كل الاقتصاديين يدعون إلى الادخار والاستثمار ولأجل ذلك كلهم ينادي بتخفيض الاستهلاك لتحقيق أهداف التنمية والرقي والرفاهية والقوة والتمكين، ومع ذلك فإن سلوك الشعب الاستهلاكي هو سلوك اجتماعي لا يمكن تطويره بالمحفزات الاقتصادية فحسب، إذ لا يستجيب كثير من الناس وبالقدر الكافي إلا مع دخول العوامل الأخرى...

كل الاقتصاديين يدعون إلى الادخار والاستثمار ولأجل ذلك كلهم ينادي بتخفيض الاستهلاك لتحقيق أهداف التنمية والرقي والرفاهية والقوة والتمكين، ومع ذلك فإن سلوك الشعب الاستهلاكي هو سلوك اجتماعي لا يمكن تطويره بالمحفزات الاقتصادية فحسب، إذ لا يستجيب كثير من الناس وبالقدر الكافي إلا مع دخول العوامل الأخرى من ثقافية واجتماعية وقيمية، وعندما تضرب لهم الأمثلة والمثل وينادون باسم المبادئ والقيم.

وفي هذا الإطار فإن من أهم القيم الاقتصادية الإسلامية والتي تدعو إلى الاقتصاد والادخار وتقليل الاستهلاك قيم النهى عن الإسراف والتحذير من التبذير التي يؤكد عليها الشرع الحنيف ويدعو إلى الالتزام بها. وقد تضخمت المخاطر السلبية لاختراق حدود الإسراف والتبذير في هذا العصر الذي أخذت فيه الأرض زخرفها وازينت وأخرجت فيه خيراتها وثمراتها وازدادت مصادر الثروة خاصة في الدول الريعية الاستهلاكية، وبالتالي تنوعت صنوف السلع والخدمات الاستهلاكية واختلفت ألوانها وأشكالها وأطيافها. ومع كل هذا التغير المادي الكثير لم تتطور الأمور الثقافية المؤثرة في السلوك الاستهلاكي.

لم يترك الدين الحنيف خصلة من خصال الشر، أو خلقا من الأخلاق المذمومة إلا وحذرنا منها، سواء كان ذلك في القرآن الكريم أو السنة المطهرة، يقول الله ـ عز وجل ـ: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"(الأعراف آية 31)، وقال تعالى: "وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا(*) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (*)"(الإسراء ـ الآيتان 26، 27).

والتبذير كمفهوم هو استنزاف أو استخدام جائر للموارد الاقتصادية، وينتج عن التبذير أحياناً المزيد من الاستهلاك الخاطئ للطعام والملابس وغيرها. الكثير منا يشترون الملابس ولا يلبسونها، حتى تصبح غير مناسبة لمقاساتهم، فيقومون بتخزينها في حقائب كبيرة أو خِزانات واسعة، أو يتخلصون منها بطرق مختلفة. وكثيراً ما نقوم بتخزين السلع الغذائية أو الأدوية بكميات كبيرة عن الحاجة الفعلية للاستهلاك، حتى تتلف وينتهي مفعول بعضها، أو تفقد خواصها الغذائية أو الدوائية.

تكتشف أحيانا أن مرتبك نفد رغم مرور أسبوعين فقط من الشهر؟ أو أنك غير قادر على السفر لعطلة الصيف رغم أن جميع زملائك سافروا لقضاء العطلة؟ أنت إذن بحاجة لتنظيم أمورك المالية.

هل اشترى زميلك بالعمل سيارة مما يدخره من راتبه في حين أن راتبك ينفد قبل نهاية الشهر؟ إذا كانت الإجابة بنعم فهذا مؤشر على احتياجك لخطة اقتصادية مبسطة للتوفير وهو أمر يمكن أن يتحقق بتغييرات بسيطة في أسلوب الحياة اليومية.

كما تؤدي ظاهرة التبذير إلى ضياع كميات هائلة من الأطعمة على مستوى العالم، مما يستدعي التفكير الجدي في ممارساتنا الغذائية والبحث عن وسائل للحد من إهدار الطعام على جميع المستويات، إنتاجا واستهلاكا ومعالجة وتوزيعا، ويمكن للشركات والأفراد أن يطبقوا أفكارا في غاية البساطة أحيانا للمساهمة في هذا الجهد النبيل الذي لا يساهم فقط في حماية البيئة بل أيضا في تعزيز اقتصاد الدول والأفراد.

وعليه إن التبذير مناقض للتنمية، التي تدعو إلى المحافظة على الموارد الطبيعية، والادخار من أجل المستقبل، وتوفير الحياة الكريمة للأجيال القادمة.

5 أخطاء تجعلكم مفلسين نهاية كل شهر

يعاني غالبية الموظفين من أزمة نهاية الشهر، فيبتدئ الأخير بشكل جيد، ثم تضيق الحلقة شيئاً فشيئاً حتى يجد الموظف نفسه معدماً في الأيام الأخيرة، ليعتمد على مساعدات الأصدقاء وقروض البنوك وتفهُّم البقال، ولهذا كله 5 أسباب رئيسية وفق موقع "لايف هاكر":

1. لا ميزانية

يعتبر الموقع أن المشكل الأكبر الذي يقع فيه الموظف هو إهمال تحديد الميزانية. ينقذكم وضع خطة مالية للشهر من الأزمات، فهي تضمن لكم عدم الخروج إلى المصاريف غير المتوقعة، ولا يعني وضع خطة ألا تضعوا لكم ميزانية للذة والترفيه، فقط يجب أن تكون محددة ومكتوبة وواضحة.

2. الزيت قرب النار

ينصحكم الموقع بالابتعاد عن الأماكن المغرية بالصرف غير المبرر، فإذا شعرتم بالجوع فلا تتجهوا إلى المحال الكبرى حيث تجدون أشياء أخرى تغريكم بشرائها. وابتعدوا عن الأسواق الكبرى حيث قد تتحول عملية شراء شيء واحد إلى سلة ممتلئة بالأشياء غير المرغوبة. وابتعدوا عن الشراء عبر الإنترنت بشكل خارج عن الخطة، حتى عندما يتعلق الأمر بتخفيضات مفاجئة، وتذكروا أن انخفاض ثمن سلعة لا يعني أن راتبكم قد ارتفع.

3. الطعام

يعتبر الطعام من أكبر محارق الميزانية، إذ عادة ما يتطلب إشباع البطن رقماً كبيراً من المال يؤخذ من الراتب، وعوض ذلك يظل الطبخ في البيت أكثر اقتصاداً والأهم أكثر حفاظاً على الصحة.

4. البطاقة البنكية

لا تسمح لكم البطاقة البنكية بالإحساس بألم إخراج المال وصرفه، لذا قد تجعلكم لامبالين بمقدار ما تنفقون حتى تتفاجؤوا قبل نهاية الشهر بأن رصيدكم قد انتهى، ويزداد الأمر سوءاً إذا كنتم تعتمدون على بطاقة الائتمان وما يتبعها من فواتير ثقيلة مع نهاية الشهر.

5. خلط الحاجات والرغبات

يعتبر الخلط بين الحاجات والرغبات مشكلاً رئيسياً يؤدي إلى تبذير المال، فالرغبات لا تنتهي وهي متعلقة بالسعي وراء اللذة، بينما الحاجات هي الضروريات التي نحتاجها فعلاً، والركض وراء الرغبات يجعل الموظف يفقد السيطرة، وقد يؤثر ذلك على حاجياته. تذكروا أن الإنسان يستطيع العيش برغبات غير محققة، لكن لا يستطيع العيش بحاجات غير محققة.

5 طرق تمكّنكم من كسب المال أثناء السفر

السفر والقيام بالرحلات، نشاطٌ ممتعٌ للغاية، ولكنَّه يكلف مالاً. إليك 5 طرق لتغيير هذا، وكسب بعض المال عن طريق السفر والترحال.

1- تطوع للترجمة بالإنكليزية

إذا كنت تتحدث الإنكليزية بطلاقة، فهناك بعض الأماكن التي قد تطلب توظيفك لمدة محدودة، لتبادل الحديث بالإنكليزية مع مجموعة من راغبي تعلمها. يمكنك، مثلاً، التسجيل بموقع diverbo، الذي يقوم باستضافتك مجاناً بألمانيا أو إسبانيا لمدة محددة، مقابل قيامك بأعمال التدريب والترجمة بالإنكليزية.

2- سافر للعمل بمزرعة

أو ما يُسمى بالـ Woofing. يمكنك أن تستغل قيامك برحلة إلى إيطاليا مثلاً لزيارة إقليم توسكاني، والتطوع بأحد مزارع العنب مقابل المبيت والطعام. سيكون من المتوقّع أن تعمل ببعض أعمال المزرعة لمدة 4 لـ 6 ساعات يوميّاً، مقابل مكان للمبيت ووجبات الطعام. ويمكنك خلال وقت فراغك استكشاف الإقليم وما حوله. يمكنك التسجيل عن طريق woofinternational.org.

3- تدريس الإنكليزية

كل ما عليك فعله، هوالحصول على شهادة TEFL في تعليم اللغة الانكليزية، ثم البحث عن عمل على موقع eslcafe.com، في كلّ مكان في العالم.

4- اعمل بباخرة رحلات

إحدى الوسائل الرائعة لجني المال في الترحال، هو البحث عن عمل على إحدى بواخر الرحلات الترفيهية الفاخرة. يمكنك عمل ما تسمح به قدراتك، سواء كان العمل كمصوّر مثلاً، أو كطبّاخ أو كأحد أفراد الطاقم. لو كنت تتقن الغناء أو الرقص أو الألعاب السحرية، يمكنك أن تجد وظيفة مقابل الترحال المجاني على الباخرة.

5- ابحث عن العمل بـ"نزل"

أحد أشهر الطرق لجني المال، هي أن تعمل بـ"هوستل" أو نزل للمبيت. يوفّر لك عادة العمل بـ"هوستل" مكاناً مجانيّاً للإقامة، ووجبة إفطار بالإضافة لراتب. يمكنك البحث عن عمل عن طريق hosteljobs.net.

7 خطوات ممكنة لتوفير النقود

1- دفتر الميزانية: يساعدك هذا الدفتر في معرفة أوجه الإنفاق التي يمكن التوفير فيها ويمكن عمل هذا الدفتر ببساطة عن طريق تدوين المعلومات الأساسية، والتي تشمل راتبك وإيجار شقتك وفواتير الكهرباء والمياه والغاز وأي نوع من التأمين الذي تدفعه شهريا، ومصاريف المحمول والإنترنت ومستحضرات النظافة الشخصية والأدوية والمواد الغذائية. وأيضا الخروج مع الأصدقاء ومصاريف السيارة والهوايات والملابس. ومع نهاية الشهر ستعرف بالتحديد أوجه الإنفاق الخاصة بك وما الذي يمكن توفيره منها.

2- قاوم ضعفك أثناء التسوق: من لا يستطيع مقاومة شهوة الشراء، فعليه طرح هذا السؤال قبل اتخاذ قرار شراء أي من الأشياء غير الأساسية كفستان جديد مثلا: كم يتكلف هذا الفستان على مقياس ساعات العمل؟ وهل يجدي أن أدفع أجر يوم عمل كامل للحصول على فستان؟

3- ابحث في دفاترك القديمة: بما أن الموضة تجدد نفسها، فبحثك في الملابس أو الاكسسوارات القديمة يمكن أن يقودك للعثور على أشياء مناسبة تماما يمكن أن ترتديها هذا الموسم، وبالتالي لا تحتاج لشراء ملابس أو حقائب جديدة.

4- تجنب بطاقة الائتمان: ينصح الخبراء بالدفع الكاش لأن هذا يزيد الشعور بالمبالغ المدفوعة على عكس بطاقات الائتمان التي تجعل الأمر يبدو وكأنه شديد السهولة.

5- اطبخ بنفسك: تجنب الذهاب للمطاعم أثناء فترة الاستراحة من العمل وابدأ في طهي الطعام في البيت، فالطعام المنزلي دائما ما يكون أوفر.

6- التخلي عن الكماليات: فنجان القهوة اليومي في المقهى يمكن الاستعاضة عنه بفنجان قهوة مصنوع في المنزل. كما أن قطعة شوكولاتة في البيت يمكن أن تكون بديلا للمخبوزات الجاهزة في المقهى. أما بالنسبة للخروج مع الأصدقاء في عطلات نهاية الأسبوع، فينصح الخبراء بوضع حد أقصى للإنفاق في هذه الأيام لا يتم تجاوزه.

7- حدد هدفك: رحلة لجزر المالديف أو شراء دراجة جديدة أو تليفزيون حديث.. إذا كانت هذه هي أهدافك من التوفير فاكتبها على ورقة وعلقها على خزانة ملابسك ومرآة الحمام، بحيث تراها بشكل مستمر وتكون حافزا لك على مواصلة التوفير.

عشرة أفكار للحد من التبذير

جمعت صحيفة لاكروا الفرنسية عشرة أفكار قالت إنها قد تساهم في هذا الجهد، شملت كل السلسلة التي يمر بها الغذاء قبل أن يلقى به في حاويات القمامة أو يستهلك.

أولا: في مرحلة الإنتاج، ينبغي الاستفادة من فائض الإنتاج كل عام، إذ لا يتم حصاد بعض الإنتاج الزراعي أو يتم التخلص من جزء من المحصول لأنه لم يجد مشتريا بالسوق.

وحسب بعض التقديرات الفرنسية فإن 12% من الفواكه والخضراوات بل ربما 30% من البطاطا تذهب أدراج الرياح كل عام حتى قبل أن تصل السوق، وقد أنشئت بعض الهيئات غير الربحية التي تتولى استخدام هذا الفائض في إعداد وجبات للمشردين والفقراء وتوزيعها عليهم.

ثانيا: البيع المباشر من الحقل، وهو ما مكن كثيرا من المزارعين من الاستفادة المالية من الفائض الذي لا يهب إلى السوق.

ثالثا: البيع عبر تطبيق "أجود من أن يرمى" Too good to go حيث يمكن من خلاله للمستهلكين أن يشتروا مواد اقتربت نهاية صلاحيتها، وبأسعار مخفضة.

وتسعى المؤسسة الراعية لهذا التطبيق إلى أن تزاد فترة صلاحية المواد وأن يكتب عليها "يفضل استهلاكه قبل هذا التاريخ" بدلا من الجزم بذلك، وهو ما انصاعت له بعض الدول الأوروبية مثل النرويج.

رابعا: التنسيق الجيد ببين المنتجين والموزعين للتقليل من فائض الإنتاج حسب الاستهلاك، وهو ما نجحت بعض الشركات فيه إلى حد كبير فلم تعد تنتج إلا حاجة السوق أو تزيد على ذلك بقليل.

خامسا: في مرحلة البيع عند البقالات بدأت المحلات عرض مواد منتهية الصلاحية من ناحية التاريخ لكنها ما تزال صالحة للاستخدام، إضافة إلى مواد أخرى تمزق غلافها، وذلك بأسعار رخيصة نسبيا مما مكن من بيع جزء من تلك المواد بدل إلقائها في حاوية القمامة.

سادسا: تعاون المحلات الغذائية الكبيرة مع منظمات تساعدها في التخلص من فائضها بطريقة ربحية، وهو ما تتولاه في فرنسا منذ 2014 شركة فنيكس التي تتوقع أن تصل أرباحها هذا العام إلى 10 ملايين يورو.

سابعا: إجراء حملات توعية بالمدارس ضد التبذير ومتابعة التلاميذ والطلاب والاستفادة مما يتخلون عنه من وجباتهم، وهو ما مكن في فرنسا من تقليص نسبة التبذير في المدارس بحوالي 20% ما ين 2016 و2018.

ثامنا: توعية المطاعم وتحويلها إلى مؤسسات مسؤولة وساعية إلى الادخار، وهو ما عملت عليه إحدى المؤسسات عبر اقتراح أوانٍ من أربعة مقاييس يمكن للزبون الاختيار منها حسب رغبته في الأكل، كما يضع النادل حاوية مع الوجبات التي يقدمها كي يضع فيها الزبون ما تبقى من وجبته، وقد انتشر شعار "مطاعم ضد التبذير" في كثير من المطاعم.

تاسعا: ينبغي توعية الجمهور بكيفية التقليل من الإسراف داخل المطبخ، وهو ما دأبت على القيام به مجانا مؤسسات فرنسية بالعاصمة باريس، ويبدأ ذلك بالمشتريات كي تحفظ بطريقة جيدة وفي أي مكان بالثلاجة.

عاشرا: يمكن استخدام بعض التطبيقات التي ترشد إلى ما يمكن أن يفعل المرء بالعناصر الغذائية الموجودة لديه والتي لا يعرف كيف يتخلص منها بشكل مناسب.

اضف تعليق


التعليقات

الكاتب الأديب جمال بركات
مصر
احبائي
ديننا الحنيف قال لنا ان المبذرين هم اخوان الشياطين
المبذرون لاتتوقف النصائح الموجهة أليهم من المخلصين
لكنهم اذا قبلوا سماع النصيحة مجاملة فسيكون ذلك (بودن) من طين وأخرى من عجين
احبائي
دعوة محية
ادعو سيادتكم الى حسم الحديث وآدابه...واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الارض
جمال برككات...مرككز ثقافة الالفية الثالثة2019-02-01