرياء العزّل، فإنه سوف يطبق المقاطعة عن وعي وإيمان.

لهذا لابد أن تكون الخطوة الأولى توضيح وشرح طبيعة حملة قاطع، وما الغاية منها، وكيف يتم تطبيقها، وكيف يمكن للفرد العراقي أن يكون مساهما جيدا وفاعلا فيها، هذه الأمور يجب أن تتكفل بها فرق إعلامية فعالة، توضح للناس الغاية من حملة قاطع التي تستهدف الأفعال العدوانية للكيان الصهيوني.

فـ (حملة قاطع) هي حملة عراقية انطلقت في عدة محافظات، بدأها وخطط لها وقادها مجموعة من الشباب والأكاديميين. تهدف الحملة لمقاطعة منتجات الشركات الأجنبية الداعمة للكيان الصهيوني والمنتشرة بضاعتها بالمئات في الأسواق العراقية. الحملة ذات عمل جماعي ومنظم، كانت لها حملات الكترونية في التواصل الاجتماعي على مستوى المنشورات والتصاميم والترندات.

ومن ثم لديها حملات ميدانية تمثلت بتوزيع آلاف البروشورات والملصقات في أكثر من ١٣ محافظة عراقية، تحث وتوعي الشارع العراقي من أجل تفعيل مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان. وتزامنت هذه الحملة مع حملات مقاطعة انطلقت في دول عربية واسلامية وعالمية وهكذا حملات تمثل الجانب الإنساني التضامني للشعوب.

بدأت هذه الحملة من قبل فئة قليلة، لكنها خلال أسابيع أصبح اعضاؤها اكثر من ٥٠٠٠ شخص في عموم المحافظات العراقية.

هناك أهداف واضحة يؤمن بها منظمو وقادة وأعضاء هذه الحملة، حيث يؤمن هؤلاء بأن الحملة و المقاطعة الاقتصادية هي نوع من مقاومة الشعوب بعد ان عجزت او تخاذلت الحكومات عن النصرة، وهنالك شواخص تاريخية لحملات المقاطعة والتي اثبتت نجاحها كما لاحظنا في ما يذكره التاريخ الناصع عمّا حققته المقاطعة الشاملة للبضائع البريطانية في الهند ايام غاندي والتي اجبرت البريطانيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وكذلك حملة مقاطعة اليهود للمنتجات الالمانية النازية إبان الحرب العالمية الثانية، وايضا حملة المقاطعة ايام نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والتي استمرت سنة ونصف، وحققت نتائج كبيرة، وغيرها الكثير الكثير من الحملات المشابهة التي تعتمد أسلوب المقاطعة الاقتصادية للدولة أو الجهة الداعمة للظلم كالكيان الصهيوني.

من أساليب ونشاطات هذه الحملة التي تنشط في محافظات العراق، أنها تتحرك الحملة الكترونيا وميدانيا و قانونيا، حيث لديها منصات على الفيسبوك والانستا والتكتوك والتليجرام و ايضا لديها فرق في اغلب المحافظات العراقية، والتقت مع عدد من الفاعلين المجتمعيين كالشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي أبدى ترحيبه بمبادرات كهذه.

وايضا تطمح الحملة للوصول الى قرار قضائي بمنع دخول المنتجات من خلال المنافذ الحدودية الجوية والبرية وغيرها، وذلك بالاعتماد على عدة تشريعات قانونية سارية المفعول.

الحصول على القرار القضائي يتطلب دعما إعلاميا وتشريعيا أيضا، ويمكن في هذه الحالة التحرك على منظمات مدنية نقابية مختلفة من أجل زيادة الضغط، والدعم، لتطوير هذه الحملة، حملة قاطع، ونشرها في محافظات ومدن عراقية أخرى، وتسليط الضوء الإعلامي عليها، خصوصا القنوات الفضائية، كونها تصل إلى البيوت والعائلات كافة.

بعد ذلك يجب أن تكون هناك حركة جماعية جماهيرية عامة، فعلية على الأرض، ويتم إسنادها بحملات كبيرة متواصلة في وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي كافة، في أسلوب منتظم ومخطط له، فدور وسائل التواصل في توعية الناس مهم وكبير جدا، ولابد أن يكون هناك دعم رسمي ومدني لحملة قاطع، حتى يكون نجاحها مضمونا، وتحقق أهدافها.

فالمهم أولا وأخيرا أن يتم ردع الكيان الصهيوني وإضعاف واستهداف مصالحه لاسيما التي تكون في متناول الناس، فمثل هذه الحملات المقاطِعة للسلع المساندة للكيان الصهيوني، سوف تضعف هذا الكيان، وتجعله يشعر بالخوف والضعف، كما أن مثل هذه الحملات تزيد من عزيمة الشباب الأبطال على مقارعة هذا الكيان الظالم.

اضف تعليق