تتصف خطة العمل بكونها وثيقة تصف الشركة، ومنتجاتها أو خدماتها، ومصادر كسبها للمال، وقيادتها وموظفيها، وتمويلها، ونموذج عملياتها، وغيرها من التفاصيل الأخرى الضرورية لنجاح وتطور العمل أو المشروع. وغالبًا ما يعتمد المستثمرون على هذه الخطط لتقييم جدوى الأعمال قبل تمويلها...
بقلم: د. هاني الشعراني

تعد خطة العمل التجارية الخطوة الأولى والأساسية لنجاح وتقدم أي مشروع. وكلما كانت هذه الخطة استراتيجية وواضحة ومدروسة، كلما عادت بالفوائد والمكاسب على صاحبها.

تعريف خطة العمل

تتصف خطة العمل بكونها وثيقة تصف الشركة، ومنتجاتها أو خدماتها، ومصادر كسبها للمال، وقيادتها وموظفيها، وتمويلها، ونموذج عملياتها، وغيرها من التفاصيل الأخرى الضرورية لنجاح وتطور العمل أو المشروع. وغالبًا ما يعتمد المستثمرون على هذه الخطط لتقييم جدوى الأعمال قبل تمويلها. ولا شك في أن صياغة هذه الوثيقة من شأنه أن يساعد في فهم نطاق العمل والعوامل الأولية والضرورية للشروع بمشروع جديد. وبهذه الطريقة، يتمكن صاحب المشروع من ترجمة أفكاره على أرض الواقع وإضافة لمسة حقيقة ورؤية واضحة لعمله أمام الشركاء والمستثمرين المحتملين ناهيك عن فريق العمل والمستهلكين.

شكل خطة العمل

يمكن صياغة خطة العمل في صفحة واحدة أو أكثر مع ضم بعض الرسوم البيانية والتقارير المفصلة بهدف نقل أهم المعلومات وتوضيحها. وتشمل الأنواع الشائعة من خطط العمل على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:

خطة العمل التقليدية: وهي أكثرها شيوعًا. تستغرق خطط العمل التقليدية وقتًا أطول للكتابة ويمكن أن يبلغ طولها عشرات الصفحات.

خطة العمل الموجزة: وهي نسخة أقصر من خطة العمل التقليدية لتتضمن أهم المعلومات فحسب. تستخدم الشركات هذه الخطة للمشاركة في التعيينات الجديدة أو تعديل الخطط الحالية لسوق مستهدف معين.

خطة العمل غير الربحية: وهي مخصصة لأي كيان يعمل من أجل المنفعة العامة أو الاجتماعية. يغطي النقاط في خطة العمل التقليدية، بالإضافة إلى قسم يصف التأثير الذي تعمد الشركة لإحداثه.

صياغة خطة العمل

كثيرة هي الخطوات لصياغة خطة عمل ناجحة ومربحة ومنها:

صياغة ملخص تنفيذي:

ومن اسمه، يعطي الملخص التنفيذي لمحة عامة عن المشروع وأهدافة وتطلعاته ومنتجاته وعملائه واستراتيجيات التسويق التي سيعتمدها. وغالبًا ما يكون الملخص ضروريًا كخطوة أولية لمساعدة المعنيين على الغوص أكثر في هذه الفكرة.

وصف الشركة:

على خطة العمل أن تتضمن فقرة مخصصة لوصف الشركة وأصحابها. وللتمتع بصورة أوضح عن العمل لا بد من تحديد النقاط التالية:

هيكل العمل

نموذج العمل

الصناعة المعنية

رؤية المشروع ومهمته وقيمته

تاريخ العمل

أهداف العمل الطويلة والقصيرة

فريق العمل والموظفون والرواتب

تحليل السوق:

قبل الشروع بأي عمل، لا بد من إجراء مسح شامل لدراسة السوق واحتياجاته. فلضمان نجاح العمل واستمراره، لا بد للمنتج أو الخدمة المقدمة أن يتناسب مع طلبات المستهلك ومعاييره. لذلك، لا بد من حسن اختيار السوق بالإضافة إلى التوقيت الصحيح لتحقيق أرباح كبيرة وتجنب الدخول في مرحلة ركود اقتصادية من شأنها أن تترجم بخسائر مادية فادحة.

إجراء تحليل السوات-SWOT:

ينبغي على صاحب المشروع الأخذ بعين الاعتبار النقاط الأساسية التي تشكل بدورها عناصر تحليل السوات الشهير:

نقاط قوة المشروع

نقاط ضعف المشروع

الفرص المتاحة

التهديدات المحتملة

وبرسم هذه النقاط وتوضيحها، يحصل القارئ إذًا على نظرة حول المشروع وموضعه ضمن المنافسة الشرسة في الساحات.

توفير خطة تسويقية:

تساهم الخطة التسويقية للمشروع في تحديد القرارات الحالية كما المستقبلية مع تسليط الضوء على ضرورة تلبية احتياجات السوق. وعلى الخطة التسويقية أن تشمل المنتج أو الخدمة، وسعره وسبل الترويج له ومكان عرضه.

توفير خطة لوجيستية وتشغيلية:

لا تكتمل الصورة المثالية للمشروع من دون رسم خطة تعنى بالخدمات اللوجستية وبالعمليات التشغيلية. ولا بد أن يتضمن هذا القسم النقاط التالية:

المزودون

الإنتاج

مكان العمل

المعدات والأجهزة

الشحن

الاحتياط والمخزون

دليل النجاح في العمل

دليل النجاح في العمل.. تبدأ مسيرتك الحقيقة بمجرد التخرج من الجامعة، وبداية البحث عن فرص العمل. ومعها يبدأ القلق من الفشل والخوف من المصاعب بل والتردد في انتهاز الفرص التي قد لا تتكرر مع الزمن.

هذه المشاعر طبيعية وخاصة في خضم جو تنافسي عالي وواسع النطاق، ومع ذلك أصبح الفرد اليوم قادرًا على التغلب على هذه المشاعر السلبية وبل التحلي بالثقة الكاملة التي تمهد طريقه شيئًا فشيئًا نحو النجاح المرجو الذي لا يعرف انطفاءً. فما هو سر هذا النجاح؟ وكيف يمكن لك الوصول إليه ولمسه في عملك؟ إليك أهم الخطوات التي تجعل منك قاهرًا للفشل:

1- كن مبادراً

يتطلب السوق اليوم أشخاصًا ذوي القلوب القوية والمستعدة للمجازفة ضمن النطاق المعقول. لذلك، كن مبادرًا بطرح الأفكار وعرض الابتكارات من دون الخوف من أي رفض أو تقييم، إذ قد تكون شجاعتك في الوسط العملي طريقًا لنجاح أكبر.

2- كن المقيّم الخاص بك

لا تنتظر تقييمًا من أحد آخر، ولا تجلس منتظرًا آراء الآخرين. اعتمد عقلية التقييم الذاتي، فهي إحدى مفاتيح النجاح الشخصي. ولضمان تقييم عادل ومثمر، لا بد من وضع خطة عمل واضحة وتحديد الأهداف المرجوة ومتابعة الأداء العام مع وضع فترة زمنية محددة للوصول إلى خط النهاية. ومن الأفضل وضع أهداف قصيرة الأجل في مرمى عينيك خاصة إن كنت جديدًا في العمل. احرص على معرفتك التامة لهذه الأهداف وعدم غض النظر عنها مهما حصل. اتبع استراتيجية التقييم التي تناسبك والتي تناسب أداءك. فقد يكون تقييم يومي أو أسبوعي أو حتى شهري لمراقبة نسبة التطور والتقدم.

3- كن مستعدًا للتعلم

للتألق في أي عمل كان، لا بد أن تكون متعطشًا للعمل والتعلم والمعرفة. فلا حدود للعلم، إذ أنه جهة متبدلة ومتغيرة ومتطورة. قد تستيقظ كل يوم على خبر جديد وابتكار ثوري قد يحدث ضجة وبل نقلة نوعية في مسار حياتك. لذلك، لا تقفل الأبواب أمام مصادر التعلم، إن كانت كتبًا أو ندوات أو ورش عمل أو حتى ملاحظات بناءة من المدراء أو ذوي الخبرة.

4- توقع الاحتياجات

من الخطوات الأساسية لضمان نجاحك في العمل الذي تقوم به هو التنبؤ باحتياجات ومتطلبات المدير أو فريق العمل. بهذه الطريقة، تسبق المدير بخطوة ما يسهل عليك العمل ويجعلك مرتاحًا مع الوقت والضغط. ومن الطبيعي أم يعود هذا الأمر بالمنفعة الكبيرة عليك، إذ سيرى المسؤولون تفانيك للعمل وأدائك المميز تجاه الإدارة العامة.

5- احرص على التواصل الجيد

التواصل أساس نجاح الموظف كما الشركة التي يعمل فيها. ابق المعنيين على اطلاع واضح وشامل بكل المهام التي قمت بها أو ستقوم بها تفاديًا لأي سوء تفاهم أو عدم وضوح.

العمل

6- افعل ولا تقل

العبرة في الأفعال وليس في الأقوال. اعتمد هذه المنهجية في مكان عملك. ابتعد عن التباهي بما قد تستطيع فعله وبل برهن للجميع ما يمكن أن تقوم به على أرض الواقع.

7- اكسب ثقة من حولك

ما أن تكسب ثقة المدراء ومن حولك، يصبح عملك أسهل وفعالًا أكثر. إذ ستلتفت نحو التركيز على نفسك وإنتاجك ومجهودك عوضًا عن تضييع الوقت في تبرير كل خطوة أمام المدير. وإن وثق بك المدير، توقع أن يوكلك بمهام أعلى وأهم. ومع ذلك، لا بد من احترام هذه المسؤولية المنوطة إليك للاحتفاظ بهذه الثقة.

8-اقترح الحلول

من الطبيعي أن يكون المدير حلاّل المشاكل. ولكن لا ضرر من أن تكون أنت مرجع الحلول وعاملًا أساسيًا في مواجهة بعض الصعوبات وتخطيها. فالموظف الجيد قادر على حل المشكلة. وإن لم تكن ذا صلاحية لاتخاذ القرار النهائي، ارجع إلى مديرك وقدم إليه الحل وساعده في معالجة الأزمة.

9-كن متعاطفًا

لا تتجرد من أحاسيسك في مكان العمل. بل على العكس، يحتاج المدير كما أصدقاؤك الموظفين شعورك بالتعاطف معهم. فكل واحد يقوم بعمله، ولا جدوى من فض المشاعر السلبية في وجه الآخر. ينبغي عليم كما على الآخرين تفهم الطرف الآخر واستيعابه والتعاطف معه بغية تأمين مساحة عمل إيجابية وسليمة تحفز على الإنتاج.

كثيرة هي النصائح التي من شأنها أن تجعلنا ناجحين في أعمالنا. والتحلي بها قد ترفع من شأنك وتوصلك إلى قمة النجاح والتألق.

اضف تعليق