q
يفضل حين يكون الانسان تحت تأثير الغضب في مكان العمل أو في مجلس معين ان يغادر الغاضب المكان، ولو مؤقتاً افضل من القيام بسلوكية يندم عليه بعد أن تذهب زوبعة الغضب غير المريحة والتي تجعل من الانسان كالثور الهائج الذي يصعب ايقافه...

الغضب من سمات الانسان الاصلية انه في مواقف معينة يتعرض للغضب الناتج من مواقف حياتية مختلفة تدفع بهذا الاتجاه، وحين يغضب الانسان يفقد بوصلته فتغيب السلوكيات المتزنة لتحل بدلاً عنها السلوكيات التي تفتقد الى التركيز تحت تأثير العاطفة التي تولد الارتجال والتسرع وغيرها من الامور التي يندم عليها الانسان فيما بعد، فما هو الغضب، وماهي عوائده السلبية على الانسان ان لم يستطع التعامل معه بحكمة، وكيف نقلل من حدته في المواقف المزعجة؟

يمكننا تعريف الغضب على أنه هو عدم توافر القدرة لدى الشخص على السيطرة على انفعالاته الزائدة وأعصابه وذلك نتيجة لتعرضه لموقف أو مشكلة ما والغضب هو إحدى تلك الصفات الشديدة السلبية والتي يصاب بها الكثيرون والتي ينتج عنها العديد من التصرفات والسلوكيات غير السوية وغير طبيعية وفي الغالب ما يندم الإنسان بعد زوال حالة الغضب عنه على ما فعله من أفعال أو سلوكيات غير لائقة في حق الآخرين من حوله .

وللتعامل السليم في مواقف الغضب لا نستثني منها انفسنا فنحن البشر جميعاً نركن في حالات كثيرة الى الغضب ونكتوي فيما بعد بناره التي تبقى اثارها قائمة لفترات طويلة، ومن هنا تأتي اهمية ان يمسك الانسان اعصابه لئلا يفعل مالايحمد عقباه ويحنها لات حين مناص، اذ ان المواقف التي نراها لاشخاص اخرين دورس مجانية تفيد في عدم الاستسلام له.

امثلة واقعية على التهام نار الغضب للانسان:

احد متزوج وحالته الزوجية مستقرة الى حد بعيد وفي يوم من الايام همست في اذنه زوجته تقصد المزاح انها ساعدته في توفير متلطلبات المنزل من اجهزة كهربائية وغيرها، لم تعرف هي ان الموقف يثير فيه الانزعاج الى الحد الذي يخيرهها بين اخراج هذه الاشياء (التي اشترتها) وبين حرق المنزل، وهكذا تصاعد الخلاف بينهما حتى وصل الى حد الانفصال بينهما للاسف.

كما ان احد المواقف الواقعية الناتجة من الغضب ذلك الذي حصل بين اخويين اثنين لنفس الام والاب في احد المدن العراقية على تقاسم مبلغ من المال مما ادى الى قتل احدهم للاخر بأطلاق النار من مسدسه الشخصي مما ادى الى وفاته، فخسر المال واخيه وخسر دنياه وآخرته وتلك هي الخسارة العظمى وذلك هو فعل الغضب الشيطاني.

من الموقفين السابقين الناتجين من الغضب نستطيع ان نقول انه الذي يسبب خسارة للانسان ينبع من الافكار الشيطانية التي تدفع الانسان الى ارتكاب الحماقات بعيداً عن مراعاة مبادئ احترام الانسان لنفسه ولمن معه في المحيط الاجتماعي للوصول الى مستوى مقبول من السلم الاجتماعي الذي ينشده الانسان والذي بدونه تعم الفوضى ويعج الكون بأنواع الرذائل والموبقات التي اقل ما يمكن ان يقال عنها انها تبعد الانسان عن انسانيته.

كيف نقوض مساحة الغضب؟

لكون الغضب في اغلب حالته يحدث بدوافع شياطنية فيجب ان نستعذ بالله من الشيطان الرجيم في لحضات الغضب وان نتذكر عذاب الله الذي سيحل على الشخص الذي يرتكب جريمة، أو يتخذ قراراً يؤذي الناس ويؤثر عليهم وعلى مصالحهم وبذا يمكن ان يرتدع عن ايذاء الاخرين ونفسه.

كما من الاهمية بمكان ان لايتحدث الانسان عندما يغضب لكون نسبة الخطأ في حديثه سترتفع ويرتفع معها شعور الانسان بالندم والذي يقود الاحباط الذي يقلل من ارصدة صحة الانسان النفسية التي حين تغيب سيغيب حتماً الراحة النفسية والسعادة.

ويفضل حين يكون الانسان تحت تأثير الغضب في مكان العمل أو في مجلس معين ان يغادر الغاضب المكان، ولو مؤقتاً افضل من القيام بسلوكية يندم عليه بعد أن تذهب زوبعة الغضب غير المريحة والتي تجعل من الانسان كالثور الهائج الذي يصعب ايقافه، هذه هي ابرز الامور التي يمكن ان تحد من خطر الغضب وتفادي اثاره المدمرة على الفرد الغاضب وعلى المحيطين به.

اضف تعليق