q
يميل البعض إلى تأجيل تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم إلى نقطة غير محددة في المستقبل، وهي ما يعرف بـ متلازمة الحياة المؤجلة، وغالبا ما يقضي المصابون بهذه المتلازمة حياتهم في الانتظار، ويعيشون حياتهم اليومية دون أي إحساس حقيقي بالهدف أو الاتجاه، ويشعرون بعدم الرضا وكأنهم عالقون في حفرة، كما يفتقرون إلى الحافز...

يميل البعض إلى تأجيل تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم إلى نقطة غير محددة في المستقبل، وهي ما يعرف بـ "متلازمة الحياة المؤجلة"، وغالبا ما يقضي المصابون بهذه المتلازمة حياتهم في الانتظار، ويعيشون حياتهم اليومية دون أي إحساس حقيقي بالهدف أو الاتجاه، ويشعرون بعدم الرضا وكأنهم عالقون في حفرة، كما يفتقرون إلى الحافز.

فما أسباب هذه المتلازمة التي تعرف أيضاً باسم "متلازمة يوما ما" أو "إشباع الحياة المتأخر"؟ وكيف تؤثر على الحياة الشخصية والمهنية؟ ما "متلازمة الحياة المؤجلة"؟ يعرّف أخصائي الطب النفسي الدكتور مازن مقابلة "متلازمة الحياة المؤجلة" بأنها عبارة عن نمط فكري سلبي يقود الفرد لتأجيل الراحة والاستمتاع بالعيش في الحاضر لحين تحقيق أهداف المستقبل، والتي غالباً ما تكون بعيدة الأجل وصعبة التحقيق.

ويضيف أن هذه المتلازمة تورث الفرد شعوراً بأنه يعيش في حلقة مُفرغة من المسؤولية والضغوطات التي لا تنتهي "فتمرّ حياته دون أن يشعر بها حتّى وإن قام بتحقيق كل أو غالبية أهدافه، وينتج عنده شعور بالحسرة والندم على الوقت الذي فاته من حياته".

وبحسب الأخصائي النفسي، فإن هذا النمط لا يعتبر بحد ذاته اضطراباً نفسياً أو عقلياً لكنه قد يكون من أكثر العوامل المسببة لهذا الاضطرابات، كالاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وغيرها.

وقد يوجد هذا النمط الفكري عند جميع الفئات العمرية "لكنه يزداد في الفترة العمرية بين 20 و50 عاما، كون هذه الفترة عادة ما تكون حافلة بالأحداث والتغييرات المصيرية في حياة الفرد، وتنطوي على كثير من المسؤوليات الدراسية والوظيفية والاجتماعية والعاطفية".

ما أسباب "متلازمة الحياة المؤجلة"؟ وينتج هذا النمط الفكري في عقل الفرد اللاواعي نتيجة للعدة أسباب -وفق مقابلة- أبرزها: تأثير العقل الجمعي: ويؤثر هذا في الفرد منذ الطفولة من خلال إيهامه بأنه سيرتاح ويستمتع بالحياة حين يكبر ويصبح منتجاً، ومستقلاً بقراره، قادرا على الدراسة والعمل لتحقيق ذاته، قادرا على الارتباط العاطفي حتى لا يكون وحيداً.

مشاكل تقدير الذات والثقة بالنفس: حيث يشعر الفرد بعدم الاستحقاق لما حققه أو يملكه في الحاضر، ويسعى دوماً لتحقيق المزيد والمزيد كمحاولة لتعويض شعور النقص المزمن الذي يشعر به.

التركيز على المادية أكثر من الروحانية: حيث تصبح سعادة ومتعة الفرد مقترنة بالكم لا بالنوع، وتعتمد على ما يملك من المال والسلطة والشهرة، والتي عادة ما يكون لها أثر إدماني بعيد عن القناعة والرضى.

نمط الحياة المتسارع: يعيش العالم نمط حياة سريعا ذا متطلبات معقدة، مما يخلف شعورا وهميا للفرد بأنه متأخر دائماً وبحاجة لبذل جهد أكبر وأسرع لمواكبة التغيّرات المستمرّة.

وللتخلص من هذا النمط الفكري وتعديله، ينصح أخصائي الطب النفسي باتباع الخطوات التالية:

إدراك سلبية هذا التفكير وزيادة الوعي الفردي والجمعي بأضراره.

التركيز في تربية الأطفال على ضرورة الاستمتاع بكل فترة عُمرية، بغض النظر عن متطلّباتها، وتعديل مفهوم السعادة ليكون قراراً لا انتظاراً.

التوعية الفكرية والدينية بضرورة الموازنة بين التركيز على الحياة الدُنيا والآخرة، لا أن تكون إحداهما على حساب الأخرى.

عدم ربط تقدير الذات والثقة بالنفس بالإنجاز لوحده، بل بالاكتفاء والقناعة والرضى بما هو موجود حتى لو كان قليلا نسبياً.

من جانبه، يقول المستشار الأسري الدكتور أحمد عبد الله إن للحروف الثلاثة التي تشكل كلمة "سوف" أثرا تخديريا في حياة البعض بشكل مذهل، إذ يميل الناس -أحيانا- للتأجيل، وهذا الميل من حيث العموم عملية بشرية طبيعية، إلا أن التأجيل الذي يكون نتيجته هدم للحاضر وعدم الاستمتاع بمكونات الحياة وتفاصيلها، وهذا هو ما يقال عنه "متلازمة الحياة المؤجلة".

ويوضح "تتعدد أسباب التأجيل، وفي غالبها تتمحور حول المسؤولية التي تترتب على قرار تنفيذ الحياة المستقبلية، فالخطة المطلوبة والمسؤوليات المطلوبة والجهد المطلوب، كله له آثار وهو الخروج من منطقة الأمان النفسي الذي يعيشه الإنسان، إلى منطقة العمل والجد والاجتهاد والمسؤولية، وهذه تتطلب قدرا من البذل لتحصيل شكل الحياة المطلوب.

"بالمقابل، هناك بعض الأشخاص لا يكفيهم ألم الحاضر بل هم يحتاجون لألم أكبر كي يتحركوا لإيجاد الحياة الصحيحة التي يريدونها، وهؤلاء نراهم في الكثير من المواطن الحياتية، كالوظيفة والزواج والعلاقات داخل منظومة الأسرة" بحسب عبد الله.

ويكمل "هناك أيضا أشخاص لا يتصورون أن الحياة من الممكن أن تكون متعثرة في بعض مراحلها، فأي تعثر آنيّ يعتقدون أن بعده الحياة ستقوم بتصحيح نفسها بنفسها دون بذل أي جهد منهم. أما البعض الآخر، فهم مثاليون جداً ويعتقدون أن كل البذل المطلوب غير كاف، مهما كان، للبدء في صناعة حياة مستقبلية جيدة".

"فهؤلاء أيضا حياتهم تتمحور حول إما كل شي أو لا شيء" وفق المستشار عبد الله.

وللخروج من هذه الحالة، أو الحد منها على الأقل، ينصح المستشار عبد الله بأنه على الشخص المثالي جدا أن يوظف صفاته "الميل نحو المثالية" فيما يصب في مصلحته "فالمثالي شخص شديد الملاحظة، فإن وظف هذه الشدة في ملاحظة السلبيات فسيرى الكثير ويواصل التأجيل، لذلك عليه توظيف هذه الصفة في رؤية الإيجابيات التي يبني عليها حياة آنية جيدة".

أما الإنسان الذي يميل للتأجيل من باب الاكتفاء بلذة الحاضر "فيحتاج لمهارة التخطيط أولا، ولمهارة تأجيل الإشباع الآني، والتي يلعب دورا مهما فيها العادات النفسية التي شكّلها الإنسان لذاته، فعليه تأجيل تلبية الرغبات غير الملحة لتتشكل لديه عادات نفسية جديدة".

ويختم "بالعموم على الإنسان رفع مستواه في مهارة الالتزام بالأشياء، الإلتزام بالمواعيد، والالتزام بالمهام وغيرها. فهذه المهارة يمكن تعميمها لتصل إلى درجة أن يلتزم الإنسان برغبة الحصول على حياة آنية مستقرة وجيدة، لتكون هذه الحياة جزءا من حياة أكثر شمولا واتساعا وسعادة".

نشر موقع "إي كيو فور سي" للاستشارات الحياتية بعض التأثيرات الشائعة لمتلازمة "الحياة المؤجلة" على الحياة الشخصية والمهنية، ومنها:

عدم الإنجاز: يمكن أن يؤدي تأجيل أهداف الفرد وتطلعاته إلى الشعور بالفراغ في الحياة الشخصية والمهنية، مما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالملل واللامبالاة وحتى الاكتئاب.

الفرص الضائعة: عندما يؤجل الناس تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم، فإنهم يفوتون الفرص التي ربما كانت متاحة لهم، مما يشمل الفرص الوظيفية وفرص النمو الشخصي وحتى العلاقات.

الركود: عندما يؤجل الناس أهدافهم يعلقون في وضعهم الحالي، ويشعرون وكأنهم لا يحققون تقدما في حياتهم الشخصية أو المهنية، وهذا يؤدي إلى الشعور بالركود وحتى اليأس.

انعدام الثقة: تأجيل الأهداف يمكن أن يؤدي إلى انعدام الثقة في قدرات الشخص ومهاراته في اتخاذ القرار، وهذا يزيد من صعوبة المخاطرة والسعي وراء فرص جديدة، مما يزيد من تفاقم دورة التأجيل.

كيف تحدث؟!

تطرقت يوليا كوفاليفسكايا عالمة النفس والمدربة ومؤلفة برامج البناء الشخصي لرجال الأعمال، في مقابلة مع وكالة الأنباء لمنطقة موسكو إلى تفاصيل تطور متلازمة "الحياة المؤجلة".

وقالت:" هناك شيء بحاجة إليه دائما مثل بضعة كيلوغرامات، المعرفة، والوقت وما إلى ذلك وتقول لنفسك :" سأبدأ في العيش حقا ولكن في وقت لاحق. وإنك تحتاج إلى تغيير شقتك، أو الزواج، أو على العكس من ذلك، الحصول على الطلاق، وتظن أن الحياة ستبدأ بعد ذلك بالتأكيد".

وأشارت كوفاليفسكايا إلى أن الشخص الذي يعاني من مثل هذه المتلازمة لا يفرح بالحياة ولا يستمتع بها ولا يدرك أنه يعيش أفضل مرحلة فيها.. ويدور الحديث هنا عن لعبة لا نهاية لها من "اللحاق بالركب".

وقالت:" إذا وُجّه إلى هذا الشخص سؤال لماذا لم يحن بعد الوقت المناسب للاستمتاع والعيش بأكبر قدر ممكن من السعادة والبهجة؟، فسوف يجيب بشكل جيد جدا ومنطقي: "هذا ليس الوقت المناسب، وإنها ليست الحالة المناسبة، لا يوجد أشخاص مناسبون، ولم تتح فرصة بعد، وما إلى ذلك."

ولا يستطيع بعض الناس بسبب الخوف أو لأسباب أخرى، التعامل مع هذه الحالة المعقدة. ودعت عالمة النفس أولغا كوروبينيكوفا، في حديث مع القناة التلفزيونية الخامسة، إلى التخلص من كل المشاكل هنا والآن، مشيرة إلى أنه لا يمكنك الوصول إلى مستقبل ناجح إذا لم تتعامل مع مواقف أتت من الماضي.

لماذا يفضّل الناس الانتظار على السعي بأنفسهم؟

عليك الفهم أن ما لم تسعد اليوم بما تملك فلن تسعد غدًا ولو ملكتَه، الزمن الحقيقي الذي نملكه من حياتنا هو الحاضر في الحقيقة ليس جميع المنتظرين ينتظرون فقط دون أن يفعلوا أي نشاط آخر، على العكس، كثير من المنتظرين يسعون ويجتهدون، لكن تظل هناك فكرة ملحّة في أذهانهم أنه ما لم تحدث معهم معجزة فلن يفلحوا، إما ستذهب مساعيهم سدى أو أنها ستنجح، لكن دون أن يرضيهم النجاح لأنه _كما يعتقدون_ ناقص طالما لم يقع الحدث الذي يتوقون إليه.

والصنف الآخر هو الصنف العاجز تمامًا الذي لا يحاول التقدم، ويريد لحدث استثنائي أن يدفعه إلى الأمام ويجبره على فعل شيء، ودَعْواه: أنه لا يستطيع التحرك بمفرده، ولا يتغير إلا عندما تُفرَض عليه الأمور، وعندها فحسب يحاول التأقلم والتكيف، فلا يجرؤ على المبادرة ولا على إمساك زمام أحداث حياته بنفسه.

في متلازمة انتظار بدء الحياة بالنسبة لمن لا يبادرون، فالأسباب تتراوح بين اليأس والكسل والاكتئاب، أو الخوف من المبادرة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، لهذا يفضّلون وقوع حدث خارج عن إرادتهم كي يضطروا للتكيف معه، ولا يُلاموا على اختياره بأنفسهم.

في الحقيقة ليس جميع المنتظرين ينتظرون فقط دون أن يفعلوا أي نشاط آخر، على العكس، كثير من المنتظرين يسعون ويجتهدون، لكن تظل هناك فكرة ملحّة في أذهانهم أنه ما لم تحدث معهم معجزة فلن يفلحوا، إما ستذهب مساعيهم سدى أو أنها ستنجح، لكن دون أن يرضيهم النجاح لأنه _كما يعتقدون_ ناقص طالما لم يقع الحدث الذي يتوقون إليه.

أما الصنف الفاعل، فلديهم تصور أنهم يجتهدون اجتهادًا كافيًا في نواحي كثيرة مقابل أن يُكافؤوا بحدث جميل مفاجئ ومهم لم يخطر لهم على بال ولم يخططوا له، فهم مؤمنون أن الحياة بحاجة لسعي عكس سابقيهم، لكنهم يرون أنه مثلما لقمة الاجتهاد طيبة، فكذلك الثمرة التي تأتي هدية دون تعب لها لذة خاصة وفريدة. أما السبب الذي يجمع الصنفين معًا، فهو الإحباط بعد الفشل المتكرر وعدم الثقة بجدوى الجهود والمحاولات، والشعور أن ما نقدمه لن يغيّر أو يفيد.

وهنا ستسألين: إذا لم ننتظر حدثًا محوريًا ولا معجزة، فماذا سنفعل؟ وستقصدين بسؤالك البحث عن الخطأ والضرر في هذه المتلازمة. سأجيبك: فكرة الانتظار ليست المشكلة بحد ذاتها، فمن منا لا ينتظر؟ المشكلة هي أن يتحول الانتظار لمتلازمة، والمتلازمة تعني أن نلزَم شيئًا معينًا ونكرره أكثر من المطلوب ونفشل في إيقاف تكراره عندما نريد، إذن، الضرر في هذه المتلازمة هو أننا سواء خططنا أو كنا ممن لا يبادرون فإن حياتنا الحقيقية هي حياة الحاضر، كثيرًا ما نظن السعادة مستقبلية وآتية لاحقًا، غدًا، بعد شهر، بعد فترة زمنية بعيدة.

وهذه الفكرة كفيلة أن تدفعنا للظن أنه ما دامت السعادة مستقبلية فالحاضر حزين بالضرورة، وذلك ليس صحيحًا، ما لم تسعد اليوم بما تملك فلن تسعد غدًا ولو ملكتَه، الزمن الحقيقي الذي نملكه من حياتنا هو الحاضر، وهو أكثر زمن نسيء إليه بالنظر الدائم للخلف (الماضي) أو الأمام (المستقبل).

وكما ينصحنا علم النفس، فإن علينا التركيز على ما يسمى (هنا والآن) أي على الوقت الحالي والمكان الذي نحن فيه، التخطيط ليس خطأ، ولا العجز _المرحلي المؤقت_ عن المبادرة، الخطأ هو انتظار الغد دون النظر لما نملكه، نحن لا ننتبه أصلًا إلى ما نملكه الآن وربما لو انتبهنا لأدركنا أننا نملك ما نحبه، وأن عددًا غير قليل من أحلامنا وأهدافنا السابقة تحقق دون أن نلقي له بالًا.

وأخيرًا بعد أن تعرفنا على ما هي متلازمة انتظار بدء الحياة، النصيحة الذهبية التي أقدمها هو أن نمنح الانتباه الأكبر للحاضر، ونستمتع باللحظة الحالية، ونقسّم ما يتبقى على الوفاء _ غير المُعطِل_ للماضي، والسعي المحمود للمستقبل.

نصائح لتجنب الوقوع في متلازمة المؤجلة

الوقت المادي يهيئ لنا بشكل حاسم في بعض الحالات التي نطور فيها اتجاه متلازمة السعادة مؤجلة، وهذا يعني، نحن ننتظر الأحلام والأوهام والشوق لطرح باستمرار قوة الالتزام. من أعراض هذا النوع من الاضطراب، على سبيل المثال، عادة إرجاء المشروعات بعد التقاعد، ومراقبة سنوات الجهد السابق والعمل كشكل من أشكال التوفير الأساسية.

ومع ذلك، بينما تنتظر الحياة، تمر الحياة. مفارقة توضح كيف يمكن للإنسان أن يسقط في فخ روبوتاته الذاتية. ال تصور لضيق الوقت إنها حقيقة عندما تنظر إلى جدول أعمالك المعتاد وتلاحظ من منظور مقارنة وقت الفراغ أنك لا تستطيع أن تكرس نفسك بدوام كامل لجميع تلك المشاريع التي تريد تحقيقها.

هذا هو أحد الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص الذين لديهم إمكانية القيام بذلك يقررون قضاء يوم إجازة. أنت تتصرف مع متلازمة السعادة المؤجلة عندما لا تتذكر متى كانت آخر مرة أقمت فيها مع أصدقائك للاستمتاع، لأنهم في كل مرة يقترحون خطة تجعلهم ذريعة للعمل بعدم الحضور.

السعادة المؤجلة هي أيضا جزء من الاعتقاد الخاطئ لل العيش في انتظار الأحداث غير العادية، نحن نضع توقعات كبيرة في تاريخ محدد، بدلاً من تقييم قوة البساطة المخفية في الوقت الحاضر. وأيضًا، عندما نضع تلك الخطط، نقع في الفرضية (وليس اليقين) المتمثلة في الاعتقاد بأنه في غضون بضعة أشهر، سنظل لدينا الفرصة للاستمتاع بتلك الخطط. لا أحد لديه ضمان الوقت وقعت مع الحياة.

متلازمة السعادة المؤجلة تصافح مشكلة شائعة أخرى في عصرنا: متلازمة الاحتلال المستمر هذا يقودنا إلى الاعتقاد بأن سعادتنا يمكن قياسها من حيث الإنتاجية والنتائج والأداء.

أولا، كن على علم به. هذا هو، إذا كنت تشعر تنعكس في كل ما يقال في هذا المنصب، ثم, تغيير المنظور لأن هذا يعتمد فقط عليك. يمكن أن تساعدك بعض الأفلام على التفكير في أهمية التغيير في فلسفة حياتك: “فندق ماريجولد الغريب” هذا مثال.

من الان فصاعدا، يفترض أن الوقت ليس غير محدود. لهذا السبب، عليك تحديد الأولويات وتقييد تفضيلاتك الترفيهية. تمامًا كما يجب عليك تحديد المواعيد النهائية والتواريخ حتى لا تبقى رغباتك في الهواء. في سياق أسبوع واحد آخر في حياتك، تدع متلازمة السعادة تتأرجح عندما تبدأ يوم الاثنين، وتنتظر أن تكون يوم الجمعة. هذا هو أكثر الأعراض شيوعا لهذه المشكلة العاطفية. في هذه الحالة، تأمل في ما يمكنك القيام به، لنفسك، من هذه اللحظة، حتى لا تعتمد سعادة حياتك على تصرف سطحي كما هو يوم الإثنين أو السبت.

5 أفكار عملية تجعل عامك الجديد إضافة إيجابية لما قبله

أثبتت الدراسات والاستطلاعات أن “لوحة الرؤية” المُعلّقة في غرفتك أو مكتبك وقد امتلأت بالملصقات هي جزء من خطة نجاح 1 من كل 5 رواد أعمال، وأن محتواها من الصور يزيد من الوضوح والتركيز، ويُقلل من التوتر والشك، ويُمكّن من البقاء على المسار الصحيح.

واعتاد معظم الناس في أنحاء العالم أن يستقبلوا كل عام جديد بوضع “لوحة رؤية” كهذه، عليها تصور مختلف وشامل للعام المقبل، يزدحم برسومات ورموز وتخطيطات، تتضمن نيات عظيمة، وطموحات كبيرة، وأحلاما مثالية. وذلك دون التفات لعام انقضى بعد أن كان مليئا بالأحداث وزاخرا بالخبرات “التي تستحق أن يتم تطويرها للاستفادة منها في بناء عام جديد أفضل”، كما تقول رائدة الأعمال الأمريكية دينيس وودارد، على موقع “آي إن سي”.

من هنا تأتي أهمية توصيات علماء النفس بالكف عن النظر إلى العام الجديد على أنه “بداية رحلة جديدة”، والتعامل معه باعتباره استمرارا لرحلة تعتمد على كل ما يفيد حمله من عام 2023 إلى عام 2024، “والتركيز على ما يُشعر الإنسان بالإنجاز، ويساعده على تخطي الأوقات الصعبة، ويجلب له السعادة”.

استفد من الأشهر الـ12 الماضية

تقول كريستا جارفيس، مديرة برنامج الطب النفسي بجامعة واشنطن، قبلما تضع خطة للعام المقبل، “فكر في الأشهر الـ12 الماضية، واحتفل بإنجازاتك واللحظات التي كنت فخورا بها، واصطحب العادات أو الأنشطة التي استمتعت بها، أو التي ترغب في تغييرها”، ويقترح الخبراء فعل ذلك باتباع 5 توصيات:

الحفاظ على التوازن الداخلي

لأن التوازن هو “عملية التنظيم الذاتي التي يمكن للشخص من خلالها الحفاظ على استقراره الداخلي، بموازاة التكيف مع الظروف الخارجية المتغيرة”، من المهم أن نستمر في جعل الحفاظ على التوازن الداخلي في مقدمة أهداف عام 2024، حتى عندما تكون الأمور خارجة عن نطاق تأثيرنا أو سيطرتنا.

ويمكن تحقيق ذلك التوازن من خلال “اتخاذ الخيارات الصحيحة على المستوى الشخصي، والعملي، والعائلي”، حسب مستشارة “الأعمال الصغيرة” مارلا تاباكا.

ورغم أننا ربما لا نكون قادرين دائما على التحكم في الأحداث اليومية، فإننا بالتأكيد نستطيع التحكم في طريقة تفكيرنا بشأنها، والبحث في أسبابها وملابساتها، وما قد تتضمنه من إيجابيات، بشكل يحقق لنا قدرا من التوازن الداخلي، ويُحدث فرقا كبيرا في صحتنا اليومية وسعادتنا، وفقا لدراسة أجرتها كلية “جونز هوبكنز كاري” للأعمال.

مواصلة شحن الطاقة

من الأهمية بمكان إعطاء الأولوية للاستمرار في شحن الطاقة وتجديد النشاط في العام الجديد، “بتخصيص مزيد من الوقت لنفسك ولعائلتك، واستغلال العطلات للابتعاد عن ضغوط العمل وتقليل التوتر وإعادة شحن الطاقة”، وفقا لتوصية دكتور جارفيس، التي تؤكد أن “أعظم هدية يمكن أن نقدمها لأنفسنا ولمن نحبهم، هي أن نكون يقظين بشأن أين وكيف ننفق طاقتنا”، والتركيز على الأشياء التي تجلب السعادة وتدعم الصحة الجسدية والعقلية بدلا من استنزافها، مثل:

التحدث مع الأصدقاء والعائلة، ومساعدة الآخرين، والتعرف على المحيطين وتقديرهم.

تهدئة العقل بالنوم الجيد وقراءة كتاب جديد.

أخذ استراحة من متابعة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي.

التغذية الصحية وتحريك الجسم بصعود الدرج أو الخروج في نزهة.

الحرص على التعاون

يقول جيك موسكوفيتش وبول بيف، الباحثان في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، “إن من مقتضيات الحياة الحديثة أن يتعاون الناس مع بعضهم بعضا”.

والتعاون يعني ألا يسمح الشخص لمصلحته الذاتية الضيقة أن تقف عقبة أمام مشاركة الوقت والجهد والموارد، مع شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، “لتحقيق نتائج تعود بالنفع على الجميع”.

كما أن القدرة على أن تكون عضوا نشطا في مجموعة اجتماعية يجيد إظهار الثقة والتعاطف، والتواصل المنتظم، والتفكير في رفاهية الآخرين، تزيد من فرص تحقيق التعاون في حياتك.

مع ملاحظة أنه رغم أن التعاون يمكن أن تغلب عليه سلوكيات الإيثار، فإنه يمكن أيضا أن يحقق المصالح الذاتية للمتعاونين أحيانا.

مواصلة تطوير الذات والنمو

يؤدي الانتظار حتى تتغير الأمور من تلقاء نفسها إلى نتائج عكسية، حسب وودارد، التي توضح أن “التطور ضروري للنجاح في الحياة، بما يتطلبه من مواجهة التحديات بمستوى متقدم من التعليم والخبرة والتطلعات والأفكار والعادات اليومية”، إذ تقول الكاتبة والناشطة في مجال الحقوق المدنية الأمريكية مايا أنجيلو “نحن نتعلم أفضل، لنفعل ما هو أفضل”.

كما أن “تطوير الذات من خلال المعرفة واكتساب معلومات جديدة مهم من أجل النمو المستمر، والشعور بزيادة الطاقة، وتحسين جميع جوانب حياتنا”، كما تقول نانسي سولاري، المديرة التنفيذية والمتحدثة التحفيزية ومدربة الحياة، التي تنصح بالآتي:

تقسيم الأهداف الكبرى إلى خطوات واقعية يمكن إجراء تعديلات عليها في أثناء الرحلة.

الحد من التوتر، وتنمية الثقة بالنفس، وتعزيز القدرات الذاتية.

الاستمرار في التركيز على الأهداف وتقليل مصادر تشتيت الانتباه.

زيادة الإنجاز من خلال وضع خطة والالتزام بها.

التفاؤل والتشبث بالأمل.

أشارت دراسة حول العلاج النفسي الإيجابي، نُشرت عام 2018، إلى أن التفاؤل هو طريقة للتفكير في الأحداث، تُلهم العمل وتحمي من اليأس، وأن المتفائلين ينظرون إلى النكسات باعتبارها مؤقتة، ويترقبون الفرص الجديدة.

ورغم أن التفاؤل قد يكون صعبا في بعض الأحيان، فإن المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، قال في تغريدة على منصة إكس نشرت عام 2019، “إن التفاؤل إستراتيجية لصنع مستقبل أفضل، وما لم تؤمن بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل، فمن غير المرجح أن تتقدم وتتحمل مسؤولية تحقيق ذلك. وإذا افترضت أنه لا يوجد أمل، فلن يكون هناك أمل؛ كذلك إذا افترضت أن هناك فرصا لتغيير الأشياء، فستكون هناك فرصة لصنع عالم أفضل؛ الخيار لك”.

ولتحقيق ذلك، تقول وودارد “وأنت تواصل رحلتك عبر الأعوام، فكّر في ما تريد أن تحمله معك من عام 2023، أو ما الذي تصبو إليه في عام 2024 ليجعلك إنسانا أفضل؟”، ومهما كانت النكسات والاحتمالات، كن متفائلا، واحتفظ بأكبر قدر ممكن من الأمل في تحقيق ما تريده خلال الأشهر القادمة.

اضف تعليق