وعلى الرغم من مرور وقت طويل نسبيا على سقوط النظام السابق في العراق، لا زال مفهوم التعايش السلمي بين مكوناته الدينية بمفهومة العلمي شبه غائب إن لم يكن غائبا تماما، تركة الماضي تلقي بظلالها على حياة الشعب، ولم يجد هذا الشعب من يقوم بتشجيع التعايش...
أ.د. سامر مؤيد عبد اللطيف/مركز الدراسات القانونية والدستورية - جامعة كربلاء
م.م. حمد جاسم محمد/مركز الدراسات القانونية والدستورية - جامعة كربلاء

 

بحث مقدم الى (المؤتمر الوطني حول الاعتدال في الدين والسياسة) يومي 22 و23 اذار 2017، الذي عقد من قبل مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام ومركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء ومركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية

 

المقدمة

عاش شعب العراق بمختلف طوائفه جنبا إلى جنب عبر كل العصور، في تعايش تام بين مختلف اديانه وقومياته وطوائفه، ولم يكدر صفو هذه العلاقة الا ما واجهه هذا البلد منذ سقوط نظام البعث في العراق عام 2003 من ارهاب افرز توترا طائفيا بين المكونات بصورة هددت استقرار العراق وديمقراطيته الهَّشة وخرقت نسيج التلاحم الاجتماعي بين تلك المكونات، فقد فشلت النخبة السياسية العراقية في تطوير نظام للحكم شامل للجميع، وتعزّزت الانقسامات الداخلية بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وتداعيات الربيع العربي، وخاصة تأثيرات الثورة ضد النظام السوري وتعزيز الطائفية العابرة للحدود الوطنية.

لقد كان العراق ولا يزال مهد الحضارات والأديان، فقد نشأت فيه العديد من الحضارات اتبعت أديان مختلفة بعضها سماوي وبعضها غير سماوي، فقد شملت حرية العقيدة باقي الأديان لهذا رأينا مثلا إن الديانات الأخرى مثل الايزيدية والصابئة واليهودية والمسيحية، والمذاهب الإسلامية المختلفة بقيت تمارس طقوسها بكل حرية عبر الزمن، ولكن في العصر الحديث ومع تطور الأمم، ظهر لنا من يدعي انه يريد تطبيق الشريعة الإسلامية بطرق تنتهك التعايش الذي كان سائدا بين الأديان والمذاهب، فظهرت لنا تنظيمات إرهابية مسلحة مثل القاعدة وداعش والنصرة وغيرها والتي عاثت في ارض العراق فسادا وقتلت الآلاف وشردت الملايين، وأخذت بعضهم سبايا واستعبدتهم، على الرغم من إن الإسلام يحرم إجبار غير المسلم من دخول الإسلام بالقوة والتهديد، لهذا ومن اجل الحيلولة دون حدوث المزيد من القتل والتشرذم أو ظهور نظام استبدادي جديد، يحتاج العراق إلى تعايش بين الأديان والأفراد وعبور الهويات الطائفية (الدينية والقومية).

وعلى الرغم من مرور وقت طويل نسبيا على سقوط النظام السابق في العراق، لا زال مفهوم التعايش السلمي بين مكوناته الدينية بمفهومة العلمي شبه غائب إن لم يكن غائبا تماما، تركة الماضي تلقي بظلالها على حياة الشعب، ولم يجد هذا الشعب من يقوم بتشجيع التعايش السلمي وإعادة بناء المجتمع العراقي المدمر نفسيا وماديا جراء النزاعات العنيفة خصوصا، بعد عام 2006، وهو ما احدث تشظيا للهوية الاجتماعية الوطنية، كنتيجة لتراكم أحداث العنف في البلاد، كانت سبب في الاقتتال الطائفي، الذي لم يدم طويلا بسبب وعي المواطن، وإدراكه بان ما حصل في البلاد جاء من خلال استغلال النفوس الضعيفة الساعية إلى مكاسب شخصية على حساب الأبرياء.

ويحاول البحث المساهمة في علاج هذه المشكلة من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:

× ما هو مفهوم الإرهاب والتعايش السلمي؟

× ما هي الأسباب الداعمة للإرهاب وتأثيره على تعايش الأديان والمذاهب في العراق؟

المطلب الأول: التعريف بالمفاهيم
الفرع الاول: مفهوم الارهاب واسبابه

اولا: مفهوم الارهاب

لم تذكر المعاجم العربية القديمة كلمة إرهاب، ولكنها عرفت الفعل (رهب - يرهب، رهبة ورهبا، أي خاف، ورهبة ورهبا أي خافه) والرهبة هي الخوف والفزع (أرهب، ولم يظهر لفظ الإرهاب في المعاجم إلا حديثا(1). وهو مصدر من (أرهب) يعني الأخذ بالسيف والتهديد، والإرهابي هو من يلجأ إلى العنف لإقامة سلطته.

وفي المعاجم المترجمة إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية، ورد لفظ الإرهاب بما يفيد (terrorize – Terroriser) بكونه وسيلة لنشر الذعر والتخويف باستعمال وسائل عنيفة لتحقيق أهداف سياسية (2).

ويتضح لنا من المعاجم والقواميس العربية والمترجمة واللاتينية أن جوهر الإرهاب هو الرعب، فأصل كلمة إرهاب هو أرعب ولكن المعاجم أقرت كلمة إرهاب والتي تفيد الرهبة.

قد طُرح اليوم العديد من التعريفات للإرهاب، منها:

1- تعريف الموسوعة الحرة: الإرهاب هو أي عمل عدواني يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين، ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة. ويتخذ الإرهاب أماكن متعددة بين العدو إلا ساحة المعركة التي يشرع بها استخدام العنف. فنجد الإرهاب يستهدف الطائرات المدنية وما تتعرض له من اختطاف، والمدينة المكتظة بالسكان وما ينالها من تفجيرات واغتيالات. ويعرف كل من يضلع في بث الخوف والرهبة في قلوب الآمنين بالإرهابي أو الإرهابية. 2

2- تعريف موسوعة (Encarta) الالكترونية الأمريكية: الإرهاب هو استعمال العنف، أو التهديد • باستعمال العنف، من أجل إحداث جو من الذعر بين أناس معينين. يستهدف العنف الإرهابي مجموعات أثنية أو دينية، أو حكومات، أو أحزاباً سياسية، أو شركات، أو مؤسسات إعلامية.

3- تعريف قاموس الأكاديمية الفرنسية: الإرهاب هو "نظام الرعب"، وعرف الإرهابي: "بأنه الشخص الذي يحاول فرض وجهة نظره بطريقة قسرية تثير الخوف.

4- تعريف دائرة المعارف الروسية: الإرهاب هو سياسة التخويف المنهجي للخصوم بما في ذلك استئصالهم مادياً كما يعرف العنف عادة بأنه الاستعمال المنظم المشروع للقوة داخل المجتمع، وتذهب كثير من الأنظمة إلى تحديد المشروعية لممارسة القوة بتولي السلطة باسم المجتمع وحماية النظام العام داخل الشرعية الحكومية، وأي ممارسة للعنف خارج هذا النطاق تعد لدى الأنظمة التقليدية ممارسة للإرهاب.

5- تعريف الأمم المتحدة: الإرهاب هو تلك الأعمال التي تعرض للخطر أرواحاً بشرية بريئة أو تهدد الحريات الأساسية أو تنتهك كرامة الإنسان.

6- تعريف القانون الدولي: الإرهاب هو جملة من الأفعال التي حرمتها القوانين الوطنية لمعظم الدول. •

7- تعريف (CIA) وكالة الاستخبارات الأمريكية: الإرهاب هو التهديد الناشئ عن عنف من قبل أفراد أو جماعات.

8- تعريف وزارة الدفاع الأمريكية عام 1986 م: الإرهاب هو الاستعمال أو التهديد غير المشروع للقوة ضد الأشخاص أو الأموال، غالباً لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو عقائدية.

ونلاحظ هنا من كثرة التعريفات بان هناك إجماع في الفقه القانون الدولي العام والجنائي على صعوبة إيجاد تعريف موحد للإرهاب، أو على الأقل توحيد هذه التعريفات، ويرجع السبب في ذلك إلى المصالح المتباينة والمتقاطعة بين الدول.

ثانيا: أسباب الإرهاب:

لابد أن نركز على أهم الأوضاع التي يمر بها المجتمع الدولي، والتي تهيئ المناخ لارتكاب جرائم إرهابية على مستوى الدولة أو المستوى الدولي، وهذه الأوضاع تشمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهي على النحو التالي:

1- الدوافع السياسية للإرهاب: (3)

أ‌- الصراعات القومية والدينية في مختلف المناطق، والتي تأخذ الطابع المسلح، وتستخدم تكتيكات إرهابية على المستوى الدولي ضد مصالح بعض العرقيات.

ب‌- استخدام بعض الدول للإرهاب كبديل عن الحرب التقليدية، بوصفة أسرع تأثيرا، واقل تكلفة للحصول على مكاسب وامتيازات سياسية على المستوى الدولي، تجعل من المصلحة استمرار عدم الاستقرار والتوتر في بعض المناطق، كما تتخذه الجماعات للتأثير على مواقف بعض الدول سياسيا حتى تكون في صالحها.

ت‌- الرواسب الاستعمارية التي تركت العديد من بؤر للتوتر في معظم دول العالم سواء في الشرق الأوسط أو أمريكا اللاتينية أو أوروبا، الأمر الذي يساهم في القيام بالأنشطة الإرهابية.

ث‌- الأوضاع الدولية غير العادلة، واستمرار بعض السياسات العنصرية، في وقت يتشدق فيه المجتمع الدولي بالديمقراطية والحرية السياسية وحقوق الإنسان، قي حين يغض الطرف عما يحدث من ممارسات وحشية ضد بعض العناصر والأجناس بقصد الإبادة الجماعية لها.

2- الدوافع الاقتصادية للإرهاب:

أن الأوضاع الاقتصادية على المستوى الدولي لاشك تؤثر بشكل أو بآخر على اتجاه بعض الجماعات والدول على الإرهاب، اذ أن معظم الجماعات والدول المنخرطة في أعمال الإرهاب هي من الجماعات والدول الفقيرة نتيجة تدهور اقتصادها. بل إن هناك اقتصاديات بعض الدول تقوم على الأنشطة الإجرامية، ومن ثم فإن هذه الدول تكون بيئة صالحة للإرهاب، من أجل الحصول على الدور الذي تبتغيه على المستوى الدولي، بعد أن أيقنت بعدم قدرتها على التأثير لضعف مواردها الاقتصادية. ويمكن أن تتم ممارسة الإرهاب على مستوى الدولة بقصد التخلص من الاستغلال الأجنبي لمقدرات الشعوب ومواردها، أو للإضرار باقتصاديات دولة معينة، بتدمير منشأتها الصناعية والتجارية مما يشكل وسيلة ضغط عليها لتغيير مواقفها السياسية والاقتصادية(4).

3- الدوافع الاجتماعية والثقافية للإرهاب:

أن نموذج الثقافة الغربية مسئول عن معظم حركات الإرهاب التي تولدت في الدول النامية، لاتحد استحسانا من الغالبية، فظهرت جماعات اخذت على عاتقها محاربة هذه الثقافة في كافة صورها وبمختلف الأساليب والوسائل.

ويظهر دور الثقافة أيضا في الجانب الديني، وما يظهر من حركات تعصب ديني في بعض المناطق نتيجة إذكاء روح التطرف والغلو في الدين(5).ونشأت على أثر ذلك العديد من جماعات العنف والتطرف في مختلف دول العالم،

الفرع الثاني: مفهوم التعايش السلمي

أولا: التعايش السلمي لغة:

(عيش) العين والياء والشين أصل صحيح يدل على الحياة والبقاء (6). وجاء في المعجم الوسيط: (عاش: عيشا وعيشة ومعاشا صار ذا حياة فهو عائش، أعاشه: جعله يعيش يقال أعاشه الله عيشة راضية، عايشه: عاش معه، عيشه: أعاشه، تعايشوا: عاشوا على الألفة والمودة ومنه التعايش السلمي) (7).

وقد ذكر العلماء المعاصرون مجموعة من التعريفات للتعايش منها: (اجتماع مجموعة من الناس في مكان معين تربطهم وسائل العيش من المطعم والمشرب وأساسيات الحياة بغض النظر عن الدين والانتماءات الأخرى يعرف كل منهما بحق الآخر دون اندماج او انصهار((8).

إن السياسة الدولية عرَّفت مصطلح التعايش السلمي، على أنه قيام تعاون بين دول العالم، على أساس من التفاهم وتبادل المصالح الاقتصادية والتجارية، حيث ظهر هذا المصطلح بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم إلى معسكرين متقاتلين(9).

المطلب الثاني:
العلاقة بين الارهاب وانتهاك التعايش السلمي للأديان في العراق

إن من أشد ما ابتلي به العراق اليوم هو قضية العنف والارهاب والتطرف التي عصفت بالبلاد وتم تسويقها بأذهان البسطاء والجهال، وافتتن بها أهل الأهواء الذين زاغت قلوبهم عن اتباع الحق، فكانت النتيجة الحتمية أن وقع الاقتتال والتناحر بين الاديان والمذاهب، فراح التكفيريون يصدرون أحكاما ويفعلون إجراما يفجرون ويكفِّرون ويعيثون في الأرض فسادا ويظهر فيهم العنف والتطرف إفراطا وتفريطا، إنها فتنة عمياء تستوجب التأمل وتستدعي التفكير في الكشف عن جذورها في حياة العراقيين، وهذا يعد من أهم عوامل التخلص من الخلل الذي أثقل كاهل الدولة وأضعف قوتها وفرق كلمة الناس فيها، وهناك عدة طرق للإرهاب جعلت من دوره عامل اساس لتمزيق التعايش السلمي بين العراقيين، ومن هذه الادوار هي:

أولا: تشتت مراكز القرار في الدولة،

اذ ان أي قرار في العراق لا يمكن أن يتخذ بدون توافق كل القوى السياسية الممثلة لطوائفها عليه، وبهذا فقد لجأت العديد من الأحزاب السياسية، والكتل وبعض الطوائف في العراق إلى الإرهاب كأداة من اجل تحقيق ما تصبوا أليه من أهداف أن هي فشلت من تحقيقه بالوسائل العادية، وبهذا فقد ساهم الإرهاب في إعاقة بناء الدولة، إذ أصبح المعيار الطائفي الأكثر حضورا في عميلة البناء، فعلى الرغم من أن الدولة الحديثة تقوم على أساس المواطنة والتكافؤ في الفرص، في حين؛ وبإيحاء من المحتل، أصبحت دوائر الدولة دوائر موزعة بين الطائفة الشيعية والسنية والكردية وباقي الاديان الاخرى، وأصبحت أيضاً مجالا لاستقطاب الخاملين والمفسدين، واستشرت عمليات النهب والسلب، طالما أن الحماية الطائفية تضمن له الأمان عند المواجهة. وغابت معايير الوطنية في المراقبة والمحاسبة خوفا من الاتهام بالطائفية وأصبحنا نعتمد التوازن السياسي، بدلا من المعايير السياسية الحديثة، وباسم الطائفة، القينا وراء ظهرنا استحقاقات الانتخابات لنتحول إلى الاستحقاق الطائفي الذي أطلق عليه "الاستحقاق الوطني"، وباسم الطائفة جرى تقنين الدفاع عن المجرمين والقتلة، إذ إن إلقاء القبض على أي إرهابي أو مجرم لا بد أن يثير الطائفة التي ينتمي إليها وعادت العصبية العشائرية لتفعل فعلها ولكن في مجال التعصب الطائفي (10)، فغاب النفس الوطني، وعادت لغة التبرير للأخطاء، وبرزت نظرية المؤامرة الطائفية، بدلا من المؤامرة الأجنبية، وأصبح العدو داخليا وليس خارجيا وأصبحت سيادة البلد مزدوجة الاختراق، فمن ناحية المحتل الذي يعرقل بناء المشروع الوطني العراقي، ومن ناحية أخرى فتح العراق بصورة علنية وطوعية أمام الإرهابيين من الدول العربية والإسلامية بدعوى نصرة هذه الطائفة أو تلك.

ثانيا: رفض قبول الآخر:

خارج إطار العملية السياسية، كان هناك تمرد سنّي أكثر تطرّفاً يتشكّل في العراق، فالاحتلال الأميركي، وتصاعد الدور السياسي للشيعة، والتدابير التي تم اتّخاذها من قبل الاحتلال لتطهير جهاز الدولة من أعضاء البعث السابقين، وحلّ الأجهزة الأمنية والعسكرية التي يهيمن عليها الُسنَّة، كلها عوامل شجّعت موقفاً متشددا، وأسهمت في زيادة التمرّد السنّي وتغذيته، كان التمرّد طائفياً وإيديولوجياً، حيث وجد الإسلاميون السلفيون في محاربة الاحتلال الأجنبي الحكومة الجديدة قضية مشتركة مع البعثيين السابقين والجماعات الإسلامية والقومية الأخرى، وتشكّل فصيل منشقّ عن تنظيم القاعدة، هو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش-، في نيسان 2013، حاولت هذه الجماعة الاستفادة من مشاعر السخط بين العرب الُسنَّة وإضفاء الطابع السلفي على الهوية الُسنّية بصورة متزايدة، وقد قدمت الجماعة نفسها كحركة عابرة للحدود الوطنية، وتسعى إلى إقامة دولة إسلامية سنّية، ثم كانت الأحداث السورية ضد الرئيس السوري "بشار الأسد"، قد تمدد الإرهاب من سوريا واستيلاءه على أجزاء من أراضي العراق الغربية عام 2014، وقد تحولت الأحداث في السورية والاحتجاجات الُسنّية العراقية إلى صراع أوسع نطاقاً، ومدعوما من دول إقليمية بحجة محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة (11)

ونشط تنظيم داعش الارهابي كثيراً في البداية في الموصل وغرب العراق، حيث ساعدته في ذلك حالة عدم الاستقرار وانعدام الثقة المشتركة بين السكان الُسنَّة وقوات ألأمن العراقية، ومن هناك انتقل إلى احتلال مناطق في شرق سورية، ومع تزايد نفوذه في سورية، ازدادت عملياته في العراق من حيث الكمّ والنوع، فقد بلغ عدد السيارات المفخّخة والعبوات الناسفة التي انفجرت في بغداد وغيرها من المدن معدّلات غير مسبوقة منذ العام 2008، ونتيجة لكل ذلك، تصاعدت أنشطة التنظيم والجماعات الأخرى مثل جيش رجال الطريقة النقشبندية، الذي يتألف من بعثيين سابقين، اذ كانت هذه العمليات الإرهابية يتم إلباسها ثوب طائفي في أكثر الأحيان، فقد تصاعدت حدّة التوتر بين الدولة وبين هذه الفصائل المسلحة في نيسان/أبريل 2013، عندما داهمت قوات الأمن العراقية مخيم احتجاج في مدينة الحويجة، ما أدّى إلى حدوث اشتباكات قتل وجرح فيها عدد من الأفراد من الطرفين، وفاقمت أشرطة الفيديو المسرّبة لجثث القتلى من المحتجين والجنود العراقيين غضب الشارع العراقي، ردّ بعض المتمرّدين الُسنَّة بمهاجمة مؤّسسات الجيش والحكومة العراقية والدعوة إلى القيام بتمرّد مسلّح ضد الحكومة العراقية، وتم تغليف الحادث بإطار طائفي، إذ اتهم السنة الحكومة العراقية بأنها حكومة طائفية تمثل الشيعة، وان الهجوم يمثل اعتداء على السنة، بينما أعلنت الجيش بأنه تم العثور على أسلحة وسيارات مفخخة داخل مخيمات الاعتصام، واتهام المحتجين بأنهم يدعمون الإرهاب من خلال ساحات الاعتصام، مما جعل اغلب العمليات الإرهابية تغلف بأطر طائفية وتستهدف مكون واحد من مكونات العراق(12).

ثالثا: الاستعانة بالخارج على الداخل:

لقد تدهور الوضع الأمني في العراق بصورة كبيرة بفعل السلوك الطائفي، إذ انتقل العنف وتغيرت أولوياته من عنف موجه ضد المحتل إلى عنف موجه ضد الشعب العراقي من خلال تدمير البنى التحتية، ومحاربة الجيش والشرطة، لمحاربة ما يطلق عليه الحكومة الطائفية، كما أن العنف الذي كان يمارس من قبل جهات محسوبة على النظام السابق، أصبح يمارس من جهات شعبية، وظهرت تسميات طائفية لميليشيات تعيث في الأرض فسادا، ومن الطائفتين معا، لقد أصبحت أخبار الجثث المجهولة والتهجير القسري للأقليات تحتل المرتبة الأولى، وهي من إفرازات الارهاب، ولقد حظيت هذه الظاهرة باهتمام الباحثين، إلى الحدّ الذي دفع المنصفين إلى إنكار ما يسمى بـ "المقاومة" في العراق نتيجة الخلط الواضح بين مقاومة المحتل ومقاومة العراقي لهويته الطائفية، بل إن عمليات الثأر الطائفي بلغت من القسوة التي تجاوزت كل القيم عن طريق قتل الأطفال الرضع والاعتداء على النساء وحرق البيوت، حتى أصبح مفهوم الثأر القبلي هو السائد في السلوك الطائفي، إذ عادة ما يكون الضحية بريئا، ولا ذنب له إلا كونه من طائفة معينة، وأصبح استهداف المناطق على أساس هوية الأكثر فيها، كما أن الغزو المتبادل هو السمة العامة في العنف الطائفي في العراق (13).

رابعا: تدهور الحالة الاقتصادية:

يمثل الفقر والحرمان الاجتماعي في المجتمع، أحد العوامل المهمة في إضعاف الروح الوطنية لدى الأفراد، خاصة إذا كان البلد يتملك ثروات هائلة لا توزع بشكل عادل بين المواطنين، وبسبب خيبة المواطن من الدولة نتيجة عدم توفيرها حد معقول للعيش بكرامة، فانه يلجا لًلبحث عن هويات أو مؤسسات فرعية توفر له الحماية، لذلك يخضع للابتزاز الطائفي من قبل النخب الطائفية المتنفذة، التي تربط تلبية حاجات المواطنين بانخراطهم في مشروعها الطائفي، إذ يتشكّل الصراع السياسي في العراق على نحو متزايد على ايقاع المنافسة بين القوى الجاذبة نحو المركز والقوى الطاردة، اذ يرتبط التنافس إلى حدّ كبير بإدارة عائدات النفط، التي تمثّل 93% من الموازنة العامة وحوالي 65% من الناتج المحلي الإجمالي، فهناك قوى جاذبة، تسعى الى تركيز إدارة الموارد في أيدي الحكومة وتعارض منح الأقاليم والمحافظات دوراً أكبر في هذا الإدارة، وينطوي هذا الموقف على بعد أمني أيضاً، اذ برّر رئيس الوزراء السابق (نوري المالكي) مثلا قيامه بتوطيد ومركزة السلطة باعتباره إجراءً ضرورياً لإعادة بناء الدولة وجعل الحكومة أكثر فعّالية، غير أن الصراع السياسي أثّر على التصوّرات وأعاد إنتاج الاستقطاب الطائفي عبر عملية سياسية تعتمد على التعبئة الطائفية إلى حدّ كبير، اذ ان مسألة عائدات النفط والسياسات المتّصلة بها إحدى نقاط الخلاف الرئيسية، فتركيز هذه الثروة في أيدي القلّة يمكن أن يقيم دولة أكثر مركزية وقوة قادرة على السيطرة على الأراضي وتخلق هيمنة ثقافية، ربما يفضل هذا الاتجاه كثيرون ممن يعتقدون أن الجماعة الوطنية في العراق لايمكن أن توجد من دون وجود دولة قوية ذات مركز يتمتّع بالكفاءة، ومع ذلك، إلا إن هذا الاتجاه يثير مخاوف بعض الأطراف الاخرى (دينية وقومية) باعتباره خطراً قد يقود إلى الدولة الاستبدادية، ومن المحتمل أن تنتج الدولة التي تحكُم من خلال الاعتماد الكبير على الوسائل القسرية وبدرجة أقلّ على السياسات التوافقية المزيد من التمييز والإقصاء، لذلك إن توزيع عائدات النفط بين النخب السياسية التي يدّعي أفرادها أنهم ممثلون "طائفيون " سيُديمُ النظام التوافقي القائم على التقاسم الإثني-الديني، وحتى لو اعتبرنا هذا النظام مفيداً لتهدئة المخاوف الطائفية، فإنه اختزالي، بمعنى أنه يعتبر المخاوف بوصفها طائفية فقط ويتجاهل عدم التجانس داخل هذه "المجتمعات"، كما يمكن أن يديم المخاوف الطائفية من خلال الصراع المستمرّ على الحصص والموارد بين افراد المجتمع(14).

لقد انعكست آثار السلوك الطائفي والإرهاب على الواقع الاقتصادي للمواطنين، إذ لم يعد بالإمكان التحرك بحرية على وفق حاجات الإنسان الأساسية، إذ بفعل السلوك الطائفي تم تهميش مناطق معينة من الحركة التجارية، فضلا عن الخشية من الانتقام الطائفي الذي دفع الكثيرين إلى ترك أعمالهم ووظائفهم، مما انعكس سلبا على حياة المواطنين، كما أن ملاحقة بعض أصحاب المحال التجارية نتيجة -الفتاوى الطائفية - كالحلاقين والخبازين وصالونات الحلاقة للنساء، وبيع بعض المواد الأساسية- هي الأخرى كان لها آثارا سلبية على الواقع الاقتصادي، وأصبح الضغط الاقتصادي عاملا ترغيبيا للتوجه إلى العصابات وجماعات القتل على الهوية الطائفية (الإرهاب)، و بالمقابل استغلت تلك العصابات حاجة الفرد لكي تجعله ينخرط في مسار الجريمة من سلب وقتل وإرهاب، و لعل اعترافات المجرمين المتكررة حول الحاجة المادية تكفي دليلا للتأثير المتبادل بين الارهاب والحاجة المادية، ويبدو أن جزءاً من خطة الارهابيين التعويل على الجانب الاقتصادي لتوسيع مساحة المنتمين إلى السلوك الطائفي في هذا البلد (15).

خامسا: ضعف البنية السياسية والاجتماعية:

يعتبر العراق من الدول التي تتميز بتنوع الجماعات فيها، وقيامها على الأسس الطائفية والقومية والدينية، فهذا التنوع بدلاً من أن يكون دافعاً قوياً باتجاه تحقيق التقدم والتطور في العراق أصبح يشكل تهديداً صارخاً للوحدة الوطنية العراقية، حيث ترك التنوع أثر بشكل بالغ على مسار العملية السياسية في البلاد، وعلى نشوب نزاعات عنيفة، وبشكل خاص النزاعات القومية والطائفية، منذ تشكيل الدولة العراقية عام 1921، ففي كثير من الدول كالولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وجنوب افريقيا وغيرها من الدول ذات الطابع التعددي، أصبحت قوتها في تعدد الجماعات فيها، فكل جماعة تسعى من أجل تقديم الأفضل، سواء بشكل منفصل أو عن طريق التكاتف والتعاضد، حيث استطاعت أن تخلق أجواء من الحرية والديمقراطية والتعايش السلمي على الاسس الوطنية بعيدا عن الانتماءات الاثنية الضيقة، من خلال النظر إلى واقع العراق وما يحتويه من اختلافات دينية وقومية وطائفية ومذهبية، أصبح واضحاً للعيان غياب المشاركة والتعاون ضمن مشروع التعايش الحقيقي، وبقيت العلاقات هشة تستند بشكل واسع إلى التجارب الشخصية غير السليمة، مع وجود عدد قليل من التعميمات، كذلك بقيت المواقف والمشاعر الوطنية البعيدة عن الولاء الوطني بدلاً من الولاء الاثني نفسها دون أن تشهد اي تغير ملموس ومؤثر على عملية تحقيق التعايش السلمي بين طوائفه (16).

سادسا: الدعاية والشحن الطائفي والديني:

أصبحت الخلاف الديني والمذهبي اكبر داعم للإرهاب من خلال تصريحات بعض المسؤولين العراقيين والتي تثير الغضب العام للطوائف بعضها ضد البعض الأخر، فقد انتقد العديد من المسؤولين العراقيين تصريحات (اسامة النجيفي) في زيارته لدولة قطر عام 2014، إذ رأوا في خطاب النجيفي انه لم يكن يستهدف الحكومة ورئيس الوزراء، بل كان يستهدف المكون الشيعي في العراق، إذ إن زيارة أي مسؤول عراقي لدولة أجنبية تكون زيارة رسمية وتمثل الدولة العراقية بكافة مكوناتها، ويجب إعطاء صورة طيبة عن العراق، ويجب الابتعاد عن كل ما من شانه إن يصعد المواقف والذي يحفز على الحقد والكراهية بين أبناء الشعب العراقي، كذلك بالرغم ما قدمه الحشد الشعبي من تضحيات، ووقوفه بوجه عصابات داعش الإرهابية، إلا إن بعض السياسيين العراقيين لا زالوا يعتبرونها مليشيات - حسب قولهم - ويثيرون الشارع المقابل ضدها، واتهامها بارتكاب جرائم ضد المدنيين، مما ولد نوع من القطيعة بين هذه القوات وانجازاتها وبين أبناء المناطق التي يقاتلون فيها، حتى إن محافظ الموصل اثيل النجيفي، قال "إن الميليشيات لا تقل خطرا عن داعش"، وبهذه التصريحات يتضح الخطر الأكبر الذي يواجه النسيج المجتمعي العراقي مستقبلا، إضافة إلى انه يعتبر مسوغ للعمليات الإرهابية ضد الجيش العراقي والحشد الشعبي(17).

كما انضم بعض من العشائر من المنطقة الغربية والشمالية إلى عصابات داعش الإرهابية، إذ قال زهير الجلبي (رئيس إسناد أم الربيعيين) "على الجميع إن يعي انه لا توجد عشيرة منتفضة في الموصل لان اغلب العشائر الموجودة بايعت داعش، والذين انتفضوا ضد داعش هم مجموعة من الشباب الذي لديهم حس وغيرة على وطنهم بعد إن رأوا أفعال داعش الشنيعة ضد أبناء محافظتهم وكذلك تفجير مراقد الأنبياء من كل الطوائف والكنائس واستيلائهم عليها كغنائم فهؤلاء الشباب الان يقومون بعمليات ضد داعش والثوار الذين تحدث عنهم أسامة النجيفي ما هم بثوار وإنما هم من أزلام وضباط النظام السابق وجيش النقشبندية وقد تعاونوا مع داعش ولكن الأخيرة لا تريد احد معها يشاركها في السيطرة والحكم فحدثت خلافات وإشكالات بينهم وداعش الان تخطف وتقتل هؤلاء الضباط لان لديها معلومات كاملة عنهم فظهر النجيفي ليقول يوجد ثوار أحرار الموصل وهم في الحقيقة مجرد دعاية إعلامية" (18).

سابعا ً: الفهم الخاطئ للدين:

إذ يعد الفهم الخاطئ بأصول العقيدة وقواعدها والجهل بمقاصد الشريعة عاملا مساعدا على تطرف الشباب، إذ أن حفظ النصوص دون فقه وفهم والابتعاد عن العلماء الثقاة سبب مباشر لبروز ظاهرة الغلو وانتشاره، أن الجهل بأصول الدين الصحيحة من أهم أسباب الإرهاب، وأن الغلو في الدين وتفسير النصوص الشرعية على غير حقيقتها أدى إلى ظهور الفكر المنحرف الذي يخلط بين الإرهاب والجهاد (19).

الخاتمة

على الرغم من الاحداث التي مر بها العراق بعد 2003، وبعض الدمار الذي لحق ببنيته الاجتماعية، الا انه لم يشهد احتقانا طائفيا حقيقيا ادى (او سيؤدي) الى اندلاع حرب اهلية مدمرة كما يحدث الان على الساحة السورية من كوارث باسم الدين والمذهب، كما لم يشهد صراعا او اصطفاف قوميا او تخندقا عرقيا او احترابا مناطقيا او شذوذا شوفينيا كما حدث في اماكن كثيرة من العالم خاصة العالم الثالث المليء بالكثير من الالغام الديموغرافية والقنابل العرقية والدينية والمذهبية الموقوتة التي من الممكن ان تنفجر في اية لحظة اذا ماتوفرت العوامل التي تساعد على اشعال فتيل الازمات لاسيما مع وجود الفواعل الخارجية والمفاعيل الداخلية الحاضنة والمؤججة لها، كما في يوغسلافيا السابقة وبروندي وراوندا الا امثلة يسيرة على عدم الانسجام الاهلي وعدم انجاز التعايش السلمي فيها، ان ما حدث في العراق هو اضطراب داخلي بسبب عوامل اغلبها خارجية، اذ ان داعش هم مجموعات جاءت من كل اصقاع العالم الى المنطقة، من اجل دمار المنطقة وتشرذمها، وما رايناه من استقبال للقوات العراقية بكل صنوفها من قبل اهالي المناطق المحررة اثبت خطا وفشل نظرية الحرب الطائفية والقومية في العراق.

لا يمكن للإنسان ان يعيش منفردا بمعزل عن الاخرين، اذ يجب أن يختلط مع بقية المجتمعات الأخرى، التي تؤمن بغير دينه، وأن يدخل في عملية تَبادلِية مع طرف ثانٍ، أو مع أطراف أخرى، تقوم على التوافق حول مصالح، أو أهداف، أو ضرورات مشتركة، إن الأمل مازال معقودا في أن يتعايش أبناء ومعتنقو الأديان المختلفة بين بعضهم البعض، دون التأثر بالأبواق التي لا تريد الخير للبشرية، وينبغي أن ينطلق هذا التعايش ابتداء من الثقة والاحترام المتبادلين، ومن الرغبة في التعاون لخير الإنسانية، في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفيما يمس حياة الإنسان من قريب، وليس فيما لا نفع فيه، ولا طائل تحته.

ان تلك العمليات الجبانة والخسيسة والمتمثلة بالقتل العمد والتدمير بالممتلكات والجثث المجهولة الهوية لم تستثنني أحد، بل كانت قد أطالت جميع الإسلام والمسلمين وأطياف المجتمع الأخرى، ان هذه العمليات كانت قد اتخذت نمطا إستراتيجيا جديدا في منهجية التخطيط لها، فهي لم تكتفي باستهداف طائفة معينة أو منطقة من المجتمع بل راحت تؤجج وتحرض أيضا على استخدام أعمال العنف في كل مكان تصل اليه.

....................................
(1) يوسف الخياط، لسان العرب المحيط، المجلد الثاني، دار الجيل، بيروت، 1998، ص.12377 – محمد الباشاء، المعجم الكافي: عربي حديث، الطبعة الثانية، شرآة المطبوعات. للتوزيع والنشر، بيروت، لبنان، 1992 م، ص 67
(2) حسن سعيد الكرمي، المغني الأآبر (إنجليزي - عربي)، مكتبة لبنان، 1987 م، ص1448، سهيل إدريس، قاموس المنهل (فرنسي – عربي)، الطبعة الثالثة عشرة دار. الآداب، بيروت، 1994 م، ص 1015
(3) خضر الهواري، إنتشار الإرهاب الدولي، السياسة الدولية، عدد 77، يوليو1984 م، ص 145، كذلك ينظر، محمد عزيز شكري، الإرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن، دمشق، عام،2002، ص 126
(4) هبة الله احمد خميس، الإرهاب الدولي، منشورات جامعة الاسكندرية، ط ١، ص ٦٤
(5) خضر الهواري، إنتشار الإرهاب الدولي، السياسة الدولية، عدد 77، يوليو1984 م، ص. 145
(6) ابن منظور، لسان العرب، (بيروت، دار الفكر)، 1956، ص6.
(7) المعجم الوسيط ج 2 ص 639، مجموعة من العلماء، دار النشر: دار الدعوة، تحقيق: مجمع اللغة العربية.
(8) هاني المبارك: شوقي ابو خليل، الإسلام والتفاهم والتعايش بين الشعوب، ط ١، (دمشق، دار الفكر)، 2004، ص12.
(9) حنا عيسى، التعايش السلمي والتعايش الديني، مقال على الانترنيت،2012.
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/02/01/187900.html
(10) حارث حسن، الأزمة الطائفية في العراق: إرث من الإقصاء، مصدر سبق ذكره، ص17.
(11) المصدر السابق نفسه، ص19.
(12) مشرق عباس، هيومن رايتس ووتش تنتقد الحكومة العراقية بسبب أحداث الحويجة (المونيتور، 15 أيار/مايو 2013
www.carnegieendowment.org/sada/?fa=55405&lang=ar
(13) حارث حسن، المقاتلون الأجانب في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يثيرون ردّ فعل عنيفاً في العراق وسورية، المونيتور، 9 كانون الثاني/يناير 2014.www.carnegieendowment.org/sada/?lang=ar
(14) حارث حسن، الأزمة الطائفية في العراق: إرث من الإقصاء، مصدر سبق ذكره، ص22.
(15) خليل مخيف الربيعي، الطائفية في العراق، مصدر سبق ذكره.
(16) المالكي يحذّر من تقسيم العراق وتحويله إلى أشلاء متناثرة، على موقع الانترنيت
www.yemennews.info/news.php?id=2397.
(17) النجيفي يتزعّم "مليشيا" طائفية ويتّهم الجيش العراقي بـ"سقوط" الموصل 10/8/2014، تقرير على موقع
www. Almasalah.com.ar/archive/6/1
(18) زهير الجـلبي لـــ(الـرأي العـام): لا يمكن الاعتماد على العشائر لتحرير الموصل لان جميعها بايعت "داعش. على موقِع
www.alrayy.com
(19) محمد حميد الثقفي، الدور الأمني للمسجد، مصدر سبق ذكره.

اضف تعليق