q
في عصرنا الحالي اصبح اكثر ما يميز الغالبية من الاطفال هو سلوكهم الفوضوي، فهذه المشكلة تتصدر قائمة مشكلات الاطفال في ازعاج الوالدين واثارة اعصابهم مما قد يدفع الكثير منهم الى التصرف الخاطئ مع الاطفال سيما بعد فشل محاولات تعديل سلوك الطفل...

في عصرنا الحالي اصبح اكثر ما يميز الغالبية من الاطفال هو سلوكهم الفوضوي، فهذه المشكلة تتصدر قائمة مشكلات الاطفال في ازعاج الوالدين واثارة اعصابهم مما قد يدفع الكثير منهم الى التصرف الخاطئ مع الاطفال سيما بعد فشل محاولات تعديل سلوك الطفل، لذا صار لازماً ان نعرف من هو الطفل الفوضوي وما هي مسببات فوضويته؟، وكيف نغير من هذه الطباع غير اللطيفة.

يُعرف السلوك الفوضوي على أنه مجموعة من الاستجابات التي تشترك في كونها تسبب اضطراباً في مجريات الأمور، أو تحول دون تأدية شخص آخر لوظائفه، والفوضوية هي سلوك لا يقتصر على عمر معين فيمكن ملاحظته عند الكبار والصغار.

اما الطفل الفوضوي فهو الذي يوصف بأنه كثير العناد والفوضى محاولاً جذب من حوله بكثرة كلامه أو تصرفاته التخريبية أو الحركة الزائدة، وغالباً ما يتحدى من هم أكبر منه ويسبب لهم الشعور بالفشل وخيبة الأمل في المنزل او خارجه.

يقول استشاري العلاقات الأسرية الدكتور (أحمد علام): "يتصف الطفل الفوضوي بكثرة الانفعال، وارتكاب أفعال تغضب المدرسين، إضافة إلى تخريب الممتلكات المدرسية، والتعامل بعنف مع زملائه، والانحراف في السلوك، والتغيب وعدم الانتظام، فهو يثير الفوضى بشكل دائم وأينما كان".

مرحلة الفوضوية لدى الطفل تظهر من عمر السنتين تقريباً، اذ يقوم بتخريب اغراض المطبخ والعبث بخزانته وتفريق ملابسه وعدم ترك مجال للعبث بكل ما يقع امامه الى وفعله الى الحد الذي تجعلك تشعر انه يقصد ما يقوم به لكن حقيقة الامر ان لا يقصد الاساءة دائماً بقدر ما يريد ان يسلي نفسه بسلوكيات لا يعرف عاقبتها.

الملفت للنظر اذا اردت منعه يبدو عليه الاصرار على فعل الشيء الذي ينهى عنه فيصبح كتلة من العناد لا يمكن ان تقاوم او تروض مما يجعلها تصبح عادة سلوكية ليست مريحة قد تستمر مع حتى مراحل متقدمة من عمره، وهذا النوع يكون عنصراً مؤذياً للزملاء والاساتذة في المدرسة وفي صعيد العمل ان لم يعالج الامر لذا نحن دائماً ندعوا الى تعديل السلوكيات المنحرفة في سن مبكر يكون فاعلية واثر.

لماذا يكون الطفل فوضوي؟

لأسباب عديدة يكون الطفل فوضوي غير منضبط نذكر اهمها:

بيئة التي الانسان التي يعيش فيها، اذ ان الطفل الذي ينشأ في بيئة فوضوية وصاخبة حتماً سيكون هو فوضوي وغير منتظم لكونه لم يتعامل مع انظمة وقوانين ثابتة تنظم حياته داخل اسرته ومن ثم داخل مجتمعه سيما وان الانسان يفضل اليسير دائماً والابتعاد عن التقيد لكنه وبالخصوص في مرحلة الطفولة يحتاج إلى مَن يضع له حدوداً في كل مجالات حياته.

وقد يؤدي ميل الطفل الى قيادة ذاته والتمتع باستقلالية والتخلص من سيطرة الاهل وهو ما يجعله لا ينصاع الى قوانين المنزل وتعليمات الاهل بهذا الخصوص، ومن الجدير بالذكر ان الطفل الذي يفضل الاستقلالية في الغالب هو قوي الشخصية ولديه سمات القيادة.

السبب الاخير هو عدم قيام الاهل بتدريب الطفل على تحمل المسئولية، فالطفل يتعلم سلوك النظام والنظافة والترتيب من خلال الأبوين لكن البعض يرفع عنهم هذه المهام بداعي التدليل لكنهم في النهاية يجنون عليهم ويجعلونهم فوضويين.

هكذا نغير من سلوكيات الطفل الفوضوي

اولى الامور التي يجب الانتباه اليها هو خلق بيئة منظمة للطفل وهو ما يجعله ينضبط ضمن محددات هذه البيئة او مقلداً لمن فيها وبالتالي لا يخرج عن هذا الجو، ثم من الاهمية بمكان ان يتعامل الوالدين بمبدأ الثواب والعقاب عن طريق مكافأته على السلوك المعتدل وعقابه على السلوك الفوضوي لإيقافه او الحد منه على اقل تقدير.

ومهم جداً ان ينظم الطفل الى المجاميع المنضبطة لاكتساب الانضباط منهم لكونه يتأثر بهم وحين يخرج عن القاعدة العامة سيصبح ناشزاً وبالتالي سيحرص على عدم الخروج، ومن العلاجات الناجعة هي اجبار الطفل على إصلاح ما أفسده أو ترتيب الأشياء التي بعثرها حتى يبتعد عن حالة الفوضى التي يعيشها واخيراً من الضروري أن يجعل الوالدان من أنفسهما قدوة للطفل في مراعاة قواعد النظام والنظافة والترتيب لان الطفل انعكاساً لهما، وبذا يمكن انو تقوض دائرة الفوضى لدى الاطفال.

اضف تعليق