q
هل سمعت يوماً بالايجابية السامة؟، ربما لم تفكر في الامر مطلقاً على اعتبار اننا درجنا على فهم ان الايجابية تكون تأثيراتها ومردوداتها ايجابية على صحة الانسان النفسية ومن ثم على المحيط البشري ككل، نعم سيدي لا تتفاجئ فحين يفرط الانسان في ايجابيته ستتحول هذه الايجابية الى نقطة سامة قد تفسد حياته...

هل سمعت يوماً بالايجابية السامة؟، ربما لم تفكر في الامر مطلقاً على اعتبار اننا درجنا على فهم ان الايجابية تكون تأثيراتها ومردوداتها ايجابية على صحة الانسان النفسية ومن ثم على المحيط البشري ككل، نعم سيدي لا تتفاجئ فحين يفرط الانسان في ايجابيته ستتحول هذه الايجابية الى نقطة سامة قد تفسد حياته، فماهي الايجابية السامة؟، وماهي علاماتها؟، وماهي مضارها على الانسان؟

تعرف الايجابية السامة على انها فعل إنكار حدوث أي شيء سلبي بالفعل، ويمكن أن يشمل جعل الناس يشعرون بالسوء بسبب وجود مشاعر إنسانية طبيعية، كما تعرف بأنها الحفاظ على التفكير الإيجابي حتى في المواقف التي لا يكون فيها ذلك مناسبًا.

كيف تظهر الايجابية السامة؟

عبر عدة علامات ظاهرية او مخفية ينحكم على اصابة الفرد بلعنة الايجابية السامة، ومن ابرز هذه السلوكيات هو انه يفضل عدم الظهور بمظهر الانسان السلبي حتى وان كان هناك سبب حقيقي لان يكون سلبياً، كما انه يميل الى التركيز بلا هوادة على الأشياء الإيجابية فقط واغفال التحديات أو المصائب التي تسبب الخسائر او الاخفاقات، ومن ثم يحاول دائما ان يبدو للعيان وكأنه كتلة من التفاؤل والامل ولا يهمه ان يخسر او يقف عند حد من الانجاز رغم انكساراته الداخلية التي تحطمه، ولعل ظهور اكذوبة التنمية البشرية ساهم وبشكل كبير في تفشي خطر الايجابية السامة التي تضلل افكار البسطاء من الناس وتوهمهم بامور ليست واقعية ولا منطقية ولا علمية وما اكثر هذه المراكز للاسف.

ما الاثر السلبي؟

الاثر السلبي الذي يولد من رحم الايجابية السامة يمكن في كون الانسان لا يحسن التعامل مع المواقف الاجتماعي وبالتالي يتعرض للانتقاد من المحيطين والاتهام بالبلاهة وعدم الفهم احياناً، على سبيل المثال انك حين تخفق في البكلوريا وتقابل ابويك بوجه ضاحك وتبدو وكأن لا يمثل الامر له مشكلة بفرض انك ستنجح في المرات القادمة وان طال امد هذه المرات وعدم تحديد موعد لانجاز هذا الهدف مما يعني ان الهدف بقي مشاع وقد لا يتحقق، فالزيادة في الايجابية كنقصانها او ربما اخطر.

هل يحتاج الانسان الى السلبية؟

نعم يحتاج الانسان الى السلبية النسبية ليدرك الخطر النتاج من الاخطاء التي يتركبها ويحاول ايجاد الحلول لها او تجنبها مستقبلاً، فقط تخيل لو ان مستشعر السلبية والنظرة بواقعية الى الحياة متوقف عندك ماذا سيحدث؟، حتماً انه سيرى الامر سيان فلا فرق ان اصاب او اخطأ وهذا هو الخطر الحقيقي، بينما سيحدث العكس لو كان الانسان ينظر بسلبية احيانا وليس دائماً وبقصد التصحيح لا التشاؤم فقط.

ما الذي يجب؟

يجب ان يتحكم الفرد بمشاعره السلبية ويتعامل معها بذكاء بدلاً من انكارها، فالمشاعر السلبية ان كبتها الانسان ستؤدي بها مستقبلاً الى حزمة من الامراض النفسية الناتجة كبت المشاعر وتوجيهها توجيها غير صحيح، ولعل ابرز هذه المردودات السلبية هو التوتر والقلق والاحباط وربما العزلة الاجتماعية بعد ان يسقط جدار الوهم الذي كان يختبأ خلفه، ومن الاهمية بمكان ان يمارس الانسان الرعاية الذاتية وعدم جلد ذاته فأنا في مقالي هذا لم ادعوا ابداً الى مغادرة الايجابية بل دعوت الى الايجابية الواقعية التي يتجعل الانسان على بصيرة بما يحدث له وبالتالي يتعامل معها بذكاء.

كما ان الايجابية القسرية يمكن أن تبعد الانسان عن رغباته واحتياجاته الحقيقية، ويمكن أن تؤدي إلى حدوث انشقاقات دائمة في علاقاتك مع نفسك ومع الآخرين، وقد يواجه الانسان ايضاً صعوبة كبيرة في تجربة الفرح الحقيقي فعلى الرغم من أن التجنب قد ينجح على المدى القصير، إلا أنه يهيئك فقط للمشاكل العاطفية في وقت لاحق، بمعنى ان مجرد مسكن للالم النفسي وليس علاج له فلا داعي لها بل يجنب مغادرتها لضمان مستوى جيد من الصحة النفسية.

اضف تعليق