زادت أنشطة التيار الصدري في الأسابيع والشهور القليلة الماضية وكأنها إلغاء تدريجي لقرار زعيم التيار الصدري بالانسحاب من البرلمان والعملية السياسية، يتظاهرون، وينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، ويصدرون بيانات استنكار سياسية، ويشاركون في أعمال ضد مقرات الأحزاب المناوئة، لم يتبقى للتيار الصدري إلا الإعلان الرسمي عن العودة الكاملة للنشاط السياسي...

زادت أنشطة التيار الصدري في الأسابيع والشهور القليلة الماضية وكأنها إلغاء تدريجي لقرار زعيم التيار الصدري بالانسحاب من البرلمان والعملية السياسية، يتظاهرون، وينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، ويصدرون بيانات استنكار سياسية، ويشاركون في أعمال ضد مقرات الأحزاب المناوئة.

لم يتبقى للتيار الصدري إلا الإعلان الرسمي عن العودة الكاملة للنشاط السياسي، ليكون نداً فعلياً لقوى الإطار التنسيقي، ويعيد التوازن السياسي الذي اختل كثيراً خلال الأشهر السابقة.

ولو تحدثت مع أي خبير بالشأن السياسي سيجيب باختصار:

1- خروج التيار الصدري من البرلمان أفرخ جزءاً من الساحة السياسية.

2- عودة التيار الصدري للعمل السياسي حتمية ولا يمكن له الاعتزال بشكل نهائي.

أما متى يعود التيار الصدري، فهذه الإجابة عند زعيمه السيد مقتدى الصدر، وعند المقربين منه والذين يسهمون بشكل رئيسي في رسم خارطة العمل للتيار في القضايا الراهنة والاستراتيجية.

عودة تصاعدية

قبل شهر تحدث موقع شفق نيوز الكردي عن قرار التيار الصدري المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في كانون الأول 2023، وأكد أن التيار سوف يغير استراتيجيته من القائمة الموحدة، إلى ثلاث قوائم موزعة حسب مناطق جغرافية معينة.

وفي حملة الرد على جريمة حرق القرآن الكريم نشط التيار الصدري بشكل أكبر، حتى أن صحيفة العرب اللندنية وصفت طبيعة الرد الصدري على جريمة حرق القرآن الكريم بأنها تتصف بجانب سياسي، وتمهد لعودة فعلية للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات.

ثم جاء آخر فصل من فصول النشاط التصاعدي للتيار الصدري عبر بيان أصدره حسن العذاري، رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة من البرلمان، رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة من البرلمان، وانتقد العذاري في البيان حزب الدعوة الإسلامية وحركة عصائب أهل الحق داعياً إلى تشريع قانون يجرم الإساءة للمرجع الراحل محمد صادق الصدر.

العذاري قال: "انتشرت في الآونة الأخيرة، وبصورة لافتة للنظر، مقاطع ومنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تسيء إلى سمعة وسيرة سيدنا الشهيد محمد الصدر وتتهمه بالعلاقة مع نظام المقبور، ويبدو أن ذلك يتمّ من خلال حملة إعلامية منظمة تقودها بعض الجهات الإطارية كحزب الدعوة، وبعض الجهات المعارضة التي كانت في المنفى، وسط سكوت من العصائب، هدفها الإساءة والتشكيك بشخص السيد الشهيد ومرجعيته المباركة، وبالتالي الإساءة إلى الخط الصدري ومبادئه وحوزته الناطقة بشكل عام.

بيان العذاري طلب من الدعوة والعصائب إثبات براءتهم من هذه التهم عبر "تشريع قانون يجرّم اتّهام السيد الشهيد ومرجعيته الناطقة والإساءة إليه بالشتم والسبّ والتعدّي على سيرته المباركة مع حفظ حقّ النقاش والنقد البنّاء".

ساعات أخرى بعد بيان العذاري لنشاهد مقرات حزب الدعوة قد احترقت وأغلقت الاخرى في بغداد والبصرة والنجف وذي قار وديالى.

تجميد مع وقف التنفيذ

كل هذه الأنشطة الصدرية تكشف عن تصاعد في وتيرة العمل السياسي الصدري، لم تعد صفحة صالح محمد العراقي مغلقة، ورئيس الكتلة الصدرية ينشر البيانات الرسمية، والمحللين السياسيين التابعين للتيار الصدري يظهرون اليوم في القنوات الفضائية، والنشطاء الصدريين عادوا بقوة لمواقع التواصل الاجتماعي.

وإذا ما ربطنا هذا النشاط مع تقرير شفق نيوز الذي قال بأن الماكينات الإعلامية للتيار قد بدأت بالعمل، فإنه يؤكد أن قرار عودة التيار لممارسة النشاط السياسي الرسمي والمشاركة في الانتخابات ينتظر توقيع زعيمه السيد مقتدى الصدر، إلا إذا كان له رأي آخر.

وعلى سبيل الختام نذكر بأن الانتخابات السابقة كانت تحمل الكثير من الصراع بين التيار الصدري وائتلاف دولة القانون، وقد خدمهم هذا الصراع ليحصلا على أكبر عدد من مقاعد البرلمان بالنسبة للقوى الشيعية المشاركة في انتخابات مجلس النواب.

اضف تعليق