تقدم مجموعة فاغنر بطريقتين في الاعلام، مرة كمرتزقة روس هدفهم الربح، واخرى شركة خدمات عسكرية خاصة على طراز بلاك ووتر، ولع وسائل الإعلام الغربية في رسم صورة مستوحاة من أفلام الجاسوسية الهوليوديّة لروسيا، وتضخيم حجم قدراتها الفعليّة على الأرض، وحتى في المجالات السيبرانيّة...

تقدم مجموعة فاغنر بطريقتين في الاعلام، مرة كمرتزقة روس هدفهم الربح، واخرى شركة خدمات عسكرية خاصة على طراز "بلاك ووتر"، ولع وسائل الإعلام الغربية في رسم صورة مستوحاة من أفلام الجاسوسية الهوليوديّة لروسيا، وتضخيم حجم قدراتها الفعليّة على الأرض، وحتى في المجالات السيبرانيّة، لكنّ بوتين نفسه يعرف أنّ إمكانيات بلاده أقلّ من هذه الصورة بكثير، وإن كان ذلك لا يمنعه من تطويع هذه المبالغات لصالحه.

لا تتوفر الكثير من المعطيات حول ظروف نشأة مجموعة فاغنر، وذكرت وكالة رويترز نقلا عن صحيفة "فونتانكا رو" -التي أجرت عدة تحقيقات عن هذه المنظمة- أن تأسيسها يعود إلى خريف 2015، أي الفترة التي شنت فيها روسيا غارات دعما للسلطات السورية، بيد أن صحيفة لوس آنجلوس تايمز ذكرت أن تأسيس المجموعة كان عام 2014 على يد العميد السابق في الجيش الروسي ديمتري أوتكين الذي يخضع لعقوبات أميركية على خلفية دوره في الأزمة الأوكرانية؛ حيث قاتل في شرق أوكرانيا إلى جانب المتمردين الانفصاليين، ومثلما حارب "أوتكين" فإن العديد من مقاتلي فاغنر حاربوا أولا في شرق أوكرانيا، حيث تقود المليشيات المدعومة من روسيا حركة انفصالية ضد القوات الأوكرانية منذ عام 2014.

ونظرا لأن الشركات العسكرية الخاصة غير قانونية في روسيا، فإن الشركة مسجلة في الأرجنتين بحسب صحيفة لوس آنجلوس، ولكن أغلب نشاطها -الذي تكشف حتى الآن على الأقل- تركز في أوكرانيا وسوريا، ونقلت وكالة رويترز عن صحيفة "آر كي بي" الروسية تأكيدها أن عدد مقاتلي فاغنر تغير بحسب الظروف والفترات، هبوطا من 2500 في أوج المعارك إلى نحو ألف في المعدل، قبل تقليص أعدادهم صيف 2016 وقالت صحيفة لوس آنجلوس إن معظم المحللين العسكريين يقدرون أن هناك ألفي مرتزق في سوريا يعملون لصالح فاغنر.

تضمّ هذه الجماعة مجموعة من العسكريين الروس المتقاعدين، وتحصل على عقود روسية مربحة للوصول إلى الموارد الطبيعية في البلدان التي تعمل فيها، ومع هذا، يرأسها يفيغني بريغوجين ومعه ديميتري أوتكين، العميد السابق في الجيش الروسي الذي يخضع لعقوبات أمريكية بسبب دور "الفاغنر" في تجنيد الجنود الروس السابقين للقتال في شرق أوكرانيا، بالنسبة لبريغوجين، فإنّه زعيم "الفاغنر"، استغلّ بريغوجين وأوتين ثروات العديد من البلدان الضعيفة، كحقوق التعدين في آسيا وعمليات ابتزاز مقابل الحماية في دول مختلفة، إلى جانب ذلك، فقد شاركت "الفاغنر" من العام 2014 وحتى العام 2015، في الحرب في دونباس في أوكرانيا لمساعدة القوات الانفصالية في جمهوريات شعب دونيتسك ولوهانسك المعلنة ذاتياً.

تمويل فاغنر؟

يعتقد أن "فاغنر" تتلقى الدعم المادي من رجل أعمال غني مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين يدعى "يفغيني بريغوزين" وهو مدرج على لائحة العقوبات الأمريكية بسبب صلته بالانفصاليين في شرق أوكرانيا، وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في ديسمبر/ كانون الأول 2016، إن بريغوزين لديه "معاملات تجارية واسعة" مع وزارة الدفاع الروسية وكان مرتبطاً ببناء قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من أوكرانيا.

ترى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة أن مجموعة المرتزقة الروس التي تعرف باسم "فاغنر" تمارس انشطتها بتنسيق تمام مع الحكومة الروسية وتقوم بالعديد من الأنشطة والعمليات في الخارج نيابة عن القوات الحكومية الروسية الروسية للتهرب من المسؤولية القانونية المترتبة عن انشطة هذه المجموعة، وقد اتسع نشاط هذه المجموعة التي تستخدم على نطاق واسع الجنود الروس السابقين ليشمل الكثير من بقاع العالم فعملياتها تمتد من أوكرانيا إلى سوريا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى مما حدا بالولايات المتحدة إلى إدراجها في قائمة العقوبات على المؤسسات الروسية في يونيو/حزيران 2017 بسبب عملياتها في أوكرانيا.

علاقتها بالنظام الروسي

تنفي وزارة الدفاع الروسية دائمًا أي صلة تربطها بشركات الأمن الخاصة أو أي علاقة تربطها بأي رجال أعمال يملكون تلك الشركات، على سبيل المثال لا تعترف الحكومة الروسية في بياناتها بقتلاها في أي مكان صراع إلا عندما يكون القتلى من أفراد الجيش الرسميين وترفض الاعتراف بأي قتيل تابع لشركة أمن كفاغنر، فلا يسمح القانون الروسي بتجنيد المدنيين للقيام بأعمال عسكرية ورغمًا عن ذلك تستضيف وزارة الدفاع الروسية في الخفاء مقرات تلك الشركات كمُعسكرات للتدريب والتجنيد والتوجيه والإقامة للشباب المدني المقاتل الذي اتجه إلى القتال بحثًا عن المال لعدم وجود فرصة عمل مدنية تناسبه وارتفاع أجور القتال في مناطق الصراع، حيث يتقاضى الشاب 1200 دولار على الأقل شهريًا، ما يمثل دخلاً قيمًا مقارنة بمستوى دخل المواطن الروسي المدني.

فاغنر وتقديرات الصحف

وفقًا لمسح RosBiznesConsulting RBK ،الذي نُشر في 25 أغسطس 2016 ، عمل ما یقرب من 1600 تحت قیادة فاغنر منذ بدایة عام 2016 وفي عام 2018، یقدر RBK أن عدد مقاتلي فاغنر قد تباین في سوریا، ما بین 1000 إلى 2500 في ذروة القتال وفي الوقت نفسه، تقدر وكالة بلومبرج نیوزNews Bloomberg قوتھا بنحو 2000 رجل، بینما صحیفة لیبراسیون الفرنسیة تقدر عدد ما بین 2000 و 4000 مسلح.

في روسیا ، تتمركز ھذه القوات حتى صیف عام 2016 في مقر لواء المخابرات الخاص العاشر، في مولكینو Molkino، بالقرب من كراسنودار Krasnodar في غرب روسیا، حوالي ألف كیلومتر جنوب موسكو، في البدایة كان المقاتلين أغلبھم من المتقاعدین وقدامى المحاربین في أفغانستان والشیشان، ولكن بعد ذلك استأجرت المنظمة مجندین جدد مع خبرة عسكریة محدودة بشكل عام یتم إرسال المقاتلین إلى منطقة الحرب بعد تدریب عسكري لا یتجاوز عدة أسابیع، ویتلقون رواتب ضخمة بالنسبة للمواطن الروسي العادي، حسب Fontanka الجریدة المستقلة الصادرة من سانت بیتروسبورغ Petersburg Saint فإن المرتزق یتلقى حوالي ٢٤٠ ألف روبل أي ما یقابل US ٤ آلاف دولار شھریا..

بعد ما یصل مجندو فاغنر إلى المعسكر التدریبي، فإنھ لن یُسمح لھم باستخدام خدمات الشبكات الاجتماعیة وغیرھا من موارد الإنترنت لا یُسمح لموظفي الشركة بنشر الصور والنصوص وتسجیلات الصوت والفیدیو أو أي معلومات أخرى لا یُسمح لھم ً أیضا بإخبار أي شخص بموقعھ، سواء كانوا في روسیا أو في بلد آخر، یتم ترك الھواتف المحمولة والأجھزة اللوحیة وأجھزة الكمبیوتر وآلات التصویر أو التسجیل وغیرھا من وسائل الاتصال، ویتم سحبھا من المجندین ولا ترجع لھم إلا في وقت لاحق وبإذن من قائدھم، وكذلك یتم تسلیم جوازات السفر والمستندات الأخرى إلى الإدارة وفي المقابل یحصل موظفو الشركة على ما یسمى بـ علامة كلب Tag Dog ،وھي میدالیة معدنیة في سلسلة یلبسھا الجندي في رقبتھ لیمكن التعرف علیھ في حالة الموت، بدون اسم وتحمل ً رقما شخصیًا

لا تقبل الشركة المجندین الجدد إلا إذا تم إبرام اتفاقیة سریة مدتھا 10 سنوات وفي حالة حدوث انتھاك للسریة، تحتفظ الشركة بالحق في إنھاء عقد الموظف دون دفع رسوم أو غرامات وعادة ما یتم تكلیف الضباط العسكریین الروس بدور المدربین للمجندین instructors drill خلال فترة تدریبھم القصیرة، انخرط مرتزقة مجموعة فاغنر في أوكرانیا في أزمة القرم، وحرب دونباس وفي سوریا وكذلك في فنزویلا وفي إفریقیا، بما في ذلك السودان ووسط إفریقیا ولیبیا.

تدخلت مجموعة فاغنر في الحرب الأھلیة السوریة منذ نھایة عام 2015 تم تكلیفھا في البدایة بدعم الجیش السوري الضعیف في القتال، ثم تعیین مقاتلیھا لحراسة المنشآت النفطیة في شرق سوریا كما یشرفون على Hunters ISIS صیادوا داعش وھي وحدة من القوات الخاصة للجیش السوري لمكافحة مرتزقة الدولة الإسلامیة وقد اختار العدید من المقاتلین ترك أوكرانیا والذھاب إلى سوریا، لأن رواتب المقاتلین في سوریا كانت أكثر من رواتب الفاغنر في اوكرانیا.

وفي عامي 2016 و 2017 ، قاتلت مجموعة فاغنر داعش في تدمر، وفي نھایة سبتمبر 2017 ، تم القبض على مقاتلین روس من مجموعة فاجنر من قبل الدولة الإسلامیة بالقرب من دیر الزور وقد تم الإعلان عن وفاتھم في اللقصف الأمریكي وتكبدت خسائر كبیرة - عدة عشرات أو نھایة أكتوبر في فبرایر 2018 ، كانت مجموعة فاجنر ھدفً مئات من القتلى أو الجرحى - خلال معركة خوشام ووفقا لمراسل لیبیراسیون ھالة كودماني Kodmani Hala" : إن المناطق الرئیسیة التي یعمل فیھا المرتزقة الروس في سوریا في السنوات الأخیرة تقع في شرق البلاد حیث توجد حقول النفط والغاز وھي ً أیضا نفس المنطقة التي كانت خاضعة لسیطرة داعش منذ عام 2014 ، والتي تم طردھا عن طریق

ھجمات مكافحة الإرھاب، على الرغم من أن الموارد والاحتیاطیات الھیدروكربونیة السوریة لیست بنفس حجم موارد جیرانھا ، مثل العراق ، وبالرغم من انخفاض الإنتاج عملیاً إلى درجة التوقف بسبب الحرب، إلا أن القطاع لا یزال یمثل أھمیة استراتیجیة كبیرة بالنسبة لروسیا ظلت مشاركة فاغنر الروس في الحرب السوریة مسألة سریة للغایة لم یتم الإبلاغ عن مقتلھم ولم یحضوا بأي جنازات رسمیة كما ھي العادة كما تشیر شھادات المرتزقة الروس إلى خسائر فادحة لھم في سوریا: على الأقل عدة مئات من القتلى وقد تسببت ھذه الخسائر الكبیرة في الأرواح والالتزام بالسریة والبقاء في الظل، وتزاید عمر الأسلحة والمعدات في حدوث توترات مع الجیش الروسي ً اعتبارا من عام 2017.

بوتين "لا يمثلون الدولة الروسية ولا نمولهم"

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في موسكو إن الوقت قد حان لإجراء محادثات السلام الليبية في برلين وإن من المهم إنهاء الصراع، وفق تصريحات ميركل في المؤتمر الصحفي أن تنجح جهود روسيا في تأمين هدنة بليبيا من جانبه، رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما نشر الأيام الماضية من وجود مرتزقة روس في ليبيا يقاتلون بجوار قوات خليفة حفتر في شرق ليبيا، بقوله: لا يمثلون الدولة الروسية ولا نمولهم.

...............................................................................................................
المصادر
- نون بوست
- عربي بوست
- الحوار المتمدن
- الاخبار الان
- ميدان
- عدن تايمز

اضف تعليق