أقامت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام حلقة ثقافية ناقش من خلالها الشاعر والناقد عادل الصويري ورقة تحمل عنوان (تطبيع النص بين فهم الحداثة والنقد الثقافي).

إفتتح البرنامج الاديب على حسين عبيد ليستعرض من خلال ذلك اهم تفاصل تلك الورقة البحثية التي أعدها الشاعر والناقد عادل الصويري وهي ذات مضامين ادبية وثقافية مهمة عن مفهوم الحداثة والنقد الادبي والنقد الثقافي وقد تطرق وبشيء من الايجاز عن مفهوم الحداثة، وكما يصفها رولان بارت بانها انفجار معرفي لم يتوصل الانسان المعاصر الى السيطرة عليه، وفي ذات السياق يعتقد جونز ارتكا ان الحداثة هدم تقدمي لكل القيم الانسانية التي كانت سائدة في الادب الرومانسي والطبيعي اما بالنسبة للفيلسوف الالماني ايمانويل كانط يجد بالحداثة انوار مؤداها أخرج الانسان من حالة الوصاية التي تتمثل في استخدام فكرة عن توجيه من غيره، اما بخصوصية النقد الثقافي فهناك نوع من الصراع بين النقد الثقافي والنقد الادبي سيما وان الاخير اي النقد الادبي يركز على الجماليات بالنص في حين ظهر النقد الثقافي كند قوي محاولا ان يستكشف الانساق المغمرة في النص وتوسع بذلك الى حدود بعيدة. ولابد ان نؤكد على ان الادباء العراقيين وخاصة الجيل السبعيني من الشعراء تأثروا بالحداثة ومفهوم الحداثة واتذكر تجربة شخصية حيث حضرنا لقاء لزاهر الجيزاني وخزعل الماجدي والاخير مؤسس الحداثة كما يعرف هو عن نفسه قال في وقتها انا اطمح الى كتابة نص مغلق على مدى الازمان والحقيقة هذه الجملة اثارت صخب في القاعة والكثير من التساؤلات ماذا تعني انك تكتب نص حداثوي مغلق على مدى الازمان، لكن ثمة تراجع بعد ثلاث او اربعة سنوات عن نصه حينها قرأ نصا للحاضرين قال فيه وانا اسير تتعثر اقدامي بالذهب ولا التقطه لكي لا انحني فضجت القاعة بالتصفيق لانه كتب نصا شعريا او لنقل نصا ادبيا وصل الى الجمهور ببساطة لكنه حمل الكثير من المدلولات.

حقيقة الترابط بين النقد والثقافة

 بعد ذلك جاء دور الشاعر والناقد عادل الصويري ليقدم ورقته الثقافية وهي تحمل عنوان (تطبيع النص بين فهم الحداثة والنقد الثقافي) حيث تحدث فيها عن المتغيرات الكثيرة التي حصلت في أواخر القرن الماضي وحقيقة الترابط بين النقد والثقافة وبالتالي نصل إلى نقدٍ ثقافي يمتد لكل الأصعدة ذات التماس المباشر بالحياة اليومية ومنها فعل الكتابة الإبداعية.

ولأن النقد الثقافي معني بكشف الأنساق المضمرة للنص لا يمكن ــ بطبيعة الحال ــ الفصل بين النص وسياقه وهو ما أحدث جدلاً كبيراً في الأوساط الثقافية والأدبية في الوطن العربي حيث انقسم الأدباء والمفكرون بين من يؤيد إبقاء النص في دائرة النقد الأدبي الباحث عن الجماليات والبلاغة والاستعارات، بل وشددوا على أن أي ابتعاد عن هذه الدوائر يمثل تهميشاً للقيمة الحقيقية للنص، بينما ذهب مؤيدو الاتجاه الآخر إلى ـ النقد الثقافي ـ غلى انه متفاعلٌ مع المناهج النقدية الأخرى أو جميعها.

واضاف الصويري فعلى المستوى العربي، برز اسم الدكتور عبد الله الغذامي كأول من تبنى منهجية الكشف عن المخبوء البعيد عن اهتمامات النقد الأدبي رغم أن ريادته غير متفق عليها ومحل إشكالية عند البعض، يرى الغذامي عدم اختصار النص بوصفه ثقافة وسياقاً على الجماليات، بل يذهب أبعد من ذلك في اتهام النقد الأدبي بالتعاطي مع النصوص التي تفوز برضا المؤسسات الرسمية التي تريد أن تلبس القيم الثقافية والمعرفية قميصاً على مقاساتها دون غيرها.

في عام 1949 رفض مثقفون وكتاب في نيويورك منح جائزة بولتن الأدبية للشاعر الأميركي (عزراباوند) لأنه كان من مناصري هتلر أبان الحرب العالمية الثانية، هذه الحادثة تؤكد رؤية الدكتور عبد الله الغذامي لأن هؤلاء الرافضين لمنح الشاعر جائزته انطلقوا من مسلمات قريبة من مزاج سلطوي دون الإلتفات إلى مرتكزات الخطاب الذي يحمل مقاصد ينبغي الكشف عما ورائها.

كما اكد الصويري بان هناك حادثة شبيهة حدثت قبل سنتين ونصف تقريباً، حيث طالب أدباء وكتاب عرب بسحب جائزة نجيب محفوظ من الشاعر العراقي المعروف (سعدي يوسف) بسبب قصيدة كتبها وأحدثت لغطاً كثيراً وعدت إساءة لشخصية تأريخية تعد (رمزاً) يجب عدم المساس به، القائمون على الجائزة رفضوا سحبها من الشاعر العراقي لكن منظمة مشهورة أصدرت بياناً أعلنت فيه حذف اسم الشاعر من قائمة أفضل مئة شاعر عربي.

وأضاف الصويري، ان الموقفين المتباينين من قضية الشاعر سعدي يوسف يؤسس الى حقيقة مفادها أن القائمين على جائزة نجيب محفوظ غير معنيين بسياقات ومتبنيات المؤسسات على تنوعها واختلافها لأنها تعتبر سعدي يوسف ــ سواء اتفقت او اختلفت مع قصيدته مثار الجدل ــ اسماً لامعاً أضاف للأدب العربي الحديث الشيء الكثير بينما نجد الأطراف الأخرى تبني مواقفها على ردات فعل تقترب كثيراً من المتبنى المؤسساتي، فقصيدة سعدي يوسف لا حظ لها من النقد الأدبي لأنها جاءت بشكل تقريري مباشر، لكن لنا أن نسأل: هل بإمكان النقد الثقافي الاقتراب منها وكشف المخبوء من أنساقها؟ ما الذي يجعل شاعراً ماركسياً ينحدر من أصول (سنية) يكتب مثل هذه القصيدة التي كان لها أن تطيح بمجده الأدبي في زمن يلتهب فيه عنف طائفي يحركه الخارج بشكل لا يدعو للشك؟

واشار الصويري ان موضوعة تطبيع النص وضروريته أن يجيء منسجماً مع المتلقي قريباً من همومه وهواجسه وقضاياه ويبرز أمامنا هنا الصراع الأزلي بين مناصري نظرية الفن للفن ومناصري نظرية الفن للمجتمع فقد ظهر مبدأ الفن للفن في ظروف الثورة الصناعية حيث تحول إلى تعبير عن الذات فقط بعد أن كان يمثل مرآة للمجتمع كما رآه سقراط الذي جمع بين الجمال والمنفعة فهو أول من ربط بين الفن والأخلاق ورأى أن الجميل هو الذي يحقق منفعة مباشرة فوظيفة الفن الرئيسية هي الوصول إلى عالم تتكامل فيه المثل.

وتحت يافطات الحداثة وما بعد الحداثة تشظت النصوص وابتعدت عن متلقيها، في كتابه (أبواب ومرايا/مقالات في حداثة الشعر) حيث يقول الشاعر والناقد خيري منصور، (الحداثة من أكثر المصطلحات تداولاً في كتاباتنا اليوم، وهي العنوان الأكثر إلفاتاً للنظر في المجلات العربية التي تعنى بالأدب المعاصر، وما كتب حتى الآن تأليفاً وترجمةً عن الحداثة يزن الكثير، فهل استطاع هذا الكثير إيضاح معنى الحداثة للقارئ العربي؟)

 واوضح الصويري يبدو التساؤل واضحاً في هذا المقطع من كلام الناقد خيري منصور وهو الذي يخلص إلى أن الحداثة لا تعني توشية النص بأسماء آلات ومنجزات تكنلوجية أو تفكيك العمود الخليلي وتبني توزيع التفعيلات، وبالفعل ظلت الحداثة كمفهوم تتسع وتضيق بحسب آليات فهمها وطريقة التعامل معها، فتلك الآليات هي التي جعلت الشاعر في دوامة كبيرة ليترفع عن تراثه وقيمه وبالتالي يتقهقر الشعر لصالح السرد في ظاهرة لافتة في العقود الأخيرة.

إن الخطأ الكبير الذي وقع فيه من تبنى الحداثة بشكل مربك هو عدم استيعاب حقيقة أن الموروث يمكن له أن يتعاطى مع الجديد الحداثي لما يمتلكه من ثراء لغوي ومعرفي يمكنه بالتالي من التماهي مع المتطلبات العصرية الجديدة، عدم الاستيعاب هذا جعل الكثيرين أسارى للشعر الفرنسي والانجليزي للتأثير الكبير لهاتين الدولتين في ثقافة البلدان التي استعمرتهما ليكون الشعر المنتج عبارة عن متاهات لا بداية ولانهاية لها وباباً مشرعاً للهذيانات المجانية التي تكتب من أجل اللامعنى حتى صار الخوف أن تتحول إلى مشروع أو جنس أدبي يحتفى به على أنه ثورة تجديدية !

وأضاف الصويري، هذا التقليد يحيلنا إلى ظاهرة متكررة وهي (الإتباعية) التي يمارسها العرب وهم الذين يمثل الشعر لهم حالة غريزية فطرية عبر عنها الحديث (لاتدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين)، فما الذي يمنع من تبني حداثة مستندة على خصوصية وهوية تجعلنا لا نضطر لسماع آراء نقدية متشددة كالتي طرحها الناقد ياسين النصير بقوله:

(الكثير من القراء في أوروبا استغنوا عن الشعر قراءة واقتناء عندما وجدوا أن ما يقوله الشعراء عبر اللغة وجدوه في العمارة وتنظيم العلاقات بين أجزاء المدينة وفي الإعلان والصحافة والإنترنيت، لماذا يذهب المرء للقراءة مادام يحصل على الفكرة والرؤية عبر أدوات حسية ومباشرة).

إن كلام الناقد ياسين النصير يجعلنا نبحث في أسباب هذا التشدد المستغرب تجاه الشعر، ولماذا يريد تعميم التجربة الأوروبية على غيرها، فهو يقيس جودة الشعر مثلاً على تكرار طباعة ديوان ما أو فوز شاعر بجائزة نوبل ومادام هذا لا يحصل فلا جدوى من الشعر.

إن أقل ما يقال عن هذه القياسات أنها سطحية تعتمد الظواهر التي قد تضيء فترة لكنها سرعان ما تنطفئ وكأنه يؤسس لنظرية استهلاكية لأن الرواية في أوروبا تحقق مبيعات أكثر من الشعر أو أن سعر تذكرة الدخول لأمسية شعرية ضئيل قياساً بأخرى غير شعرية فهل أن زيادة مبيعات السرد دليل على جودة مضمون القصة أو الرواية؟

ولو أخذنا قياسه على عدم فوز شاعر بجائزة نوبل للآداب منذ فترة طويلة، ألا يحيلنا هذا التصور إلى رؤية عبد الله الغذامي؟ فجائزة نوبل جائزة مهمة ومشهورة وتمثل حلماً للكثير من الأدباء والكتاب لكن النصوص والنتاجات التي تفوز تخضع لتقييم لجان لها آلياتها وذائقتها ومتبنياتها فضلاً عن سياقات المؤسسة الراعية للجائزة.

إن الوقوف بالضد من تقليد المناهج الغربية نقداً وكتابة الشعر المستند على الترجمات لايعني بالضرورة مصادرة أي جهد أو مسعى تجديدي ينفتح معرفياً على الآخر شريطة أن لا يكون انفتاحه على حساب هويته وخصوصيته، يقول (جورج ستينر)، من الممكن أن يصبح النقد إبداعاً، لكن ذلك يحدث عادة في حالة واحدة، عندما يكون الكاتب ناقداً لعمله أو حادياً لنظريته الشعرية.

المداخلات

كانت المداخلة الاولى من للشاعر والكاتب محمد الصفار حيث قال: بالنسبة لمفهوم الحداثة فقد أسيئ فهمه من قبل الكثير من الشعراء وهناك حدة في الانقلاب على الموروث وهذه الحدة اوجدت فجوة عميقة بين الشعر الحقيقي وبين خلافه بحيث بدت الرؤية غير واضحة وعندها سلك بها الشعراء اشكال واتجاهات تنافي تماما المعايير والقيم الادبية، بالنسبة للإبداع اكثر ما يبرز بالاتجاه المعاكس للسلطة او للتوجهات السياسية الطاغية لان الابداع يتعارض مع الأدلجة، وانا ارى بان المثقف بشكل عام يموت ابداعا عندما يؤدلج، ربما يمر الاديب والشاعر والمثقف في ظروف صعبة وقاسية مثل دستوفسكي حيث اصبح من كتاب الجيب وكذلك كولن ولسن لكنهم لم يسلكوا مسلك غورتي عندما كتب الام لستالين، اما قضية الفن للفن فالفن لا يمكن ان يعد فنا ذو فائدة ما لم يمتزج بالحياة ويعالج قضايا وتطلعاتها، الحداثة عند النقاد فقدت عناصرها الاساسية والمعايير النقدية الحقيقية التي تدخل في اسس التنظير والتقييم، فقد جرى النقاد ورأى شعاراتهم وغموضهم المفتعل يدعى بالحداثة، فياسين النصير على سبيل المثال الذي جعل للإمارة والتكنلوجيا والمواضع الاساسية للحياة بديلا عنها فهل يستطيع ان يناقش قضايا مهمة كالموت والحب والرومانسية وغيرها، هل استطاعت هذه التكنلوجيا ان تمحي عصر الزهرة او سقوط الندى وغيرها من مباهج الحياة والتي تكون من هامة للشاعر وغير الشاعر، ادونيس هو الاخر لم يستطيع اخضاع القصيدة العربية الى معايير ومفاهيم النقد في القصيدة الغربية وحتى عندما تبنى طه حسين المزج في النظرية الشكية وخصوصا في كتابه الشعر الجاهلي اثار ضجة كبيرة لان مراحل التدوير مختلفة بين الشرق والغرب واخير عندما يكون الناقد مبدعا عليه ان يكون متجردا عن اهوائه ونزعاته.

لماذا يتم ربط الحداثة بالنقد الثقافي؟

 الاديب والصحفي سلام محمد البناي تساءل قائلا: لماذا يتم ربط الحداثة بالنقد الثقافي بالذات فالحداثة اسم عام وكبير جدا والحداثة هي تحصيل حاصل لواقع متغير شئنا ام ابينا وعلى الرغم من اننا ما زلنا الى الان نستورد بعض المصطلحات قال فلان وقال فلان، فلماذا يتم حصر الحداثة بالنص الشعري ومقتضى القاعدة كل شيء متغير حتى أدوات الطبخ، فهناك الكثير ممن يسيئ لهذا المعنى فالنقد الثقافي ربما يشمل حتى اللوحة التشكيلية وامور اخرى ولا تقف عند القصيدة فقط، لذلك البعض يفسر الحداثة على انها التطور التاريخي للنص من التقليدي الى الكلاسيكي الى ان وصل الى النثر والقصيدة الرقمية، فنحن حقيقة امام واقع متغير فرضته الاحداث فعلى الرغم من التسميات والمصطلحات القوية والرنانة التي اوجدها الغرب الحداثة موجودة شئنا ام ابينا، فكل ناقد ينظر من زاوية معينة فعندما ذكر موضوع الشاعر سعدي يوسف هناك بعض النقاد قرؤوا هذا النص من زاوية طائفية وهناك من يجدها انطباع واخر ينظر اليها من جانب نقد ادبي كنص وربما نقد ثقافي كمفهوم عام.

استيراد الهياكل

الشيخ مرتضى معاش قال، القضية لا تتعلق بالأدب فحسب بل هي قضية عامة فهل العلم للعلم ام العلم للمجتمع او العلم للجميع الصراع بين كافة العلوم والاختصاصات موجود، لكني اجد ان الادب يرتبط باللغة واللغة هي اساس الفكر وخصوصا اللغة العربية وعلاقة اللغة العربية بالحداثة، الحداثة حسب فهمي وكما اراها بشكل خاص هي تمثل الابداع والتجديد والتطور، لكن الحداثة اليوم نلاحظها كمصطلح رائج في مختلف المجتمعات المتخصصة في الادب هي تهديم الاسس التي قام عليها ما سبق، حسب انطباعاتي يمكن ممارسة النقد على هذا الكلام وممارسة النقد ايضا على كلام استاذ عادل، انا اتصور اللغة العربية تختلف عن باقي اللغات فلا يمكن ان نستورد تصاميم جاهزة وهياكل جاهزة من الحداثة الامريكية ومن الشاعر اليوت وهو الذي يعتبر رمز الشعر الحر في العالم، فنحن لا نستطيع ان نستقطب هذه الهياكل لنضعها في لغتنا العربية، فلا يمكن ان تهدم لغتك العربية فاللغة العربية تختلف لأنها تحمل تراث وفيها علوم وفيها قواعد واسس ونحو وبيان ومجاز ومعاني ومشتقات، واللغة هي اساس الانسان، فالانسان بلا لغة بلا وجود، اللغة هي اساس الفكر واساس الثقافة، كذلك لابد ان نعطي الادب فرصته للإبداع والتعبير عن قناعات المجتمع ومعارضته فان الادب في طبيعته معارض وناقد ويسعى الى تصحيح الواقع الموجود وفق حركة إصلاحية، وهذا ليس معناه التخلي عن الجمالية وعن قوة اللغة وعن قوة البيان بل لابد من التركيز على الحالتين وايجاد مشترك بين الجمالية وبين الحداثة وبين القدرة على الوصول للمجتمع..

المثقف والسلطة

الشاعر مهدي النهيري من النجف الاشرف يقول: النقد كما يقال هو نص جديد على هامش او في جوار النص الذي نتحدث عنه فنقد الاساتذة كان نصوص جميلة ليس لها علاقة بالنقد المنقود اساسا وهي نصوص جميلة مضافة الى النص الاصلي.

الشاعر السيد نبيل الجابري عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين فرع كربلاء قال: انا لا اعرف عندما اقرأ تطبيع النص بين فهم الحداثة والنقد الثقافي ارى فيه مجموعة من الاشياء لا اعرف حقيقة ماهية النص هل هو نص مقدس ام هو نص شعري نحن نعرف بان النصوص لا تطبع وفق قاعدة نقدية، النقد هو الذي يطبع نفسه وفق النصوص وذلك لان كتابة النصوص تعتبر هو مرحلة اولى ومن ثمة يأتي النقد، مسألة اخرى ايضا متعلقة بالعنوان بين الحداثة والنقد الثقافي اعتقد بان النقد الثقافي هو مظهر من مظاهر الحداثة وليس العكس بالإضافة الى ذلك ان النقد الثقافي قائم بالأساس على عدم الايمان بكل هذه الأنساق التي ظهرت الحداثة وما بعد الحداثة وما بعد الحداثة على رأي ماريا ابو رحب الناقدة الفلسطينية واذا ما اتينا الى علاقة بالمثقف بالسلطة انا اعتقد بان واضع النقد الثقافي كان يؤمن بحتمية رئيسية وحتمية محددة ومعيار على ضوئه وضع النقد الثقافي وهو الدكتور عبد الله الغذامي كان لا يؤمن بالانساق الثقافية لكنه بمجرد ما طلب منه ان يكون له موقف من السلطة ضرب الانساق كلها خاصة في موقفه الاخير من الاحتلال السعودي لليمن كان واضح ودقيق على انه لا يؤمن بكل ما كتب وكان متناقضا ففي البداية كان داعيا مهما للدفاع عن الانساق الا انه تخلي عنها دفعة واحدة.

الاستاذ كمال عبيد مدير تحرير شبكة النبأ المعلوماتية، تساءل عن موقف الحداثة من نقد النقد وهل لها دور في ابراز هذا المضمون، وهل الحداثة منحت النص سلطة، ام الحداثة تشكل سلطة على النص.

الكاتب والصحفي السيد علي الطالقاني من مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام يرى ان الباحث في ورقته ذهب الى قياس المضمون بالنسبة للنتاجات الفائزة خاصة وان التكريم تم على اساس الولاء بالنسبة لجائزة الدكتور عبد الله الغذامي وهذا المعنى يرتبط ارتباط بالمؤسسة المعنية لأنها توجه اللجان في اختيار النصوص الفائزة، اضف الى ذلك فان مفهوم النقد الثقافي هو اوسع واشمل ويراد منه مراجعة المنهج او النظرية وهنا لابد ان نصل الى حقيقة ربط العلوم الانسانية بالأدب وتذوق النص على اعتباره قيمه ثقافية وادبية، وضرورة كشف القيم الفعلية للخطاب الادبي، واخيرا كيفية ممارسة النقد الثقافي؟.

اضف تعليق