q
ما تكاد نذر الحرب تختفي حتى تقرع الطبول مجددا، والمد والجزر بين طهران وواشنطن يخيم عليه الاضطراب، امريكا تضغط ايران تقلل من وطئة تلك الضغوطات، وتبقى التساؤلات قائمة من سيقدم التنازلات ليعيد للمنطقة اجواء ما قبل العاصفة التي حلت بها؟، ومن سيحمل الماء لاطفاء جذوة الحرب المرتقبة؟...

ما تكاد نذر الحرب تختفي حتى تقرع الطبول مجددا، والمد والجزر بين طهران وواشنطن يخيم عليه الاضطراب، امريكا تضغط ايران تقلل من وطئة تلك الضغوطات.

ايران تقول على لسان رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي إن العقوبات التي تستهدف الصناعة النووية الإيرانية ستعود إيجابياً على طهران، محذرة من انهيار الاتفاق ذلك كونه من المحتمل ان يؤدي الى مواجهة امريكية ايرانية لن يأمن منها اي طرف من اطراف النزاع.

مع مضي الأيام ترتفع حدة التوتر بين واشنطن وطهران، ولا تجد لجذوتها مطفئا، ذلك أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تخفي إلقاء ثقلها كله لإجبار العالم على الانسجام مع نمط العقوبات على إيران من اجل اجبارها على الانخراط في اتفاق نووي جديد تدخل فيه الصواريخ الباليستية.

ثلاثة عقوبات امريكية ضد طهران في غضون ثلاثة اسابيع كان اولها استهداف الحرس الثوري وثانيهما النفط ومن ثم الصناعة النووية.

فان لم تؤثر الالولى والثانية على الاتفاق فأن الثالث يمس نص الاتفاق ما قد يكون عائقا امام الدول الكبرى من تطبيقه وهذا ما يهدد الاتفاق برمته.

العقوبات الجديدة تستهدف تطوير روسيا لمحطة بوشهر النووية، وتمنع ايران من انتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب، وبيع مخزون المياه الثقيلة المنتج في مفاعل اراك، وترى ايران في العقوبات محاولة امريكية لاعاقة تطبيق الاتفاق من قبل بقية الاطراف.

على الرغم من سقف الخطابات الايرانية الذي بات عال، الا ان الضغوطات الامريكية اتت اكلها، ذلك عبر التضخم الاقتصادي الذي تشهده البلاد، فضلا عن الغلاء الفاحش الذي طال بعض السلع ولايزال يدنوا من البعض الآخر.

مالذي يجعل واشنطن واثقة كل الثقة وهي تزيد الخناق على ايران وكذلك حلفاءها الذين تعول عليهم في التخفيف من وطئة الضغوطات الامريكية، يعود ذلك لوجود لدى ترامب اعتقاد بأن الخطة التي وضعها لاحكام السيطرة على ايران بدأت تحصد ثمرها، وهذا يظهر جليا في نسبة التضخم التي وصلت الى نسبة 40% ومن المتوقع ان يبلغ 50%، فضلا عن انهيار الريال الايراني بنسبة 60%،

ايران لها حلف دولي ربما تستطيع من خلاله مواجهة الضغط الامريكي لاسيما وهي عضو دائم في مجلس الامن، ولديها تعاون مع الصين والهند وروسيا وتركيا، حيث تعتبر تلك الدول سوقا لتصريف منتجاتها النفطية وبالتالي تضمن دخول العملة الصعبة التي ارادت امريكا ان تمنع دخولها لايران.

امريكا باتت تتعامل مع الانظمة في المنطقة وفق سياسية من لا يعجبنا سنسقطه وهي تضع مسألة اسقاط النظام الايراني نصب اعينها في حال عدم التماشي مع وجهة النظر الامريكية.

ترامب يريد ان يعيد تجربة الخضوع السعودي لادراته ويشبه ذلك بالقرة الحلوب التي تعطي الحليب متى يراد منها على ايران وهو امر مرفوض من قبلها بشكل قطعي.

العالم اليوم بات متململا من السياسية اللامريكية التي لا تلقي بالا لمصالح الحلفاء وكذلك من هم ليس حلفاء ولكنهم ليس بخانة الاعداء، قد يحدث هذا التضيق الامريكي على ايران موقف اكثر صلابة من قبل طهران بالاعتماد على ركائزها في المنطقة.

ان ارسال الولايات المتحدة لحاملات الطائرات والصواريخ الى الخليج العربي يعد ردة فعل على انباء تفيد بأن ايران تريد ان تقوم بعمل عسكري ضدها، او قد تكون حلقة من مسلسل الحرب النفسية الذي تحاول ان تبثها امريكا في نفوس الايرانيين.

ما تمر به المنطقة من تجاذبات مختلفة لم يسمح لامريكا بشن حرب لها بداية معلومة ومن غير الواضح متى ستكون نهايتها، سياسية الحرب بالانابة التي اعتمدتها الولايات المتحدة في السنوات الاخيرة ربما لم تنجح بأستمالة احد دول الخليج العربي في ان تكون ندا لايران وبالتالي يبقى من غير المؤكد ان يحدث التصادم المتوقع.

وفق المعطيات فأن امريكا لم تقدم على تجربة عسكرية بعد تلطخ سمعتها في حربها التي شنتها في افغانستان والعراق، لذا اصبح من المؤكد ان تلتجأ الى السلاح الاقتصادي الذي الخيار المرحلي الوحيد امام الرئيس الجمهوري المتخبط.

ويبقى التساؤل قائما من سيقدم التنازلات ليعيد للمنطقة اجواء ما قبل العاصفة التي حلت بها؟، هل تبقى الادارة الامريكية مصرة على المضي قدما تجاه التصعيد؟، وما الموقف الايراني الذي يجب عليها اتباعه وفق مجريات الاحداث؟، ومن سيحمل الماء لاطفاء جذوة الحرب المرتقبة؟.

اضف تعليق