q
ليس كل خطأ يمكن اعتباره سيئاً، فهناك أنواع من الأخطاء لا بد أن نرتكبها حتى نتعلم ونكتسب الخبرة، وهي الأخطاء التي نقع فيها حين نبدأ بتعلم سلوك نجهله، كما ان هناك الأخطاء غير المقصودة أو العفوية أما الخطأ بمعناه المفهوم فهو سلوك إنساني يرتكبه الشخص إما لتحقيق منفعة أو للحصول على لذة...

ليس منا احد يمكنه ادعاء الكمال او حتى الاقتراب من درجاته العليا ومن يدعي ذلك فهو مخطأ ومشوه التفكير وربما لم يعي ان الخطأ هو طبيعة انسانية فالانسان مجبول على الخطأ والصواب، وليس منطقياً ان يسير الانسان على جادة الصواب كل حياته ويستثنى من ذلك المعصومين وهم النبي الاكرم واهل بيته صلوات الله عليهم.

جميعنا نحن البشر نرتكب الخطأ احياناً بدون ارادتنا نتيجة ضعف اداركنا وغياب الوعي الكامل لان نتعامل مع امور الحياة بمنطقية، اويحصل اننا نخطأ لعدم ادراكنا بعواقب القيام بهذه السلوكية او تلك، وعلى خلاف ذلك نخطأ احياناً بلمئ ارادتنا نتيجة لعصبيتنا او اصرارنا او تعنصرنا لقيمة او مبدأ نؤمن به له ليس صواباً فنجبر انفسنا على القيام ببعض الامور رغم اننا قد نعرف حقيقة انها خطأ لكنا نقوم بها عبثاً وخبثاً نابع من بعض خبث الانسان ابعدنا الله واياكم عن الخبث والخبائث.

الذين يفهمون خلطة الحياة يترجمون الاخطاء الى خطط اكثر نضجاً من شأنها ان ترفع من مستوياتهم ومستويات وظائفهم وهو مايعود بالمنفعة على مستوى الدخل بصورة عامة ومستوى الدخل بصورة اخص، اما الذين ينهارون عند ارتكابهم للاخطاء وتقف بهم الدنيا فأنهم سيبقون حذرين من القيام بأية خطوة جديدة خوفاً من الفشل فيبقعون في القاع، ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر.

لماذا نرتكب الأخطاء؟

تجيب على هذا السؤال اخصائية علم النفس الدكتورة (اميرة احمد) بقولها " ليس كل خطأ يمكن اعتباره سيئاً، فهناك أنواع من الأخطاء لا بد أن نرتكبها حتى نتعلم ونكتسب الخبرة، وهي الأخطاء التي نقع فيها حين نبدأ بتعلم سلوك نجهله، كما ان هناك الأخطاء غير المقصودة أو العفوية أما الخطأ بمعناه المفهوم فهو سلوك إنساني يرتكبه الشخص إما لتحقيق منفعة أو للحصول على لذة".

والمنفعة التي يسعى اليها الانسان في الغالب تتمثل في الرغبة العارمة للظفر بالسلطة والقوة او تحقيق مصالح مادية، بينما الحصول على اللذة يتمثل في استدعاء السعادة وتجنب الألم بكل اشكاله بعيداً عن الاضرار الجانبية التي قد تصيب من يسعى الى ذلك او قد يكون الاخر الذي هو الضحية لكونه يتضرر من هذا السلوك الخاطئ، ولعل ما يحمينا من سلوك الأشرار هو القوانين التي تفرضها الدولة أو المجتمع، هذه حالة.

وفي حالة ثانية يكون المخطئ هو ضحية خطئه لافراطه في الملذات التي تتسبب في هلاكه ومع ذلك يمكن للشخص أن يكون واعياً تماماً أن ما يرتكبه خطأ ويدرك كذلك أن العاقبة ستكون وخيمة غير أنه لا يتوقف عن تكرار الأخطاء لكون الخطأ تحول الى عادة سلوكية تتحول فيما بعد الى ادمان يصعب التخلص منه ككل انواع الادمان التي تتطلب برامج نفسية خاصة لتخطيها والخروج من تحت عبائتها المتعبة نفسياً للانسان.

هل يمكن ان نقلل من اخطائنا؟

هناك امرين فعالين انو توفرا فقد نتمكن من التخلص من الأخطاء او التقليل منها على اقل تقديروهي:

اول ما يجب توفره لتقليل الاخطاء الانسانية هو تحملنا لمسؤولية وعواقب افعالنا واعترافنا بأخطائنا، فحين نخطأ يجب ان لا نهرب منها ونحن بذلك على عكس اولئك الاشخاص عديمي المسؤولية والذي يتهربون عن نتائج سلوكياتهم ولا يتحلمون اخطائهم ففي ساعات الانجاز يعصف بهم الغرور وفي ساعات الفشل يهربون وراء جدار الاعذار الواهية.

وينبغي ان نتملك قدراً عالياً من الارادة يمكننا من التوقف عن ارتكاب الاخطاء خصوصاً إذا تحول هذا الخطأ إلى عادة، هنا لا بد من وجود إرادة تساند المسؤولية حتى نتمكن في النهاية من تقويم سلوكنا، فالإرادة هنا تحدد قدرتنا وقوتنا على مواجهة الخطأ والخلاص منه او تقليل نسبه تدريجياً وصولاً الى حالة الرضا عن النفس الذي يمنح الانسان راحة وامن نفسي.

اضف تعليق