q
في زمن المظاهر الخداعة التي تحكم العالم واعتماد المقتنيات المادية كمعاير للحكم على كون الانسان مقبول او العكس يسعى الناس وسيما الشباب الى الظهور بمظهر الفخامة التي يعتقدون انها تجعلهم ذوي حظوة لدى المجتمع، من اهم الاشياء التي يفضلون التباهي فيها وبماركاتها الغالية الاثمان هي الساعات...

في زمن المظاهر الخداعة التي تحكم العالم واعتماد المقتنيات المادية كمعاير للحكم على كون الانسان مقبول او العكس يسعى الناس وسيما الشباب الى الظهور بمظهر الفخامة التي يعتقدون انها تجعلهم ذوي حظوة لدى المجتمع، من اهم الاشياء التي يفضلون التباهي فيها وبماركاتها الغالية الاثمان هي الساعات، فقد ترى الكثير من الشباب يشترون ساعات ذات اسعار مرتفعة رغم كون مداخلاتهم المادية ضعيفة او ان لديهم ماهو اهم من شراء الساعات، هذا النوع من الهوس يعرف بـ ( هوس الساعات).

يمثل التسوق بالنسبة لمعظم الناس عبارة عن جولة بدافع الرغبة في الموازنة بين الإغواء والضرورة، وهناك دراسة تقول : ان نحو 6% من الشباب غالبا ومعظمهم من الإناث يواجهون جحيم التسوق القهري الذي يسيطر على حياتهم، ويمكن أن يلحق الضرر بميزانياتهم ونفسياتهم حيث انهم يقضون جل وقتهم منهمكين في التفكير توفير مبالغ للتسوق من اجل التسوق وليس من اجل الحاجة الحقيقة للتسوق ومن هذه الامور التي تستنزفهم هي شراء الساعات.

المحير في الامر ان الشباب المهووسون بشراء الساعات يقلدون شباب ولاعبين ومشاهير من بلدان غربية ( اوربية او امريكية) او غيرها لكن التفكير العام لشباب تلك البلدان بعيداً عن تفكير شبابنا، هذا الكلام ليس سردياً للقدح بالشباب العربي او العراقي بل يستند الى دليل اخبرني اياه صديق لي يعيش في المانيا وقد تنقل في بلدان اوربية كثيرة حينما رأى ان احدنا يرتدي ساعة الكترونية تواكب الموضة قال: اني افضل الساعات الكلاسيكية ذات الاسعار البسيطة ولعلي تطبعت بهذا الطبع من الأوربيين الذين هم الاخرين يفكرون بهذه الطريقة.

ودليل اخر لابتعاد اصحاب الاموال واصحاب العقول الواعية عن هذا الرغبة (شراء الساعات) الفخمة هو (بيل غيتس) الذي رغم شهرته وامواله الطائلة لكنه شوهد في احد المقابلات الصحفية وهو يرتدي ساعة من نوع يبلغ سعرها 10$ فقط!!!، في الوقت الذي ينفق فراغي اللب اموال كبيرة لشراء افخم الساعات من اجل تزين معاصمهم كنوع من رسم الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها أو يود أن يصير أحد أفراده، والمستفيد الاول والاخير شركات صناعة الساعات التي تتفن في صنع ساعات ذات تصاميم جاذبة لجذب الرجال وإرضاء أذواقهم

الاسباب

هذا الهوس ليس قديم النشأ بل اصبح مستشرياً في السنوات الاخيرة لمعطيات جديدة فرضت نفسها على الواقع العراقي بصورة خاصة ومنها الانفتاح الالكتروني الذي جعل العالم بين يدي اي احد من الناس وبالتالي محاولة تقليد مالدى الاخرين وهو ما يجعلهم منهكين مادياً فقط من اجل ارضاء ذواتهم الغير سليمة ذات التفكير الغير منطقي، والسبب الاخر هو غياب القدوة في حياة الشباب فيتخذون من هؤلاء التافهين قدوة لهم فيقلدوهم في كل ما يفعلوه.

كما ان السبب الاخر هو محاولة الشباب الغير ناضجين تقليد المشهورين الذي يظهرون على منصات التواصل، اذ ان احدهم يجمع مرتباته لأشهر ربما لشراء ساعة ممثل تركي ظهر في احد الاعمال الدرامية، والاخر يريد شراء ساعة تشبه ساعة احد لاعبي كرة قدم متناسين فارق الدخول بينهم فقد يكون اجر يوم واحد لهذا اللاعب يعادل راتب شهر كامل له ورغم ذلك هو يجهد نفسه ويقتر على عائلته من اجل ان يشتري هذا الساعة، اي تفاهة هذه؟ واي ضياع يمارسه هؤلاء الشباب؟.

ما السبيل للشفاء من هوس الشراء؟

هو العلاج المعرفي السلوكي الذي بموجبه وبجلسة علاجية يتم جمع معلومات شاملة عن سبب اصابة ومن ثم محاولة تحفيزه على مغادرة هذه السلوكية بإقناعه ان السلع مهما كانت قيمتها لا ترتفع من قيمة الانسان ولا تجعله محترماً ومقدراً والافضل من الانفاق المبالغ فيه على الساعات هو انفاق في امور قد يكون منها عوائد مادية مربحة تسهم في تكوين حياته مما يخدمه وعائلته، وهذا الاقناع بالطبع يحتاج الى متحدث مقنع وذو خبرة في العلاج النفسي.

اضف تعليق