q
هل حان وقت الخوف من الذكاء الاصطناعي والاستعداد لنهاية العالم على يد الآلات؟ ربما لا، فقد ينتهي الأمر بعلاقة متينة تصل حدود التكامل بين البشر والروبوتات. وقد تكون النتيجة نعم فقد يعبد البشر الآلات في المستقبل بعد أن تكون لها الكلمة الفصل في إنهاء الجنس البشري...

لعل من ميزات الذكاء الاصطناعي الذي دخل اليوم مختلف المجالات أنه يحقق قفزات سريعة من التطور على صعيد محاكاة سلوك الإنسان عبر كيانات اصطناعية ذكية، اذ بات الذكاء الصناعي من القضايا التي تشغل الباحثين في التكنولوجيا العالية، لاسيما وأن هناك محاولات لصناعة أجهزة ببرامج تمتلك ذكاء خارقا ويمكن بالاعتماد عليها في تزييف الكثير من الوقائع. غير أن بعض العلماء ينظر إلى ذلك بعين الريبة بسبب المخاطر المحتملة لهذه الأجهزة في حال تصرفت بمفردها على سبيل المثال.

فهل حان وقت الخوف من الذكاء الاصطناعي والاستعداد لنهاية العالم على يد الآلات؟ ربما لا، فقد ينتهي الأمر بعلاقة متينة تصل حدود التكامل بين البشر والروبوتات. وقد تكون النتيجة نعم فقد يعبد البشر الآلات في المستقبل بعد أن تكون لها الكلمة الفصل في إنهاء الجنس البشري.

يرى المهتمون بهذا الشأن ان مستقبل الإنسان مُرعب حقا وسط هذه الطفرة المذهلة للذكاء الاصطناعي، فالاستغناء عن القوة البشرية مقابل استيعاب الآلة والحواسيب قد بدا جليا، وأصبح التفكير صعبا جدا في نوع الأعمال التي قد يعمل بها البشر، خاصة مع ما يشهده العالم من ظهورٍ حقيقي لأنماط وظيفية غير اعتيادية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ستجعل مستقبل البشر غامضا وتجعل التنبؤ به صعبا للغاية، خاصة وقد أُعلن منذ فترة عن روبوتات تؤدي وظائف عديدة.

وقد تبدو هذه التطورات المحتملة للذكاء الصناعي، التي لا تكُف السينما ووسائل الإعلام عن الحديث عنها، منطقية وشرعية، خصوصًا إذا علمنا أن شخصيات مؤثرة مثل «ستيفن هوكينغ» و«إلون ماسك» و«بيل غيتس» أعلنوا بدورهم أن التطور المهول لهذه التقنيات ربما يمهد لفناء الجنس البشري.

بدأت تقنيات الذكاء الصناعي فعلًا تطرق مجالات كانت تُعتَبر في وقت مضى حكرًا على الإنسان، بدءًا بالقيادة الآلية الآمنة، والتفوق على أبطال العالم في لعبتي الشطرنج و«غو» والكشف المبكر عن السرطان، وانتهاءً بأشياء مثل الكتابة وتأليف الموسيقى والرسم.

لكن، وفي ظل كل التقدم الحاصل في هذا المجال، هل يعني هذا أن المستقبل سيكون تحت سيطرة الآلات الذكية؟ هل ستتمكن البيانات الضخمة والتعلم العميق وتعلم الآلة من التوصل إلى تقنيات ذكاء صناعي توازي في عملها ذكاء الإنسان وتتفوق عليه؟

ما حقيقة تأثير الذكاء الاصطناعي على سلامة العالم؟

أكد خبير تقنية لموقع "سكاي نيوز عربية" أن هناك بالفعل مخاوف حقيقية من توغل التطور السريع للذكاء الاصطناعي وتأثيره السلبي على البشر، لكنه طالب بمواكبة هذا التطور لا عرقلته.

وكان مجموعة من الخبراء والمختصون مثل إيلون ماسك، وخبراء شركة غوغل، وغيرهم من العلماء، وقعوا رسالة يطالبون فيها بتوقف تطوير الذكاء الاصطناعي لمدة 6 أشهر، حتى تعطى الفرصة للحاق بقدرات الذكاء الاصطناعي ووضع بعض القواعد التي تضمن سلامة العالم منه.

وقالوا في الرسالة تحديدا: "ندعو جميع مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى التوقف فورا لمدة 6 أشهر على الأقل عن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر قوة من GPT-4".

خبير نمو شركات التقنية المقيم في واشنطن، مصطفى البرماوي، قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الطفرة الأخيرة التي حدثت في مجال الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ أواخر العام الماضي، دفعت الكثير من الأصوات ومنها حتى المستثمرين في هذا المجال للتحذير من تبعات تلك الطفرة وتأثيراتها السلبية على المجتمع.

وتابع البرماوي أن هناك بالفعل عدة مخاوف من توغل الذكاء الاصطناعي بالمجتمع ويمكن تحديدها في عدة نقاط:

أول المخاوف هو التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على سوق العمالة في العالم، بحسب دراسات قامت بها عدة مؤسسات منها جامعة بنسلفانيا وبنك جولدن ساكس.

هذه الدراسات توقعت أن حوالي 300 مليون شخص حول العالم سيتأثر عملهم بالذكاء الاصطناعي التقليدي في السنوات المقبلة، وأن 10 بالمائة من الوظائف في أميركا ستتغير طبيعتها بسبب الذكاء الاصطناعي، مما سيخلق بطالة ويجعل هناك أزمات سياسية تفرض على صانع القرار سرعة التحرك.

هناك مخاوف متعلقة بالمعلومات المغلوطة والأخبار الزائفة، وهذه ظهرت بوضوح وتفاقمت بشكل كبير بداية من عام 2016 مع انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وكذلك في انتخابات 2020 التي خسرها، وأحد معضلات "السوشال ميديا" انتشار معلومات غير موثقة، والذكاء الاصطناعي التوليدي الذي تعتمد عليه "السوشال ميديا" مليء بالأخطاء والمعلومات المضللة ولا يعطي خيارات كثيرة للتثبت من المعلومات.

هناك مخاوف على المدى البعيد تتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي المتكامل على وظيفة البشر، وهناك توقعات بأنه في عام 2040 ومع التطور الهائل للذكاء الاصطناعي سيكون لديه القدرة على القيام بكل وظائف البشر، وهذا سيكون له تأثير كبير على البشرية كلها، وتعريف الإنتاجية في العمل سيتغير وستكون لها مفاهيم مختلفة.

العمل نفسه يتغير بتغير الأدوات، فالصحافة مثلا تغيرت بظهور الطباعة ثم الراديو وبعده التليفزيون ثم "السوشال ميديا" وستتغير أكثر بتطور الذكاء للاصطناعي، وهذا ينطبق على كل المجالات، والمختصون يرون أن الحكومات تحتاج إلى وقت لتستطيع صياغة قوانين تحد من توغل الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الحياة، لأن السياسيين دائما ما يتأخرون في فهم ومواكبة المستجدات التكنولوجية.

ولكن خبير التقنية، مصطفى البرماوي، أكد أنه برغم وجود مخاوف حقيقية من توغل الذكاء الاصطناعي على البشر إلا أن شواهد كثيرة تشير إلى أن إيلون ماسك وقع في إطار المكايدة السياسية، الوثيقة التي تطالب بوقف تطور الذكاء الاصطناعي لمدة 6 أشهر.

وتابع أن ماسك كان من ضمن مؤسسي شركة Open Ai وتخارج منها وبعدما قطعت شوطا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي وخصوصا بعدما أطلقت 4 Gpt، منوها إلى أن الدول تحتاج إلى فهم ومواكبة تطور الذكاء الاصطناعي والاستفادة منه لا وقف هذا التطور أو عرقلته.

كيف يقود الذكاء الاصطناعي مستقبل التكنولوجيا في العالم؟

يعتقد خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي أن الحاجة إلى تطوير هذه النوعية من البرامج سيعمل على المساعدة في سد فجوة الطلب على العمالة الماهرة في مجال التقنية، إضافة إلى سرعته في الإنجاز وخفض تكاليف التشغيل وسعر المنتج النهائي.

من المتوقع أن يتزايد الاعتماد مستقبلاً على الذكاء الاصطناعي في إنتاج البرمجيات مع انخفاض عدد الخبراء وارتفاع رواتبهم

منذ طرح أول جهاز كمبيوتر في منتصف القرن العشرين وظهور أول جهاز هاتف محمول iPhone من Apple في عام 2007 ، أحدثت التكنولوجيا وتطوير البرامج المصاحبة لها ثورة في عالمنا وحياتنا اليومية.

وقد أدت تحديات وباء كورونا وتداعياته إلى تسريع الحاجة إلى الحلول التكنولوجية بوتيرة لم يسبق لها مثيل. وبينما تتزايد الحاجة لهذه الحلول، أصبح تطوير البرمجيات يمثل تحديًا كبيرًا مع تناقص أعداد العاملين في هذه المجالات الحيوية لأسباب متعددة.

على سبيل المثال، في الهند - وهي مصدر عالمي للموهوبين في التقنية - ارتفعت معدلات التناقص إلى أكثر من 30٪ في عام 2021 بينما ارتفعت الأجور بأكثر من 50٪. في الوقت نفسه، كما أدت الحرب في أوكرانيا إلى عزل 450 ألف شخص مؤهل في روسيا وبيلاروسيا عن الاقتصادات الغربية. فما الحل لسد الفجوة البشرية المتنامية؟

يشير تقرير في موقع "فينتشربيت" التقني المتخصص إلى أن هذه الوتيرة المتسارعة للتطور التكنولوجي، إلى جانب التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، تملي علينا اللجوء إلى المزيد من الأنظمة والعمليات التي يمكنها التكيف والتعلم وتطبيق هذه المعارف لتلبية الاحتياجات المتغيرة للشركات والمستهلكين. ولا يتعلق الأمر بالحاجة إلى هذه التقنيات اليوم وإنما في المستقبل.

أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) بالفعل المحرك الرئيسي للتقنيات الناشئة، من البيانات الضخمة إلى الروبوتات وإنترنت الأشياء. واستنادًا إلى مئات التجارب والنتائج، يمكن للذكاء الاصطناعي تلبية متطلبات المستخدمين في الوقت الحالي كما يمكن دمجه في العديد من الجوانب التقنية بسرعة وكفاءة ، بناءً على مبادئ التعلم وتقنيات معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، وفق ما ذكر موقع "ذا فيرج" التقني.

يتزايد تنافس الشركات في تطوير برمجيات ذكاء اصطناعي مختلفة يمكنها أن تخفف العب على البشر وتنجز المهام بسرعة أكبر

تتيح هذه التقنية (تعلم الآلة) الوصول إلى كميات هائلة من البيانات والعمليات ونشرها دون الحاجة إلى تدخل بشري كبير. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، فقد أصبح من الممكن ليس فقط أن يحقق نتائج محسّنة عما كان عليه الحال سابقاً وفقط، بل يمكنه أيضاً التنبؤ بما يمكن عمله في المستقبل بل والتخطيط له.

واليوم، يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير مساحة تطوير البرامج بشكل أكبر، كما يسهل على الشركات بأحجامها المختلفة بناء استراتيجياتها والتخطيط بشكل جيد. وبالتالي، يفتح الذكاء الاصطناعي المزيد من الفرص لكل من الشركات الصغيرة والمؤسسات لتطوير البرامج بسرعة وكفاءة أكبر ، وفي النهاية النمو والمشاركة في المشهد الاقتصادي بكفاءة.

يتم جمع المعلومات ويتم اتخاذ القرار من خلال خط تجميع يعمل بالذكاء الاصطناعي، أي بالطريقة نفسها التي يعمل بها خط التجميع التقليدي الذي يديره البشر.

يقوم خط التجميع الآلي - مصحوباً بمساعدة المواهب البشرية ولكن بعدد قليل - ببناء برامج وتطبيقات ذكية بحجم أكبر وبأسعار معقولة وبسرعة وعلى نطاق واسع. وبفضل خط التجميع الذي يجمع بين خبرة البشر وسرعة الآلة يمكن تسليم البرنامج الحاسوبية الضرورية لإنجاز أعمال الشركات المختلفة بسرعة تبلغ 6 أضعاف السرعة العادية وبقيمة تبلغ ربع التكلفة.

أيضاً، يمكن تدريب الذكاء الاصطناعي على أداء المهام التي تستهلك وقتاً من البشر مش عمليات التصحيح اللغوي كأضافة الفواصل أو الأقواس وغيرها، بل واقتراح البدائل، مما يوفر ساعات من الوقت البشري. هذه ساعات يمكن أن يقضيها البشر في القيام بأمور أفضل: التفكير بشكل خلاق في كيفية حل المشكلات.

ويشير الخبراء إلى أن خط التجميع هذا الذي يدمج خبرة البشر بسرعة الآلة يعتبر الطريقة الأكثر إستراتيجية لأتمتة المهام وخفض التكلفة وسرعة الإنجاز ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على عائد الاستثمار.

وفي العادة، يتم إلغاء العديد من مشاريع البرمجيات قبل أن ترى النور لأن مطالب المستخدم لا يتم تلبيتها، إذ تتعرض منصات التطوير لضغوط بسبب ارتفاع الطلب وارتفاع التكاليف ونقص المطورين الأكفاء.

وباستخدام الذكاء الاصطناعي مثل النسخ شديدة التطور المتوقع ظهورها قريباً من برامج مثل Chat GPT وغيرها، لا يحتاج مطورو البرمجيات إلى التدقيق في صفحات من التحليلات وأسطر الأكواد الخاصة بالبرامج ليصبحوا أكثر فعالية.

ومن الممكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في عرض سلوكيات المستخدم واحتياجاته وجمع متطلبات العملاء، مما يسهل على المطورين تلبية هذه الاحتياجات، كما يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في عرض سلوكيات المستخدم واحتياجاته، مما يسهل على المطورين تلبية هذه الاحتياجات.

وفي النهاية، تظل اللمسة الإنسانية ضرورية. ففي نهاية المطاف، صُممت الآلات لخدمة الأغراض البشرية. ويقول الخبراء إن قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم النوايا البشرية وتحويلها إلى تعليمات برمجية هي ما سيجعل الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بتطوير البرمجيات دون تدخل البشر بشكل كبير أمرًا محتملاً، ليتفرغ الإنسان للإبداع والابتكار وحل المشكلات.

الذكاء الاصطناعي.. تحذيرات من خطرٍ محدق "إذا لم تتم السيطرة"!

الذكاء الاصطناعي هو حديث العالم، خصوصا تطبيقات الدردشة القادرة على التجاوب معك. لكن ألا تمثل خطرا كبيرا، خصوصا وأن شخصيات معروفة من سيليكون فالي طالبت بوقف كل برامج التطوير لستة أشهر على الأقل؟

الدردشة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي الترند حالياً في عالم التقنية، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالنسخة المطورة "شات جي بي تي- 4" التي تم إطلاقها منتصف شهر مارس/آذار الحالي، وهي التي تتوفر على خصائص جديدة تتعدى بكثير النسخة السابقة.

وإن كان التطوّر الكبير في الذكاء الاصطناعي يجلب الاهتمام، خصوصاً قدرته تقديم أجوبة فيها نسب من الدقة، وقدرته كذلك القيام بعدد من المهام البشرية في العديد من المهن، ومن ذلك مهام الكتابة والترجمة والمحاسبة وجمع المعلومات والتحليل المالي وغير ذلك، فإنه في الجانب الآخر يثير مخاوف كبيرة تهدّد الكثير من الناس ليس فقط بفقدان وظائفهم.

لا يتوقف ضرر الذكاء الاصطناعي على الوظائف فقط، بل هناك تحديات أخلاقية كبيرة بات تصاحبه. هذا الأسبوع شهد أول حالة وفاة ناجمة عن استخدام تطبيق للدردشة، ووقعت تحديدا في بلجيكا، إذ انتحر باحث ومهتم بالبيئة بعد استخدام مفرط للمحادثة مع منصة إليزا، إحدى أقدم منصات الذكاء الاصطناعي، وهي معروفة بتقديم المشورة النفسية ودعم الأفراد نفسياً عندما يحتاجون الحديث.

وأكدت زوجة الباحث لوسائل إعلام بلجيكية أن زوجها كان يعيش حياة عادية قبل أن يتحول شغفه بالمجال البيئي إلى قلق مفرط خوفاً على الكوكب من الكوارث التي تنتظره بسبب التغيّر المناخي وما إلى ذلك من الظواهر المناخية السلبية، وأضحى الزوج منعزلاً للغاية، كما بدأ يعتقد أن الحل لن يكون سوى في الذكاء الاصطناعي.

وتتابع أن زوجها بدأ يقضي ساعات مع تطبيق إليزا الذي يجيبه عن أسئلته المتعلقة بالبيئة، حتى تحول الأمر إلى إدمان. ثم اشتد الخطر بعدما صار الزوج يثق تماما بإجابات التطبيق، وبعدها صارت الإجابات حميمية، إذ عثرت الزوجة على جواب من التطبيق يقول فيه للزوج: "سنعيش معاً كشخص واحد في الجنة"، وبأنه "لن يفارقه أبدا"، ما أدى لاحقاً إلى انتحار الزوج.

منظمة اليونسكو من جهتها دعت العالم إلى تطبيق توصية أصدرتها عام 2021 على طرق تطوير هذا الذكاء. تشدد التوصية على "إنشاء أداة تشريعية لتنظيم الذكاء الاصطناعي ومراقبته" تضمن كذلك "الأمن الكامل للبيانات الشخصية والحساسة".

وتؤكد اليونسكو أنه يجب استحضار البعد الأخلاقي في طموح الدول الاستفادة من هذا التطوّر التقني حتى يتم تقليل المخاطر الناجمة عنه. وتؤكد المنظمة الاممية أن هذه التقنية تخلق حالياً تحديات كبيرة، خصوصا إمكانية نشرها لمعلومات مضللة، وأخرى فيها انتهاك لحقوق الأفراد والمجموعات.

كان مثيراً للاهتمام وجود أسماء مهتمة كثيرة بالتطور التكنولوجي، كإيلون ماسك، مالك تويتر ومؤسس شركتي سبايس اكس وتيسلا، والمؤسس المشارك لشركة "آبل" ستيف فوزنياك، في عريضة منشورة على موقع "فيوتشر اوف لايف" (futureoflife.org) لأجل المطالبة بالتوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي.

الخبراء الموقعون على العريضة، طالبوا بوقف موقّت لعمليات تطوير برامج الذكاء الاصطناعي إلى حين اعتماد أنظمة حماية، تتيح تنظيم هذه العمليات ومراقبتها وتحليل المعلومات الواردة فيها، وكذلك معالجة ما قد ينجم من استخدامها من اختلالات. ويولي ماسك اهتماماً كبيراً بالعريضة، إذ يعدّ ممولاً رئيسياً لموقع المنظمة الذي نُشرت فيه.

ومن الموقعين الآخرين، المؤرخ يوفال نوح هراري، وعماد موستاكي مؤسس "ستابيليتي أي إيه" ويان تالين، مؤسس مشارك في سكايب، وكرين لارسن مؤسس مشارك في "ريبل"، وكريغ بيترس، مؤسس موقع "غيتي للصور".

وتتساءل العريضة عن جدوى تطوير "عقول غير بشرية قد تفوقنا عددا وتتفوق علينا في النهاية"؟ وعن خطر المجازفة بفقدان السيطرة على الحضارة البشرية، كما تطالب بعدم منح قرارات تغيّر وجه الذكاء الاصطناعي لقادة في عالم التقنية لم يتم انتخابهم، ولذلك تطالب بوقف أيّ تطوير لأيّ نظام ذكاء اصطناعي يفوق قوة آخر إصدار من "شات جي بي تي 4".

وسبق لماسك ومجموعة من الباحثين أن نشروا عام 2017 عريضة تحتوي على 23 بنداً، 13 منها موجه للإشكاليات الأخلاقية. ومن هذه البنود، توصية تخصّ ضمان أمان المستخدمين، واعتماد إجراءات شفافة، وضمان تصميم هذه الأنظمة بما يتوافق مع الكرامة الإنسانية والحقوق والحريات والتنوع الثقافي، فضلاً عن ضمان الخصوصية، وأن تكون الاستفادة الاقتصادية من هذه الأنظمة مفتوحة أمام الجميع.

ومن الموقعين على هذه العريضة حينها، ديمس هاسابيس، مؤسس منصة "ديب مايند" للذكاء الاصطناعي، وإيليا سوتسكيفر، مؤسس مشارك في شركة "أوبن إيه أي" التي طوّرت "شات جي بي تي"، ويان ليكون، مدير أبحاث الذكاء الاصطناعي في فيسبوك، وجيف دين، مدير مشروع "غوغل برين" (عقل غوغل).

وطالبت هذه العريضة حينها بأن يكون دور الأبحاث العلمية في الذكاء الاصطناعي هو خلق ذكاء مفيد، وليس ذكاء غير موجه، كما دعت إلى أن الاستثمار في هذه التقنيات يجب أن يصاحبه تمويل للأبحاث التي تطمح إلى ترشيد الاستخدام، وطالبت العريضة كذلك بتحديث النظام القضائي حتى يستطيع البت في قضايا تخصّ هذا الذكاء.

قصائد ولوحات بالذكاء الاصطناعي.. خطر داهم على الإبداع الإنساني؟

بعد أن اقتحم الذكاء الاصطناعي الكثير من مرافق حياتنا وبات جزءا منها، هل ستكون حلبته القادمة مضمار الأدب والموسيقى والرسم؟ هل سنقرأ يوماً أعمالاً أدبية كتبتها الروبوتات؟ العلماء يجيبون على هذه التساؤلات.

تقوم أجهزة الكمبيوتر بالرسم وتأليف الموسيقى، وصارت حاليا تكتب أيضا نصوصا لها معنى واضح. وعادة ما تكون الكتابة من صنع تقنية الذكاء الاصطناعي ذات الشعبية الواسعة، "شات جي بي تي" ChatGPT، وهي عبارة عن روبوت يمكن لمستخدمي الإنترنت أن يطلبوا منه عمل نصوص بشأن كل شيء يمكن تخيله. كما أنها ليست سيئة للغاية.

ولا يمكن للمرء أن يعرف أن تلك الأعمال ليست من صنع الإنسان، أو على الأقل ليس للوهلة الأولى، على أي حال.

وكان الذكاء الاصطناعي قد تمكن قبل فترة من الوقت من إكمال السيمفونية العاشرة للموسيقار الراحل لودفيغ فان بيتهوفن، من خلال نموذج "دال -إي"، وهو برنامج يبتكر فنون طورته شركة "أوبن إيه آي" الأمريكية مثلما قامت بتطوير "شات جي بي تي".

ومن الممكن الآن لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت، استخدام الروبوت لإعداد نص أدبي، مع إمكانية أن تقوم التقنية الأحدث بإرفاق صور مع النص. ويعد مثل هذا الذكاء الاصطناعي التوليدي، مخيفا جدا بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يخشون من أن يكون الفن محاصرا من جانب الروبوتات.

يُشار إلى أن الذكاء الاصطناعي هو سلاح ذو حدين، له نتائج مختلطة، فمن الممكن أن يمثل الذكاء الاصطناعي " تهديدا، ولكنه يمكن أن يمثل أيضاً فرصة للفنون، بناء على الطريقة التي يتم استخدامه بها".

يقوم الأفراد الذين ينتمون للقطاعات الإبداعية أيضا بموازنة المشهد المتغير، ومن بينهم كونراد تسير، وهو أستاذ في التسويق وأبحاث السوق وأبحاث الاتصالات في فورتسهايم الألمانية. ويقول في هذا السياق: "أعتقد أن الذكاء الاصطناعي له إمكانيات هائلة".

وقام تسير بتكليف طلابه بصنع عمل فني باستخدام الذكاء الاصطناعي. فطلبوا من "تشات جي بي تي" تأليف قصيدة شعرية بأسلوب الشاعر الألماني هاينريش هاينه، تصف شخصين يذهبان إلى سوق خاص ببيع منتجات عيد الميلاد "الكريسماس"، ثم يتعاركان. وقد كانت النتائج مسلية.

وكانت وجهة نظر الطلاب أنفسهم، هو أن "إمكانية رؤية الشاعر العظيم في قصائدنا التي تم صنعها من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، هو أمر مشكوك فيه في هذه المرحلة".

كما أن هذه النصوص لا تتسم بإحساس أدبي. وإذا طلب المرء من "تشات جي بي تي" كتابة قصيدة بشأن قطة بأسلوب الكاتب التشيكي الراحل فرانتس كافكا، على سبيل المثال، فإنه سيحصل على عمل غير ملهم إلى حد ما عن "كيكي"، وهو قط يستيقظ يوماً ما ويلاحظ شيئاً غريباً، بأسلوب "التحول الشكلي".

ولكن هناك أمثلة أخرى أكثر إثارة للإعجاب، مثل صورة "الفتاة ذات الأقراط اللامعة"، التي صنعها المصور و"المبدع الرقمي"، يوليان فان ديكين، باستخدام الذكاء الاصطناعي. ويعتبر العمل مقتبساً من لوحة أخرى أصلية تحمل اسم "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي"، للرسام الهولندي يان فيرمير، وهي معروضة حاليا في متحف "ماورتشهاوس" للفنون في لاهاي بهولندا.

وقد تسبب ذلك في إثارة استياء بعض مشاهدي اللوحات، حيث تساءلوا عن سبب اختيار المتحف لهذا العمل تحديدا لعرضه. ويقول متحدث باسم المتحف: "لأنه وبكل بساطة، أعجبنا".

والسؤال هو، هل يمثل الذكاء الاصطناعي خطراً على الفن؟ وهل يمكن أن تسيطر الروبوتات على عالم الفن والإبداع؟

والإجابة هي: ليس تماماً، بحسب ما يقوله المراقبون. وتقول المحاضرة يسيكا هيسن من جامعة توبنغن الألمانية التي تركز على القضايا الأخلاقية والفلسفية المتعلقة بالإعلام والعالم الرقمي: "يعتبر الفن دائماً تجربة تفاعلية، يقوم فيها الأفراد بالتفكير في ردود أفعالهم تجاه الواقع".

وتقول هيسن إن ما يقوم به الذكاء الاصطناعي هو التركيز على الأنماط والاحتمالات. ولكن ما ينقصه هو "الفنان كشخص، وهالة الحس الأصلي، وروح التحدي أيضا. من تخاطب، لتشتكي بشأن عمل فني ما؟".

لذلك، عندما يتم طرح سؤال بشأن ما إذا كانت الروبوتات تشكل خطراً على الفن، فإن ذلك يعتمد كليا على فكرة الفن الموجود لدى المرء، بحسب هيسن، مضيفة: "من المؤكد أنه سيكون هناك الكثير من الأعمال التي سيتم صنعها من خلال الذكاء الاصطناعي في المستقبل، والتي ستقدم أعمالا زخرفية، يمكن وضعها في المطبخ أو غرفة المعيشة، على سبيل المثال".

ولكن بحسب تسير وهيسن، فإنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في ابتكار الفن. ويقول هيسن: "يمكن للفنان أن يضع إطارا للعمل وأن يضعه في سياقه ويقدمه". ثم يعمل الذكاء الاصطناعي كمساعد، بحسب تسير الذي يضيف: "ومن الممكن أيضاً أن يسهل تقديم أشكال فنية جديدة".

واشنطن تدرس وضع قوانين تنظم أدوات الذكاء الاصطناعي

أعلنت السلطات الأمريكية عن إطلاق مشاورات رسمية بشأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يتيح للبيت الأبيض وضع كوابح على التقنيات الجديدة، وذلك وسط مخاوف مما تحمله هذه البرامج من "مخاطر كبيرة على البشرية".

ووجهت وزارة التجارة الأمريكية الثلاثاء دعوة للجهات الفاعلة في هذا القطاع لتقديم مساهمات لإدارة الرئيس جو بايدن من أجل إعداد تصور حول أنظمة خاصة بالذكاء الاصطناعي.

وتأتي هذه الخطوة لتشير إلى انفتاح البيت الأبيض على وضع بعض القواعد الأساسية في هذا المجال، خاصة وأن بايدن صرّح الأسبوع الماضي بأنه لا يوجد حكم نهائي فيما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكل خطراً على المجتمع.

وفي هذا السياق قالت وزارة التجارة في بيان لها: "مثلما لا يتم توزيع الطعام والسيارات في الأسواق دون ضمان مناسب للسلامة، كذلك يجب أن توفر أنظمة الذكاء الاصطناعي ضمانا للعامة والحكومة والشركات بأنها ملائمة".

ورغم أن الولايات المتحدة هي موطن أكبر شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك "شركة أوبن آي" المدعومة من مايكروسوفوت والتي أنشأت "تشات جي بي تي"، إلا أنها متأخرة دولياً في مجال الأنظمة التي ترعى القطاع، بدوره حض الرئيس الأمريكي بايدن الكونغرس على تمرير قوانين تضع قيوداً صارمة على شركات التكنولوجيا الضخمة، لكن فرصة إحراز أي تقدم تبدو ضئيلة في ظل الانقسامات السياسية بين المشرعين.

وأدى افتقار الولايات المتحدة للتشريعات اللازمة إلى إعطاء "سيليكون فالي" حرية طرح منتجات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي دون التحقق من تأثيرها على المجتمع وقبل أن تتمكن الحكومة من وضع القوانين اللازمة، وطلبت شركة "أوبن إيه آي" إخضاع أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها إلى "تقييمات سلامة صارمة"، مشيرة إلى الحاجة لتنظيم شامل، كما قال آلان ديفيدسون مساعد وزير التجارة "استطلاعنا ستنتج عنه سياسات تدعم عمليات التدقيق في الذكاء الاصطناعي وتقييمات المخاطر والسلامة والشهادات وأدوات أخرى يمكن أن تخلق ثقة مكتسبة في أنظمة الذكاء الاصطناعي".

وفي العريضة المنشورة عبر موقع "فيوتشر اوف لايف دوت اورغ طالب الخبراء بوقف موقّت لعمليات تطوير برامج الذكاء الاصطناعي إلى حين اعتماد أنظمة حماية منها، كإنشاء هيئات تنظيمية جديدة خاصة بهذا المجال، ومراقبة أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتقنيات تساعد على تمييز الأعمال الفعلية من تلك المُبتكرة من برامج للذكاء الاصطناعي، وإنشاء مؤسسات قادرة على التعامل مع "المشاكل الاقتصادية والسياسية التي تتسبّب بها هذه البرامج".

خطوة ثورية.. دمج الذكاء الاصطناعي في برامج المكاتب

فيما تستعد عدة شركات كبرى لإدماج تقنية الذكاء الاصطناعي في برامجها في غضون أشهر قليلة، تزداد التكهنات بخصوص التأثير الكبير للذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال مع تضرر مئات الملايين من الوظائف.

سيتيح دمج الذكاء الاصطناعي في برامج المعلوماتية الأكثر استخداماً في المكاتب حول العالم، ميزات استثنائية لِمَن يستخدمون أجهزة الكمبيوتر في عملهم، كإمكانية إنشاء ملخّص لاجتماع عُقد عبر الفيديو، بنقرة واحدة.

وكانت شركة "مايكروسوفت" (وورد، اكسيل، باور بوينت، تيمز، أوتلوك...) ومنافستها "غوغل" (غوغل دوكس، جي مايل...) أعلنتا في منتصف آذار/مارس أنهما ستُدمجان تقنية الذكاء الاصطناعي في برامجهما المعلوماتية التي تستخدمها الشركات، وذلك "في غضون أشهر قليلة". وأعلنت الشركتان انطلاق مرحلة التجارب.

ويتزايد عدد الدراسات للتكهّن بالتأثير الكبير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على عالم الأعمال، مع تضرر مئات الملايين من الوظائف أو حتى الاستعاضة عنها.

ويقول نيكولا غوديميه، وهو متخصص في الذكاء الاصطناعي لدى شركة "وان بوينت" إنّ "مختلف الأنشطة في المجالات كلها ستتأثر" بالذكاء الاصطناعي.

وتشير دراسة حديثة أجراها مصرف "غولدمان ساكس" إلى أنّ نحو ثلثي الوظائف الحالية في العالم قد تصبح آلية بدرجات متفاوتة، فيما سيحلّ الذكاء الاصطناعي التوليدي (الذي ينشئ محتوى) محل حوالى ربع المهام.

ومن خلال الاستقراء، توصل المصرف إلى أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يساهم في جعل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل، آلية. وستكون الوظائف الإدارية والقانونية الأكثر تضرراً. إلا أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي سيساهم من ناحية أخرى، في إيجاد فرص عمل جديدة ومهن حديثة.

وكونه أحد عوامل زيادة الإنتاجية، "قد يساهم الذكاء الاصطناعي على المدى البعيد في رفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنوياً بنسبة 7بالمائة"، وفق المصرف، وتُظهر مقاطع الفيديو التوضيحية لشركتي "مايكروسوفت" و"غوغل" ما يمكن أن يوفره دمج الذكاء الاصطناعي في برامجها، كتحليل للبيانات في "إكسيل" ورسائل بالبريد الإلكتروني مُعدَّة مسبقاً، وإدارة صندوق البريد، وغير ذلك من الاحتمالات الواسعة.

ويتمثل أحد التغييرات الأساسية في أنّ المستخدم سيكون قادراً على صياغة طلباته بلغة بسيطة، من دون الحاجة إلى إتقان التفاصيل المعقّدة للبرامج.

وتؤكّد الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في فرنسا فرانسواز سولييه-فوغلمان، خلال ندوة نظمتها أخيراً "فرانس ديجيتال" التي تشير إلى أنها أول اتحاد للشركات الناشئة في أوروبا، أنّ "الواجهة (نقطة التفاعل بين أكثر من مكوّن) تمثل ثورة" في هذا المجال.

ويقول نيكولا غوديميه "بمجرد استخدام هذه الأدوات سيكون من الصعب الاستغناء عنها"، مضيفاً "سنصبح قادرين على إنجاز مهام إضافية وبسرعة أكبر، كتصفّح نصوص ملخّصة بدل قراءة مستندات بأكملها. والشركات التي لن تستخدمها سريعاً لن تحرز تقدماً"، وتقول سولييه-فوغلمان "علينا مساعدة شركاتنا على النمو باستخدام الذكاء الاصطناعي، وإلا لن تستمر"، مضيفةً "هل ينبغي أن نثق بهذه التقنية بصورة تامة؟ كلا! بل علينا استخدامها".

وسيكون دمج الذكاء الاصطناعي في البرامج الحاسوبية بمثابة مكسب لـ"مايكروسوفت" و"غوغل" اللذين سيبيعان الخدمة الجديدة لقاء مبالغ مرتفعة. لكنّ الشركات سيتعيّن عليها مواجهة تحديات إضافية.

وداخل الشركات التي بدأت تستخدم الذكاء الاصطناعي، يقول ثلث الموظفين إنّ هذه التقنية ساهمت في جعل مجموعة من المهام آلية، لكنّ نصفهم يشير إلى أنها أوجدت مهاماً جديدة، على ما يُظهر استطلاع أجرته منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي شمل خمسة آلاف موظف وألفي شركة في أوروبا والولايات المتحدة، ونُشر في 23 آذار/مارس.

الشركات سيتعيّن عليها مواجهة تحديات إضافية.

ويلفت ثلاثة أرباع مستخدمي الذكاء الاصطناعي إلى أنّ هذه التقنية ساهمت في تسريع أعمالهم. وبينما يؤكد 80 بالمائة من المستخدمين أنّ الذكاء الاصطناعي قد حسّن أداءهم في العمل، يبدي 14 بالمائة إلى 19 بالمائة قلقاً كبيراً من خسارة وظائفهم أو أن يشكل الذكاء الاصطناعي سبباً في خفض رواتبهم.

ويرغب 57 بالمائة من الموظفين في حظر اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في ما يتعلق بقرارات تسريح الموظفين، بينما يريد 40 بالمائة حظره في إجراءات التوظيف. ويخشى نصفهم من أن تجمع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الشركات التي يعملون فيها، معلومات عنهم أو عن طريقة عملهم، مع شعورهم بأنهم يتعرضون لضغط متزايد في ما يخص أداءهم.

اضف تعليق