q
قد يشهد فصل الصيف هذا، للمرة الأولى، توسعًا في محطات الكهرباء الافتراضية كافيًا لإثبات وجودها من خلال المساعدة باستمرار التيار خلال الأيام الحارة، ويُقصد بهذه المحطات شبكات من البطاريات الصغيرة التي تنوب عن محطات الكهرباء التقليدية، وأصبح لدى شركات المرافق والبطاريات...
بقلم: نوار صبح

قد يشهد فصل الصيف هذا، للمرة الأولى، توسعًا في محطات الكهرباء الافتراضية كافيًا لإثبات وجودها من خلال المساعدة باستمرار التيار خلال الأيام الحارة، ويُقصد بهذه المحطات شبكات من البطاريات الصغيرة التي تنوب عن محطات الكهرباء التقليدية، وأصبح لدى شركات المرافق والبطاريات، حاليًا، بعد سنوات من المشروعات التجريبية، شبكات تضم آلاف المشاركين في كاليفورنيا ويوتا وفيرمونت، من بين ولايات أميركية أخرى.

وتضيف البطاريات في محطات الكهرباء الافتراضية عدّة ميغاواط من السعة إلى الشبكة، عندما يكون الطلب على الكهرباء في أعلى مستوياته، حسبما نشره موقع إنسايد كلايمت نيوز (insideclimatenews).

ويُوَلَّد معظم الكهرباء من البطاريات بوساطة الطاقة الشمسية على الأسطح، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال الرئيس التنفيذي للعمليات الأميركية لشركة سونن الألمانية المصنّعة للبطاريات، بليك ريتشيتا: "إن هذا المزيج من الطاقة المتجددة ومجموعات البطاريات يعدّ "حلًا لشبكة المستقبل"، وأوضح أن محطات الكهرباء الافتراضية تشبه سربًا من النحل، و أيّ مجموعة أخرى من الأجزاء التي توحّد قواها للقيام بأشياء كبيرة، وهو ما يعني في هذه الحالة استقرار الشبكة.

تجربة شركة سونن

تأسست شركة سونن لتصنيع البطاريات عام 2010، ويقع مقرّها في قرية ويلدبولدسريد الألمانية، وتتميز بطبيعتها الريادية ورؤيتها لطريقة تقليل البطاريات من الحاجة إلى محطات توليد الكهرباء التقليدية.

منذ تأسيسها، كانت الشركة رائدة في تأكيد أن البطاريات يمكن أن تؤدي وظيفة أكبر من مجرد تزويد الكهرباء الاحتياطية، وقد طورت برامج لإدارة مجموعات البطاريات، وُتعدّ سونن إحدى الشركات الرائدة في السوق بمجال تخزين الكهرباء المنزلية في أوروبا، ولكنها لاعب أصغر في الولايات المتحدة، ومن منافسيها شركتا تيسلا الأميركية وإل جي كيم الكورية الجنوبية.

وقال الرئيس التنفيذي للعمليات الأميركية لشركة سونن، بليك ريتشيتا: "إن الغرض من البطارية المنزلية لا ينبغي أن يكون مجرد الانتظار طوال العام حتى انقطاع التيار الكهربائي"، "بدلًا من ذلك، يمكن أن تكون هذه البطارية لبنة أساسية لخدمة الشبكة بأكملها".

يعمل برنامج روكي ماونتن باور -وهو الأداة التي تخدم أجزاء من ولايات أيداهو ويوتا ووايومنغ- مع سونن في محطة كهرباء افتراضية توفر فيها الأداة خصمًا لتشجيع العملاء على المشاركة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وسجل نحو 3 آلاف و500 عميل، حتى الآن، لشراء نظام بطارية سونن، الذي يبدأ بنحو 10 آلاف دولار، وتلقّوا حسومات تبدأ من 1920 دولارًا، وفي الأوقات التي يبلغ فيها الطلب على الكهرباء ذروته، يكون للمرفق القدرة على استخلاص الكهرباء من البطاريات لدعم الشبكة. ويحصل العملاء على ائتمانات لفواتيرهم مقابل الكهرباء التي يسهمون بها.

ويُعدّ برنامج روكي ماونتن باور واحدًا من عدّة محطات كهرباء افتراضية في جميع أنحاء البلاد.

مشروعات منفّذة خلال العامين الماضيين

في ولاية كاليفورنيا، تعمل شركة باسيفيك غاز آن إلكتريك مع سنرن، وهي شركة لتخزين الطاقة الشمسية والبطاريات، لتسجيل 7 آلاف و500 عميل، ليكونوا جزءًا من محطة كهرباء افتراضية، بسعة تصل إلى 30 ميغاواط.

وفي ولاية كاليفورنيا أيضًا، تدير سنرن محطة كهرباء افتراضية مع شركة بيكر إلكتريك هوم إنرجي، بهدف تسجيل 5 آلاف أسرة بحلول نهاية عام 2025، حسبما نشره موقع إنسايد كلايمت نيوز (insideclimatenews)، وفي ولاية فيرمونت، تمتلك شركة غرين ماونتن باور محطة كهرباء افتراضية بها أكثر من 4 آلاف بطارية في منازل العملاء والشركات، وهي في طور توسيع البرنامج.

بطاريات لتخزين كهرباء الطاقة الشمسية

في المقابل، تعمل شركة هاوايان إلكتريك مع شركة الطاقة سويل إنرجي في محطات الكهرباء الافتراضية، لبناء محطة بقدرة 80 ميغاواط، والتي ستخدم العملاء في 3 جزر في هاواي، وبدأ الرئيس التنفيذي للعمليات الأميركية لشركة سونن المصنعة للبطاريات، بليك ريتشيتا، في سونن عام 2016 بعد بعض الوقت في تيسلا، حيث كان مدير مبيعات لنظام تخزين بطاريات باور وول، وكان جزء من إدارة سونن في عام 2019، عندما وافقت الشركة على أن تشتريها شركة شل، عملاقة النفط في لندن، وحذّر المدافعون عن البيئة الجمهور من التشكك عندما تروّج شركات النفط لاستثماراتها في الطاقة النظيفة.

ولخّص عضو مجموعة العمل البيئي، كين كوك، وجهة النظر هذه في عام 2022، عندما قال، ردًا على أدلة في جلسة استماع بالكونغرس، إن شركات النفط الكبرى ليس لديها نية أبدًا للتخلص من الوقود الأحفوري، وبدلًا من ذلك "تنخرط في تكتيكات الغسل الأخضر"، وقال ريتشيتا، إن البيع لشركة شل كان مفيدًا لشركة سونن، إذ منح الشركة الموارد للتوسع أكثر بكثير مما يمكن أن تمتلكه بمفردها.

وشهدت الولايات المتحدة الكثير من توسّع شركة سونن، إذ تضم الشركة نحو 140 موظفًا ومصنعًا ومقرًا رئيسًا في مدينة ستون ماونتن بولاية جورجيا، وهو جزء من عدد الموظفين العالميين الذي يبلغ نحو 1500 موظف.

وأضاف ريتشيتا: "نحن في المراحل الأولى من إدراك إمكانات محطات الكهرباء الافتراضية، يتحدث باحثو الطاقة النظيفة عن مستقبل تكون فيه البطاريات مجرد أحد الموارد العديدة التي يمكن تحويلها إلى شبكات، بقدرة وطنية تصل إلى عشرات الغيغاواط".

اضف تعليق