q
صار انشطار البنية الفوقية وتناسخها دون القدرة على استبدال هياكلها عبر الصندوق الانتخابي الديمقراطي بفاعلية عالية، مدعاة لولادة عقد اجتماعي آخر موازي يوم خلت الصناديق الانتخابية من المتطلعين لذلك العقد الاجتماعي العلوي وتفضيل السكون في زوايا الاغتراب. فالاستنساخ في تداول السلطة في البنية الفوقية من جانب نبلاء الديمقراطية. ..

صار انشطار البنية الفوقية وتناسخها دون القدرة على استبدال هياكلها عبر الصندوق الانتخابي الديمقراطي بفاعلية عالية، مدعاة لولادة (عقد اجتماعي آخر موازي) يوم خلت الصناديق الانتخابية من المتطلعين لذلك (العقد الاجتماعي العلوي) وتفضيل السكون في زوايا الاغتراب. فالاستنساخ في تداول السلطة في البنية الفوقية من جانب نبلاء الديمقراطية.

قد الجأ القوم الى ممارسة الاغتراب الجمعي، بمنح الاغتراب ميلاً تدريجياً ليتسلق نزولاً على جدران البنية التحتية الجزئية (قبلياً او معتقدياً) ليصبح العقد الاجتماعي في بنيانين مفككين معزولين عن بعضهما ومتخادمين حسب (متطلبات الهدنة القائمة بينهما بالتوازي ) .

مستخلصين في الوقت نفسه ان قوى ما قبل الدولة قد غدت تتشكل في قاع الاغتراب الديمقراطي وبعقد اجتماعي بدائي مجتزأ.

وان افضل حالات الممارسات الديمقراطية (المغتربة) هو التخادم بين البنيان العلوي (نبلاء الديمقراطية) والبنيان السفلي المؤلف من (ديمقراطيات قبلية او فردية متنفذة او مجتزئة).

فحاصل الجمع المجتمعي، قد وفر لكل مجموعة بشرية عقدها الاجتماعي المصغر في حالة من اللامبالاة apathy ويجمعهم بالغالب عامل التخادم التوافقي لتستقيم الحياة المغتربة بسبات او سكون عالي ((خالي من الاستقرار: معدوم التقدم)).

فاذا كانت اللامبالاة السياسية apathy للجمهور تمثل ( شرط ضرورة necessary condition) كي تقتصر على عدم الاهتمام أو الفتور تجاه مجريات السياسة والتي منها على سبيل المثال لامبالاة الناخبين، واللامبالاة المعلوماتية وعدم الاهتمام بالانتخابات والأحداث السياسية والاجتماعات العامة بما في ذلك التصويت .فنجد من جانب اخر ان الاغتراب الديمقراطي democratic alienation اصبح ( شرط كفاية sufficient condition ) تحدد مقدماته وجوانبه ظاهرة اللامبالاة السياسية apathy نفسها.

وعلى الرغم مما تقدم، فان (اللامبالاة السياسية) تعد في بعض الأحيان حالة مختلفة عن (الاغتراب السياسي) التي ينصرف الاغتراب فيها ليشكل في الادبيات السلوكية السياسية حالة (سايكولوجية) مفادها "الشعور المستمر بأن الناخبين يرون او يستشعرون ان النظام السياسي لا يعمل لصالحهم وأي محاولة للتأثير عليه ستكون ممارسة عقيمة".

وهكذا ارتبط الاغتراب السياسي بشكل سلبي بالكفاءة السياسية وثقة الناخب في قدرته على التأثير في السياسة. اما العواقب الانتخابية الأكثر شيوعاً في الاغتراب السياسي، فهي الامتناع عن التصويت والتصويت الاحتجاجي.

عُد استاذ العلوم السياسية دين دوايت Dean Dwight G. M من طلائع الاكاديمين والكتاب الذين تناولوا موضوع اللامبالاة السياسية في مقال له في العام 1965 في مجلة العلوم الاجتماعية الامريكية وبعنوان :العجز واللامبالاة السياسية !!، اذ يمكن ان نستلهم من افكار دوايت، انه مالم تغلب الهوية الوطنية في الحياة الانتخابية البرلمانية بمؤسسات سياسية عابرة للمناطقية وتكويناتها الاثنية او المذهبية او القبلية كي تتشكل منها السلطة التشريعية، فان ازمة الديمقراطية ستستمر في تمييع العقد الاجتماعي العلوي والشامل وتحويله الى تجميع من اجزاء وهويات رغوية مفككه كي تمارس الديمقراطية وفق رغبات اثنية ومناطقية ومذهبية، وهو الامر الذي سيبقي النمط السياسي الحالي يمارس دوره كنمط الطراز من التفضيل الثاني في النظم السياسية الديمقراطية في العالم (اي النظم الهجينة التي تبنى على التنازل والتوافق بين جزئيات العقد الاجتماعي المغلق على حساب المصلحة الوطنية الكبرى وعقدها الاجتماعي الواسع).

لذا فان استدامة البنية الفوقية السياسية بتوافقية تجزيئية كنا يطلق عليها اليوم (بالمحاصصة او تقاسم قوة القرار في اجزاء الدولة) ستبقي المؤسسة التشريعية مرتبطة بخيوط واهنة من التفاهمات التي تغُلب الجزئيات ومصالح الاجزاء المتحاصصة الضعيفة على المصالح الكبرى القوية، ما تجعل الحياة البرلمانية اكثر تعقيدا في تسيير شؤون البلاد في نطاق نموها وتقدمها وسعادتها.

اضف تعليق