q
أصبحت أقمار ستارلينك Starlink محل جدل محتدم بين شركة سبيس إكس SpaceX، المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، ففي سباق لتحقيق حلم الإنترنت العالمي، تواجه الشركة معارضة قوية من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، التي تحذر من خطورة أقمارها على كوكب الأرض والبشرية...
بقلم: محمود حفني

أصبحت أقمار ستارلينك Starlink محل جدل محتدم بين شركة سبيس إكس SpaceX، المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، ففي سباق لتحقيق حلم الإنترنت العالمي، تواجه الشركة معارضة قوية من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، التي تحذر من خطورة أقمارها على كوكب الأرض والبشرية.

ستارلينك Starlink هو مشروع طموح يهدف إلى إطلاق آلاف الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض، لتزويد كل ركن من أركان العالم بخدمة إنترنت سريعة وموثوقة. وقد أطلقت سبيس إكس، منذ عام 2018، أكثر من 4500 قمر صناعي من هذا النوع، وهو عدد يفوق جميع الأقمار الصناعية الأخرى الموجودة في الفضاء.

مخاطر أقمار ستارلينك

ولكن هذا التقدم لا يخلو من المخاطر. في تقرير صادر عن إدارة الطيران الفيدرالية، ورد أن أقمار ستارلينك Starlink تشكل 85% من خطر سقوط حطام فضائي على الأرض أو على الطائرات، بسبب عملية إعادة دخولها إلى الغلاف الجوي. وأضاف التقرير أن هذه المخاطر ستزداد مع زيادة عدد الأقمار المطلقة.

ولم تتقبل سبيس إكس هذه التحذيرات. فقد نفت الشركة أن تكون أقمارها تمثل خطورة على البشر، واتهمت إدارة الطيران بإصدار «تقرير غير دقيق وغير عادل». وطالبت سبيس إكس بإجراء مراجعة للتقرير، والسماح لها بمواصلة مشروعها دون تأخير.

وفي مواجهة هذه التحذيرات، نشر موقع سبيس.كوم (Space.com) الإخباري المتخصص في عالم الفضاء، تفاصيل تقرير إدارة الطيران الفيدرالية، مستشهدًا بآراء خبراء يؤكدون أن الأقمار الصناعية المتزايدة وإعادة دخولها يمثلان خطرًا حقيقيًا على سلامة البشر. وأشار التقرير إلى أنه بحلول عام 2035، ستصل كمية الحطام الفضائي التي تنجو من إعادة دخول الأرض إلى 28000 قطعة سنويًا، مما يزيد من احتمالية إصابة أو قتل شخص واحد كل عامين.

وتعتبر سبيس إكس SpaceX أكبر مساهم في هذه المخاطر، حيث تملك حاليًا نحو 5000 قمر صناعي من ستارلينك Starlink في مدار أرضي منخفض، وهو رقم يفوق جميع الأقمار الصناعية الأخرى مجتمعة. ولا تزال سبيس إكس SpaceX تطمح إلى زيادة عدد أقمارها إلى 12000 في المستقبل القريب، وإلى 40000 في المستقبل البعيد.

سبيس إكس تنفي مخاطر أقمار ستارلينك

ولكن سبيس إكس SpaceX لا ترى أن أقمارها تشكل خطورة على الأرض. فقد رفضت الشركة مزاعم التقرير، ووصفتها بأنها «غير منطقية وغير مبررة وغير دقيقة». وأكدت سبيس إكس SpaceX أن أقمار ستارلينك مصممة لتحترق كليًا عند إعادة دخولها، بخلاف بعض الأقمار الصناعية الأخرى التي تترك شظايا خطيرة.

وفي ردها على التقرير، أرسلت سبيس إكس رسالة إلى إدارة الطيران الفيدرالية، تؤكد فيها أن أقمارها مصممة للتلاشي بالكامل عند عودتها إلى الأرض، وأنها تفعل ذلك بنجاح. ونقلت شبكة سي إن إن CNN جزءًا من الرسالة التي تقول: «لكي نكون واضحين، تم تصميم أقمار SpaceX وتصنيعها بحيث تختفي تمامًا أثناء إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي أثناء التخلص منها في نهاية عمرها الافتراضي، وهي تفعل ذلك».

عالم فلك ينفي مخاطر أقمار ستارلينك

واستشهدت سبيس إكس أيضًا بشهادة جوناثان ماكدويل، وهو عالم فلك ومتابع لرحلات الفضاء، الذي قال إن أكثر من 350 قمرًا صناعيًا من أقمار ستارلينك قد اختفوا من المدار دون ترك أثر. وأضاف ماكدويل أنه لم يسجل أي حالة من حالات وصول حطام أقمار ستارلينك إلى الأرض.

ولكن هذه الحجج لم تقنع إدارة الطيران الفيدرالية، التي طلبت من سبيس إكس مراجعة بياناتها وتحديثها لإثبات صحة دفاعها. وذكر موقع سبيس نيوز Space News أن إدارة الطيران الفيدرالية تتواصل مع سبيس إكس SpaceX للتأكد من المعلومات التي قدمتها في خطابها.

فهل تستطيع سبيس إكس SpaceX أن تثبت صحة دفاعها؟ أم تستجيب إدارة الطيران للضغوط وتفرض قيودًا على مشروع أقمار ستارلينك؟

اضف تعليق