q
نحب جميعاً فصل الصيف، لكن ثمة غصة ما تكمن في أنه حار للغاية. ولا يقتصر الأمر على كونه مزعجاً من ناحية الشعور بالحر الشديد، لكن أيضاً يمكن أن تزيد فرصتك في أن ينتهي بك الأمر إلى الإصابة بالإنهاك الحراري، وهو من أشد أنواع الأمراض المرتبطة بالحرارة خطورة...

نحب جميعاً فصل الصيف، لكن ثمة غصة ما تكمن في أنه حار للغاية. ولا يقتصر الأمر على كونه مزعجاً من ناحية الشعور بالحر الشديد، لكن أيضاً يمكن أن تزيد فرصتك في أن ينتهي بك الأمر إلى الإصابة بالإنهاك الحراري، مع زحف درجات الحرارة إلى أعلى أيضاً.

هل لك إذاً أن تذكر الفرق بين التوق إلى الشعور الرائع المنطوي على عناق غرفة مكيفة، والتواجد في منطقة ربما تكون خطيرة إلى حدِّ إصابتك بالإنهاك الحراري؟ إليك ما يجب أن تعرفه من أجل الحفاظ على سلامتك.

الإنهاك الحراري هو حالة طبية تحدث بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتُعد واحدة من أشد أنواع الأمراض المرتبطة بالحرارة خطورة. جميع الأمراض المرتبطة بالحرارة لها نفس السبب وهو التعرض لدرجات حرارة مرتفعة ورطوبة مرتفعة وشرب كميات قليلة من السوائل مع بذل مجهود بدني كبير.

من علامات الإنهاك الحراري: الصداع، الدوار، ضربات قلب ضعيفة وسريعة، الغثيان، تشنجات العضلات، انخفاض إنتاج البول، لون الجلد الشاحب، التعب، الإغماء.

كيف يُعالج الإنهاك الحراري؟ لابد أن يعالج الشخص المشتبه إصابته بإنهاك حراري على الفور قبل أن تحدث ضربة شمس وهي حالة قاتلة ترتفع بها درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، ومع أن معدل الوفيات لهذه الحالة حوالي 10% ولكنها حتى عندما لا تكون قاتلة قد تسبب مضاعفات خطيرة مثل اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي قد تؤدي إلى تحلل الريبدات مرض تحلل الأنسجة العضلية الذي قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.

الإنهاك الحراري - ارتفاع درجة حرارة الجسم - أشد أنواع الأمراض المرتبطة بالحرارة خطورة - التعرض لدرجات حرارة مرتفعة ورطوبة مرتفعة وشرب كميات قليلة من السوائل

يحدث تحول الإنهاك الحراري إلى ضربة الشمس تدريجيًا ولكن في بعض الأحيان قد يحدث فجأةً ولن تزول الحالة من تلقاء نفسها لذلك يجب خفض درجة حرارة الجسم، وهذه إجراءات يجب اتباعها لخفض درجة حرارة الجسم: الانتقال إلى مكان أبرد، تقليل النشاط البدني، تخفيف الملابس، الاستحمام بالماء البارد، شرب المشروبات الباردة، ارتداء الملابس القطنية الرطبة على الجلد، إذا استمرت الأعراض لمدة ساعة أو أكثر ثم ازدادت سوءًا وبدأ المصاب يتقيأ فهو بحاجة إلى رعاية صحية، إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يعاني ضربة شمس اتصل بالإسعاف على الفور.

من الأكثر عُرضةً للإصابة بالإنهاك الحراري؟ىقد يُصاب أي شخص بالإنهاك الحراري ولكن بعض الأشخاص أكثر عرضةً لخطر الإصابة به؛ وهم كبار السن والمرضى وصغار السن.

أيضًا بعض الأدوية تزيد من فقدان الجسم للسوائل وقد تقلل من قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته مثل تلك التي تعمل على الناقلات العصبية -مضادات الدوبامين والأدوية النفسية- سل طبيبك إذا كنت تتناول أدويةً تحتوي على هذه المركبات.

وقد يصبح الإنهاك الحراري خطرًا بالنسبة للرياضيين الذين يمارسون الرياضة في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة مثل ما يحدث في كرة القدم الأمريكية، وتهدف بعض الدراسات الصغيرة إلى تصميم زي كرة قدم أكثر راحة وأكثر تهوية، ولكن ما تزال الأمراض المرتبطة بالحرارة التي تصيب لاعبي كرة القدم وغيرهم مصدر قلق.

يرتفع خطر الإصابة بالإنهاك الحراري لدى الأشخاص الذين لم يعتادوا على العمل في الطقس الحار ولكن حتى نخبة الرياضيين قد يصابون بالأمراض المرتبطة بالحرارة، لذلك على المسافرين إلى المناطق الساخنة أن يتوقعوا أن يصابوا بأمراض مرتبطة بالحرارة.

على سبيل المثال تزداد حالات الإنهاك الحراري في الأشخاص الذين يقومون بالحج الإسلامي إلى مكة المكرمة، فالسعودية من المناطق الحارة والحج أحيانًا ما يكون في أشهر الصيف الحارة، حتى المصطافين الذين يخططون لرحلات إلى الشواطئ من أجل الاسترخاء ومع أن نشاطهم البدني يصبح منخفض فإنهم معرضون لخطر الإصابة خاصةً إذا كانوا يحتسون المشروبات الكحولية ولا يرتدون الملابس المناسبة، أيضًا ارتفاع نسبة الرطوبة قد يزيد خطر الإصابة بالإنهاك الحراري لأنه يمنع الجسم من تبريد نفسه عن طريق إفراز العرق.

يشكل الإنهاك الحراري خطرًا بالنسبة للعمال الذين يكونون عرضةً للشمس لفترات طويلة في الأيام الحارة ولذلك أصدر المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية في الولايات المتحدة الأمريكية مرجعًا لما يتعلق بالعمل في درجات الحرارة المرتفعة، وعلى سبيل المثال وجدت الدراسات أن الإنهاك الحراري يشكل خطرًا كبيرًا على عمال المناجم.

والأشخاص ذوو الدخل المنخفض أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة لأنهم يعملون في بيئات درجات حرارتها مرتفعة ولا يقدرون على شراء أجهزة تكيف في المنزل، فقد تسببت الموجة الحارة التي اجتاحت أوروبا الغربية في عام 2003 في مقتل أكثر من 70000 شخص ونحو نصف هذا العدد ماتوا في منازلهم.

ما هي أعراض الإنهاك الحراري و ضربة الشمس؟

خلال الطقس الحار، يمكن أن تعاني بسهولة من أعراض ارتفاع حرارة جسمك.

إن وصول درجات الحرارة في مدينتك إلى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت)، تجعل من الصعب إبقاء جسمك في درجة حرارته الطبيعية البالغة 37 درجة مئوية.

والنصيحة هنا: حافظ على هدوئك وبطء حركتك كي تحتفظ برطوبة جسدك!

إن الإنهاك الحراري عادة لا يشكل خطورة، حيث يمكنك ترطيب نفسك، لكن ضربة الشمس تعد حالة طبية طارئة تحتاج إلى إسعاف طبي.

إليك ما ينبغي عليك معرفته والقيام به لتجنبها.

ضربة الشمس أو الإنهاك الحراري؟ يحدث الإنهاك الحراري عندما يصبح جسدك ساخنا للغاية ويحاول جاهدا أن ينظم حرارتك وأن يتكيف مع درجة حرارة المكان المحيط بك.

هذا الأمر قد يصيب أي إنسان، حتى الأصحاء، لاسيما إن كانوا يمارسون تمارين شاقة في ظل درجات حرارة مرتفعة، أو كانوا يشربون الكحول في الشمس طوال اليوم. وقد تصاب به بسرعة خلال دقائق، أو تدريجيا على مدار ساعات.

والأعراض التي ستشعر بها هي جرس الإنذار الذي يطلقه جسدك لتنبيهك إلى ضرورة الترطيب السريع.

ومن العلامات الواضحة التعرق المفرط، وكذلك الشعور بالحرارة المرتفعة بشكل غير مريح.

وتشمل الأعراض الأخرى:

الصداع

الدوار والاضطراب

فقدان الشهية والشعور بالغثيان

تقلصات في الذراعين والساقين والمعدة

سرعة التنفس أو النبض

درجة حرارة الجسم تكون 38 درجة مئوية أو أعلى

الشعور بالعطش الشديد

أما الأطفال الصغار، الذين قد لا يتمكنون من التعبير لك عما يشعرون به، فقد تظهر الأعراض عليهم في هيئة الإجهاد والنعاس.

وقد يتحول الإنهاك الحراري إلى ضربة شمس، وهي حالة طارئة. هذا يعني أن جسدك لم يعد قادرا على التحكم في الحرارة، وأن درجة الحرارة الطبيعية ترتفع بشكل كبير. عندها تحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة.

العلامات التي ينبغي عليك متابعتها والتعامل معها بسرعة:

الشعور بتوعك بعد 30 دقيقة من الراحة في مكان بارد وشرب الكثير من الماء

عدم التعرق حتى مع الشعور بالحر الشديد

درجة حرارة 40 درجة مئوية أو أعلى

التنفس السريع أو ضيق التنفس

الشعور بالتشويش

نوبة صرع

فقدان الوعي

عدم الاستجابة

ويكون كبار السن والرضع، وكذلك من يعانون من أمراض مزمنة، هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة على وجه الخصوص.

لا تتطور قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته بشكل كامل لدى الصغار، وقد تقل القدرة لدى كبار السن بسبب المرض أو الأدوية أو عوامل أخرى. كما أن زيادة الوزن أو السمنة قد تؤدي أيضًا إلى صعوبة عملية تبريد الجسم.

ما ينبغي القيام به

إذا كان في محيطك من يعاني من الإنهاك الحراري:

ساعده على أن ينال قسطا من الراحة في مكان بارد، مثل غرفة فيها مكيف هواء أو في مكان مظلل

اجعله يخلع أي ملابس غير ضرورية لكشف أكبر قدر ممكن من البشرة

قم بترطيب بشرته! استخدم كل ما هو متاح لديك من اسفنجة أو قطعة قماش مبللة باردة، رش الماء عليه، استخدم الكمادات الباردة حول الرقبة والإبطين، أو لفه بملاءة باردة مبللة

استخدم مروحة للتهوية وركزها على جسده وهو رطب، سيساعد ذلك الماء على التبخر، وبالتالي يؤدي تبريد بشرته

احرص على أن يشرب الماء والمشروبات الرياضية أو الخاصة بمعالجة الجفاف

ابق معه حتى تتحسن حالته.

هذه الخطوات من شأنها أن تساعد المصاب بالإنهاك الحراري على تبريد جسده والشعور بالتحسن في غضون 30 دقيقة. وفي حالة وجود أي شك، اطلب المساعدة فورا.

الإنهاك الحراري وكيفية التفريق بينه وبين الشعور بالحرارة

الإنهاك الحراري هو مرض له علاقة بدرجات الحرارة، ويصيبك عندما لا تتصدى له آليات التبريد المعتادة في جسمك، وذلك وفقاً لمؤسسة Mayo Clinic. ونتيجة لذلك، تصير ساخناً بدرجة كبرى، مما قد يتسبب في ضررك في النهاية لو لم تتخذ خطوات لخفض درجة الحرارة سريعاً.

تقول مؤسسة Mayo Clinic إنه للإبقاء على درجة حرارة الجسم الأساسية عند حوالي 98.6 فهرنهايت (37 درجة مئوية)، فإن الجسم يتمتع بعدة آليات مختلفة للتبريد أو التسخين عند الضرورة. وفي درجات الحرارة الشديدة، لاسيما لفترات طويلة من الزمن أو أثناء بذل مجهود، يمكن أن ينتهي الأمر بجسدك باستهلاك حرارة أكثر من التي يتخلص منها من خلال تلك الآليات.

أخبر دكتور لورنس فيليبس، وهو أستاذ في الطب وطبيب قلب في مركز NYU Langone Health مجلة SELF، بأنَّ الطريقة الأكثر وضوحاً التي يستجيب من خلالها الجسم للحرارة والجهد هي التعرق. يرطب العرق سطح الجسم ويبرده أثناء تبخره، مما يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم، وفقاً لما ذُكر في كتاب Merck Manual of Diagnosis and Therapy.

ويكون هذا العرق مفيداً للغاية، لكن لو أن جسمك يفرز طناً من العرق في محاولة لتبريد جسمك، يمكن عندئذ أن تُصاب بالجفاف، فهذا يعني أنك تفقد الكثير من السوائل، لدرجة أن جسمك لا يمكنه العمل بشكل طبيعي.

ثمة طريقة أخرى يبدد الجسم من خلالها الحرارة الزائدة، وتتمثل في إرسال الدم إلى ذراعيك وساقيك، حيث تكون الأوعية الدموية أقرب إلى الجلد، مما يسمح للدم أن يبرد بشكل أسرع عن وجوده في مكنونة الجسد، وفقاً لما قاله مايكل ميلين، دكتور في الطب، وأستاذ مساعد في طب الطوارئ في كلية الطب بجامعة جونز هوبكينز، لمجلة SELF. لكن المشكلة تكمن في أن هذا يعني أن هناك القليل من الدم الذي يعود إلى القلب ويُضخ منه، بحسب ما يوضح دكتور ميلين.

وبين مشكلات الجفاف وتدفق الدم، ربما تبدأ في المعاناة من أعراض الأمراض المرتبطة بالحرارة. ربما تتجاهل بعض ردود الأفعال تلك، ظناً بأنها ردود فعل طبيعية ليوم حار، لكن الكثير منها لا يحدث قطعاً في كل مرة تشعر فيها بالحرارة أكثر قليلاً من المعتاد.

بعض الأعراض تميز الإنهاك الحراري عن مجرد الشعور بالحرارة

ما يميز الإنهاك الحراري هو أن أعراضه لا تنشأ من العدم. فهو موجود بالفعل على نطاق مجموعة من الأمراض المتعلقة بالحرارة، مع ظهور التشنجات الحرارية التي تسبق ذلك. لو عالجت التشنجات الحرارية في الوقت المناسب، يمكنك تجنب الإصابة بالإنهاك الحراري تماماً، لذا يجدر بنا التطرق إلى تلك الأعراض أولاً:

التعرق الشديد

تشنجات العضلات

الإعياء

العطش

لو أُصبت بالإنهاك الحراري، يتعرَّض جسمك بشكل أساسي لتشنجات الحرارة. إضافة إلى ذلك، ربما تشعر بـ:

بشرة باردة ورطبة مع قشعريرة رغم أن الجو حار في الخارج

الشعور بالإغماء

الشعور بالدوار

شحوب البشرة

نبضات سريعة وضعيفة

الشعور بالدوار عند الوقوف

الغثيان والقيء

صداع الرأس

لو لم تعالج الإنهاك الحراري في الوقت المناسب، ربما ينتهي بك الأمر إلى الإصابة بتلك الأعراض الإضافية، التي قد تشير إلى الإصابة بضربة شمس:

بشرة ملتهبة يمكن أن تكون رطبة أو جافة

التشوش، واللعثمة، أو غيرها من علامات إجهاد الصحة العقلية

درجة حرارة تزيد عن 104 فهرنهايت 40 درجة مئوية

يمكن لضربة الشمس أن تكون خطراً على الحياة، لذا من الواضح أنه من الأفضل تجنب أن تطأ بقدميك على طريق الأمراض المرتبطة بالحرارة. وبدلاً من الانغماس في التفكير في الفروق التي لا طائل منها والمتجلية في سؤال "هل أشعر بمجرد السخونة أم أن هناك شيئاً آخر يحدث؟"، لا بد من التركيز على مراقبة الأعراض. وهذا بدوره ينقلنا إلى النقطة التالية.

ماذا تفعل لو شككت في أنك مصاب بالإنهاك الحراري؟

الخبر السار هو أنه يمكنك غالباً العناية بتشنجات الحرارة، أو الإنهاك الحراري، أو مجرد الشعور بالسخونة الشديدة عن طريق التواجد في مكان أكثر برودة أو يوفر الرطوبة.

ربما تميل لشرب طن من الماء بأسرع ما يمكن، لكن تذكر أن محاربة الجفاف تعني أيضاً تجديد الإلكتروليت الذي تفقده بسبب التعرق، وفقاً لدكتور ميلين. وتساعد تلك الأملاح، بصورة أساسية الصوديوم والبوتاسيوم، والكالسيوم، والكلورين، والماغنسيوم، والفوسفات، على التأكد من أن أعصابك وعضلاتك وقلبك وعقلك جميعها يعمل بالطريقة التي ينبغي لها أن تعمل بها.

وفقاً للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب. لأن الإلكتروليت الأساسي الذي تفقده عن طريق التعرق يكون الصوديوم، عليه فإن تناول وجبة خفيفة مالحة مع شرب المياه من شأنه أن يساعد في تعويض ما فقدته، وفقاً لما نشرته مجلة SELF سابقاً.

بالطبع، هناك أيضاً خيار رفض المشروبات الرياضية. فتناول مثل تلك المشروبات بشكل منتظم قد لا يكون مثالياً، نظراً لكونها مشروبات سكرية (مع أن هذا يعتمد حقاً على عاداتك الغذائية بوجه عام)، لكن لو كانت هي المتاحة لديك عندما تشعر بالحرارة الشديدة، فإن المشروبات الرياضية هي أكثر من جيدة في تلك الحالة، وفقاً لما يقول دكتور فيليبس.

بإمكانك أيضاً خفض حرارة جسدك عن طريق وضع مياه على بشرتك. ويفضل عمل ذلك في مكان ما بعيداً عن الشمس، كأن تنتقل إلى الداخل، وتبلل بشرتك، ومن ثم تجلس أمام المروحة. يقول دكتور ميلين إن هذا من شأنه أن يحاكي ردة فعل الجسم ضد التعرق، المتمثلة في تبريد الجسم. لو كنت تشعر بالسخونة حقاً ولا يمكنك الذهاب إلى مكان أكثر برودة، حاول حماية نفسك دون تعريض نفسك لمزيد من الحرارة بالجلوس أسفل مظلة، ولف نفسك بمنشفة مبللة.

لو لم تشعر بالتحسن بعد مرور ساعة، أو أن الأعراض صارت تتدهور، توصي Mayo Clinic بالسعي إلى الحصول على العناية الطبية على الفور. ويقول دكتور ميلين، إنه يجب عليك أن تفعل الشيء ذاته لو لم تتمكن من ترطيب جسمك نتيجة القيء، أو تشعر بأنه سيغشى عليك، أو بالفعل تغيب عن الوعي.

كيفية تجنب الإنهاك الحراري

ربما استوعبت الآن أن الترطيب الجيد هو بمثابة هجوم وقائي أساسي ضد الإنهاك الحراري (وجدياً، لو كنت ستتعرض للحرارة، اشرب الكثير من الماء!)، لكن ثمة أشياء أخرى بإمكانك فعلها أيضاً:

بالنسبة لشخص يقضي عطلة نهاية الأسبوع في تناول المارغريتا على الشاطئ، أعلم أن ذلك ليس الاقتراح الأكثر تحفيزاً على الإطلاق، لكن وفقاً لدكتور فيليبس، فالكحول والحرارة لا يجتمعان.

إذ يمكن أن يتسبب الكحول في الجفاف، الأمر الذي نعرف بالفعل أنه يمكن أن يساهم في الأمراض المرتبطة بالحرارة. كذلك قد يقلل من إدراكك لأعراض مرض مثل الإنهاك الحراري. لأنك تدرك ما يتسبب لك في شعور الدوار أو الغثيان أو الاحمرار أو الإعياء؟ نعم صحيح إنه شرب الكحول.

لا أقول إنه لا يمكنك شرب الكحوليات في الحرارة، لكن إن كنت مقدماً على ذلك، تأكد من اتخاذ الاحتياطات الصحيحة، مثل الحفاظ على تساوي نسبة الكحول إلى نسبة المياه، وتناول ما يكفي من الطعام، وربما تناول المشروبات التي تحتوي على كميات أقل من الكحول مثل البيرة والكوكتيلات الممزوجة بالصودا مع الكحول.

خطط مسبقاً

يقول الدكتور ميلين إن الأشخاص غير المعتادين على الحرارة الشديدة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المتعلقة بالحرارة. والمثال لو أنك في إجازة في مكان أكثر حرارة من مكان منزلك وانتقلت إلى درجة حرارة عالية حد الخطورة. امنح نفسك وقتاً فقط للتأقلم.

مثال آخر حيث يمكنك التخطيط مسبقاً: لو كنت تعرف أنك ستقضي الكثير من الوقت في ممارسة التمرينات في الخارج هذا الصيف. إن كان الأمر كذلك، ربما عليك التفكير في تناول بعض الأقراص أو مسحوق إعادة الإماهة عبر الفم في حالة الطوارئ. يمكنك مزجه بالماء للحصول على الإلكتروليتات التي تحتاجها، وبعض الأشخاص يجدون أنه من الأسهل تناوله بشكل عادي أو يفضلونه على الوجبات الخفيفة المالحة أو المشروبات السكرية.

احمِ نفسك ضد حروق الشمس

لو أصبت بحروق الشمس، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالإنهاك الحراري. فحروق الشمس نفسها هي أحد أشكال أمراض الحرارة، وتؤثر على قدرة جسمك على خفض درجة حرارته. تقترح مؤسسة Mayo Clinic ارتداء قبعة عريضة ونظارات شمس واستخدام واقي شمس يحمي ضد طيف واسع من الأشعة، مع عامل حماية يصل إلى 15 على الأقل في الخارج. ولا تنس وضعه حسب التعليمات.

ضع خطة لأيام سيئة إضافية.

لو ضربت موجة حر الأفق وأنت تعيش في مكان حيث لا يوجد مكيف هواء، ابحث عن مكان ربما تتمكن من قضاء ما يحلو لك من الوقت فيه. وفي تلك الحالة تكون المكتبات ومراكز التسوق خياراً رائعاً.

تحدَّث إلى طبيبك لو كنت تتناول أدوية معينة.

وفقاً لعيادة Mayo Clinic، يمكن لأدوية معينة أن تنال من قدرة جسمك على أن يبقى رطباً، مثل مدرات البول ومضادات الهستامين ومضادات الاكتئاب. لو كنت تتناول دواءً تظن أنه قد يؤثر على احتمالات بقاء جسمك بارداً في الحرارة، تحدث إلى طبيبك للحصول على بعض النصائح حول كيفية التعامل مع الأمر.

الأعراض والإسعافات الأولية

تشمل علامات الإنهاك الحراري وأعراضه ما يلي:

جلد بارد ورطب وبه قشعريرة في أثناء التعرض للحرارة.

التعرُّق المفرط.

الإغماء.

الدوار.

الإرهاق.

نبض سريع وضعيف.

انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.

التقلُّصات العضلية المؤلمة.

الغثيان.

الصداع.

كيف يمكن التعامل مع الإصابة المحتملة؟

يمكن أن يؤدي الإنهاك الحراري إلى ضربة حرارة إذا لم يُعالج، وهي حالة تهدد الحياة. إذا كنت تشك في الإصابة بالإنهاك الحراري، فاتبع هذه الخطوات على الفور:

انقل الشخص خارج المكان الحار إلى مكان به ظل أو مكيف هواء.

اجعل الشخص يستلقي على ظهره وارفع الساقين والقدمين قليلاً.

انزع الملابس الضيقة أو الثقيلة.

اجعل الشخص يشرب الماء البارد أو غيره من المشروبات غير الكحولية بدون كافيين.

برِّد جسم الشخص المصاب عن طريق رشه بالماء البارد أو استخدام إسفنجة مبللة بماء بارد ووضعها على جسمه والتهوية.

راقب الشخص بعناية.

اتصل بالطبيب إذا تفاقمت مؤشرات المرض أو الأعراض أو إذا لم يتحسن الشخص خلال ساعة واحدة.

اتصل على رقم الطوارئ في بلدك، إذا تدهورت حالة المريض، خاصة إذا تعرض إلى:

الإغماء.

الهيَاج.

التشوُّش.

النوبات المرضية.

عدم القدرة على الشرب.

درجة حرارة الجسم الأساسية، التي تُقاس بمقياس الحرارة المُستقيمي، التي تبلغ 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) تمثل ضربة حرارة.

مخاطره تصل إلى الموت.. كيف نتجنب "الإنهاك الحراري" خلال الصيف؟

يُعرف الإنهاك الحراري بأنّه حالة تحدث عند تَعرُّض الجسم للحرارة الزائدة عندما يصاحبها ارتفاع في درجات الرطوبة وممارسة نشاط بدني شاقّ، وهو واحد من الأمراض الثلاثة المتعلقة بالحرارة.

بأكثر من 5 درجات مئوية عن معدلاتها الاعتيادية، يبدأ كثير من الدول صيفاً شديد الحرارة، وسط مخاوف من أضرار التعرّض للشمس المباشرة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، ما عطّل العمل في بعض الأيام حفاظاً على سلامة الموظفين خوفاً من تَعرُّضهم لضربات شمس أو للإنهاك الحراري على أقل تقدير.

وتوضح الخرائط الجوية أن الكتلة الحارة هذه سوف تجتاح مصر والكويت والعراق وشمال السعودية بالإضافة إلى منطقة بلاد الشام اعتباراً من نهاية الأسبوع الحالي.

وتتوقع هيئات الأرصاد أن تتجاوز درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت)، وسط تحذيرات تحمل شارة الّلون الأحمر لمدن أوروبية عدّة.

فما الإنهاك الحراري الذي قد يُصيب البعض في الأيام القادمة؟ وكيف نتجاوز هذه الموجة الحارّة دون أن نتعرَّض له؟

يُعرف الإنهاك الحراري بأنّه حالة تحدث عند تَعرُّض الجسم للحرارة الزائدة عندما يصاحبها ارتفاع في درجات الرطوبة وممارسة نشاط بدني شاقّ، وهو واحد من الأمراض الثلاثة المتعلقة بالحرارة.

ويعد أسوأ من التقلصات الحرارية، وأقلّ خطراً من التعرض لضربة شمس التي قد تؤدِّي إلى الوفاة، كما تشمل أعراضه التعرق بغزارة وتسارع نبضات القلب.

وحول ذلك، يلفت استشاري الحميات والأمراض المُعدية الدكتور سمير عنتر، إلى نقطة مهمة، وهي أنّ الإنهاك الحراري يحدث بلا تَعرُّض للشمس المباشرة.

ويوضح أنّ التعرّض للشمس مباشرةً لساعات دون تغطية الرأس ودون احتياطات معينة غالباً ما يؤدي لضربة شمس، أمّا الإنهاك الحراري فيحدث للإنسان في مكان مغلق أو مظلَّل لكنه يتعرّض لانبعاث حرارة شديد ومتواصل في هذا المكان، بسبب ظروف عمله، مثل العمال في المناجم ومصانع الحديد وسائقي الشاحنات الكبيرة والعاملين في المطاعم، ما يعني مواجهة حرارة كبيرة منبعثة من أفران أو آلات إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة في الخارج.

ويضيف الدكتور عنتر، المدير الأسبق لمستشفى "حميات إمبابة" بمصر، أنّ المكان المغلق الذي تنبعث فيه الحرارة باستمرار، فيما ترتفع الحرارة بالخارج أيضاً يخلق بيئة غير مناسبة لأي كائن حي، فالجسد يتراخى ويحدث تكاسل وعدم تركيز وتشوش في الرؤية والسمع، والإحساس بالتعرّق والدوخة وسرعة النبض، وقد يصل هذا التداعي بالجسد إلى النوم أو فقدان الوعي لا إلى الموت.

إرشادات صحيّة

ولتجنب التعرض للإنهاك الحراري ينصح الدكتور عنتر بتخفيف من الملابس، وشرب سوائل كثيرة، ورش الجسد بالماء في مكان العمل أو الاستحمام بماء فاتر في المنزل، والأهمّ تهوية المكان بالمراوح أو المبردات الهوائية.

ويجب أخذ فترات راحة بعيداً عن الآلات التي تنبعث منها الحرارة في أماكن العمل، لا سيّما لكبار السن ومرضى السكر والقلب، ومصابي مرض الكبد المزمن والكُلى، وذوي الإعاقة الذهنية، ومُتلقي علاج الأورام والأمهات الحوامل، والرُّضع حتى عمر سنتين، وفق عنتر.

ويبدو أنّ أسلوب الحياة سيتغير، وأصبح من المهمّ أخذ تلك الاحتياطات، ليس فقط في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا ودول الشرق الأوسط، بل على مستوى دول العالم، إذ أصبح الاحترار العالمي واقعاً يعيشه سكان الأرض.

وبدأ الاحترار العالمي بالظهور خلال منتصف السبعينيات من القرن الماضي، ليصبح العقد الأول من القرن الحالي الأكثر دفئاً على الإطلاق، حسب تقرير لموقع "ساينس أليرت"، ونقل الموقع عن علماء وخبراء تحذيرهم من أنّ الحرارة عام 2024 سترتفع على الأرجح إلى مستوى جديد.

ولفت التقرير إلى أنّه "لسوء حظ كوكب الأرض، فإنّ بعض الدول -لا سيّما الصين والهند- مستمرة في استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم الحجري وتتوسع في بنائها، ممّا يضيّع المكاسب البيئية التي تحققت في أماكن أخرى من الكوكب الأزرق".

ويتزامن هذا التقرير مع تحذير أعلنت عنه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، من بدء ظاهرة "النينيو" المناخية، التي تنتج عن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في العالم، والتي وصلت إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وينتج عن حرارة الجسم مع حرارة البيئة "درجة الحرارة الداخلية"، ويحتاج الجسم إلى تنظيم اكتساب الحرارة في الطقس الحار أو فقدانها في الطقس البارد، لإبقاء الحرارة الداخلية طبيعية بمعدل 37 مئوية 98.6 فهرنهايت.

ويشير أستاذ الأمراض الباطنية الدكتور محمد سالم، إلى أنّ زيادة الحرارة الداخلية عن معدلها الطبيعي، قد تؤدي إلى زيادة الجفاف وانخفاض ضغط الدم، وفي بعض الحالات إلى الدوار وتَصلُّب العضلات وعدم القدرة على الحركة؛ بسبب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة.

ويضيف الدكتور سالم، أنّ الإكثار من شرب السوائل، وإعطاء مساحة من الراحة للجسد ليستطيع تبريد نفسه وتنظيم مستويات الحرارة، يسمح باستمرار عمل الأجهزة الحيوية للجسم وعدم التهاوي وفقدان الوعي، أو في أسوأ الأحوال الموت.

وبالعودة إلى الدكتور عنتر، يوضّح أنّ "ضربة الشمس تحدث حين يتعرّض الإنسان -خصوصاً رأسه- لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، فيبدأ الشعور بالإجهاد والوهن وصعوبة التنفس وتشوُّش الرؤية وعدم القدرة على الوقوف، ثم يبدأ الجسد في التهاوي".

وفي المخ مركز يعمل على تنظيم الحرارة سواء بالتبريد أو التدفئة، لإبقائه بدرجة 37 مئوية، لكن مع تَعرُّض الرأس للشمس بلا حماية يتعطل هذا المركز وتتزايد درجات حرارة الجسم فتبلغ 41 وربما 43، وحينها يموت الإنسان، وفق الدكتور عنتر.

ويتابع: "بدأنا نسمع عن وفيات كثيرة مفاجئة، لأشخاص كانوا صِحاحاً، لكنّهم سقطوا فجأةً في الشارع أو في عملهم، وتبيّن أنّ السبب هو ارتفاع درجات الحرارة".

ويرى الدكتور عنتر أنّ الحلّ هو حماية الرأس، بقبعات واسعة من القش أو باستخدام المظلات أو العمائم، وشرب السوائل كل ساعة ولو كوب ماء، كما أنّ تقليل كميات الوجبات، واختيار نوعية الطعام نفسها، يُعدّان عاملاً مهماً، فيجب ألّا تكون دسمة أو حارَّة أو تحتوي كثيراً من السكر.

ومن الأمور المهمّة أيضاً، يلفت الدكتور عنتر إلى أنّ تناول السلطات الباردة والفاكهة والجبن والألبان، والابتعاد عن أشعة الشمس، وتقليل الخروج في أوقات الظهيرة قدر الإمكان، ستساعد على تجاوز هذه الموجة الحارة بأقل الخسائر.

اضف تعليق