q
كان التركيز والزخم الأساسي لمحاولة وقف إطلاق النار خلال العيد في السودان منصبا على إجلاء الرعايا الأجانب وليس على أعمال الإغاثة الإنسانية أو دبلوماسية السلام. المطالبة بممرات إنسانية آمنة لإجلاء مواطنين أجانب من دون المطالبة في الوقت نفسه بوقف الحرب، أمر رهيب. سيكون للاعبين الدوليين ثقل أقل بعد مغادرة...

سابقت أوروبا والصين واليابان الزمن لإجلاء مواطنيها من الخرطوم، واستفاد الآلاف من هدوء واضح في القتال بين الجيش السوداني وقوة شبه عسكرية على مدى اليومين الماضيين للفرار من السودان.

وذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة أن انزلاق السودان فجأة إلى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل نيسان أسفر عن أزمة إنسانية ومقتل 427 شخصا. وعبر آخرون عن خوفهم على حياتهم مع انتشار الاشتباكات في المناطق السكنية.

وسعت بلدان منها دول خليجية وروسيا إلى إجلاء مواطنيها يوم الاثنين، فضلا عن موجة نزوح متنامية إلى البلدان المجاورة للسودان بما في ذلك فرار عشرة آلاف شخص إلى جنوب السودان رغم انعدام الاستقرار هناك.

وإلى جانب ملايين السودانيين المحرومين من الخدمات الأساسية، تقطعت السبل بالدبلوماسيين الأجانب وموظفي الإغاثة والطلاب وعائلاتهم إذ وجدوا أنفسهم عالقين في منطقة حرب الأسبوع الماضي. وذكر موقع نتبلوكس الإلكتروني أن الاتصال بالإنترنت انقطع يوم الاثنين.

وقصفت طائرات مقاتلة العاصمة وكان المطار الرئيسي في بؤرة القتال كما جعلت قذائف المدفعية حركة الدخول والخروج من الخرطوم، وهي إحدى أكبر المدن في أفريقيا، غير آمنة. واستُهدف دبلوماسيون في هجمات وقُتل خمسة على الأقل من موظفي الإغاثة.

وعلى الرغم من استمرار ضغوط بلدان تشعر بالقلق إزاء التداعيات الأوسع نطاقا للصراع فضلا عن سلامة مواطنيها، فإن الجانبين لم يلتزما بهدنة مؤقتة.

لكن حدة القتال خفت بما يكفي في مطلع الأسبوع كي تجلي الولايات المتحدة موظفي سفارتها باستخدام طائرة هليكوبتر عسكرية الأمر الذي دفع بلدان أخرى للمسارعة بالإجلاء.

وأظهرت صور تكدس أسر وأطفال على متن طائرات عسكرية إسبانية وفرنسية. وكانت هناك مجموعة من الراهبات ضمن من جرى إجلاؤهم على متن طائرة إيطالية. وقال الجيش إن بعض الرحلات أقلعت من قاعدة وادي سيدنا الجوية شمالي الخرطوم.

وتعرض اثنان على الأقل من مواكب الإجلاء للهجوم وكان أحدهما ينقل موظفين بالسفارة القطرية والآخر كان يقل مواطنين فرنسيين أصيب أحدهم.

وقالت فرنسا وألمانيا يوم الاثنين إنهما أجليتا نحو 700 شخص دون ذكر تفاصيل عن جنسياتهم. وهبطت طائرة تابعة للقوات الجوية الألمانية في برلين في وقت مبكر اليوم الاثنين وعلى متنها من جرى إجلاؤهم من السودان.

وأرسلت عدة دول طائرات عسكرية من جيبوتي لنقل الناس من العاصمة السودانية في حين نقلت عمليات أخرى أشخاصا في موكب إلى بورتسودان التي تطل على البحر الأحمر وتبعد حوالي 800 كيلومتر عن طريق البر من الخرطوم. ومن هناك ركب البعض سفنا إلى السعودية.

وقالت إندونيسيا إنه جرى حتى الآن إجلاء أكثر من 500 من مواطنيها إلى الميناء وإنهم بانتظار نقلهم إلى جدة عبر البحر الأحمر.

وقالت الصين والدنمرك ولبنان وهولندا وسويسرا والسويد إنها أخرجت رعاياها بينما ذكرت اليابان أنها تستعد لإرسال فريق إجلاء من جيبوتي.

وقال مصدر دبلوماسي إن موكبا يضم نحو 65 سيارة تقل نحو 700 من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والسفارات وعائلاتهم توجه من الخرطوم إلى بورتسودان يوم الأحد في إطار عمليات الإجلاء.

وخارج العاصمة، أشار تقرير للأمم المتحدة يوم الاثنين إلى أن أنباء أفادت بأن الناس يفرون من الاشتباكات في عدة مناطق بما في ذلك ولايات دارفور الثلاث وولاية النيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان وولاية شمال كردفان جنوب غربي الخرطوم.

وذكر المصدر الدبلوماسي أن هناك إجلاء أيضا لموظفي المنظمات الدولية من دارفور، وهو إقليم غربي يشهد تصاعدا في القتال، إذ يتجه البعض إلى تشاد والبعض الآخر إلى جنوب السودان.

وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن ما يصل إلى 20 ألف شخص فروا إلى تشاد. وذكر مسؤولون في مقاطعة الرنك بجنوب السودان يوم الاثنين أنهم استقبلوا نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء الأزمة.

وقال داو أتورجونج القائد العسكري في الرنك إن نحو 75 بالمئة من الوافدين من جنوب السودان والبقية من السودان وإريتريا وكينيا وأوغندا والصومال.

وقال كاك باديت مفوض المقاطعة "استقبلنا ثلاثة آلاف شخص أمس فحسب ولا يزال الكثيرون في الطريق بسبب النقل. لا نملك وقودا لجلبهم".

وانفصل جنوب السودان عن السودان في 2011 بعد حرب أهلية دامت عقودا. واندلعت حرب أهلية في الدولة الوليدة منذ استقلالها وسبق أن نزح منها اللاجئون إلى جارتها الشمالية.

وقال رئيس بلدة ميتيما يوهانس الإثيوبية إن المئات، ومن بينهم مواطنون من تركيا وجيبوتي ودول أخرى، وصلوا إلى البلدة القريبة من الحدود مع السودان.

وأدى القتال في السودان إلى إغلاق معظم المستشفيات وتقليص إمدادات المياه والكهرباء. وأوقف برنامج الأغذية العالمي عملياته في السودان الذي يعتمد نحو ربع سكانه على المساعدات الغذائية وذلك بعد مقتل ثلاثة من موظفيه هناك.

وفيما يشكل المطار الرئيسي في الخرطوم مسرحاً لاقتتال عنيف، مع سيطرة قوات الدعم السريع عليه، تجري عمليات إجلاء عدّة عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر الواقع على بعد 850 كيلومتراً من العاصمة.

وأفادت وزارة الخارجية المصرية عن إجلاء 436 مواطناً من السودان براً "بالتنسيق مع السلطات السودانية"، بعد إجلائها 177 عسكرياً الأسبوع الماضي.

وكانت السعودية التي قادت أولى عمليات الإجلاء الناجحة السبت، قد أفادت عن إجلاء 91 من مواطنيها فضلا عن نحو 66 من رعايا 12 دولة أخرى، عبر البحر.

وأعلن الأردن السبت أنه باشر إجلاء نحو 300 أردني.

وأعلنت بغداد الأحد "إجلاء 14 عراقيا من الخرطوم إلى موقع آمن في منطقة بورتسودان" مؤكدة أن الجهود تتواصل لإجلاء آخرين بعدما أشارت السبت إلى أن موظفي السفارة العراقية غادروا الخرطوم.

وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عددا من 800 ألف لاجئ من جنوب السودان، فروا إلى السودان هربا من الحرب في بلادهم، بصدد العودة بأنفسهم.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن فجر الأحد أن القوات الأميركية "نفّذت عملية" لإخراج موظفين حكوميين أميركيين من السودان.

وأوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية جون باس أن "أكثر من مئة" شخص بينهم عدد من الدبلوماسيين الأجانب أخرجوا في عملية بواسطة المروحيات.

لكن لم يتمّ إجلاء المواطنين الأميركيين الآخرين الذين يعدّون بالمئات في السودان، ولا عملية إجلاء مقرّرة لذلك "في الوقت الحاضر".

وشارك أكثر من مئة من عناصر العمليات الأميركية الخاصة في عملية الإجلاء التي ساهمت فيها ثلاث مروحيات من طراز "إيتش-47 شينوك" CH-47 Chinook توجهت من جيبوتي إلى إثيوبيا ثمّ إلى الخرطوم حيث بقيت لأقل من ساعة في المطار.

لا تتركوا السودانيين

بدوره قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو إن ثمة مخاطر من أن تستفيد مجموعة فاجنر الروسية من الأزمة الراهنة في السودان مضيفا أن على الاتحاد الأوروبي فعل المزيد فيما يتعلق بالوضع هناك.

وقال هافيستو لدى وصوله لمكان عقد اجتماع وزراء بالاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج "ليس من العدل أن يغادر جميع الأجانب البلاد في هذه الظروف. إذا غادرنا، فإننا نترك أيضا بعض المجال لقوات فاجنر وروسيا للعب هذه اللعبة".

ويرى الباحث حميد خلف الله أن "المطالبة بممرات إنسانية آمنة لإجلاء مواطنين أجانب من دون المطالبة في الوقت نفسه بوقف الحرب، أمر رهيب".

ويقول "سيكون للاعبين الدوليين ثقل أقل بعد مغادرة مواطنيهم البلاد"، مضيفا متوجها الى هؤلاء "افعلوا ما تشاؤون للخروج آمنين، لكن لا تتركوا السودانيين من دون حماية".

وأفاد شهود وكالة فرانس برس الأحد أن المعارك وإطلاق النار متواصلة في العاصمة وضواحيها. وحلّقت طائرات حربية فوق الخرطوم. وتسبّبت الغارات الجوية والقصف المدفعي حتى الآن بإغلاق "72 في المئة من المستشفيات" في مناطق النزاع، وفق نقابة الأطباء.

في الشوارع، يمكن رؤية آثار الاقتتال: أعمدة كهربائية على الأرض، محال تجارية محترقة، ودخان يتصاعد من هنا وهناك.

وكان الطرفان أعلنا الجمعة وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة ايام لمناسبة عيد الفطر، ثم تبادلا الاتهامات بخرقه.

ودان بايدن أعمال العنف الدامية، قائلا إنها "عبثية ويجب أن تتوقف".

وكان دقلو المعروف بحميدتي والبرهان حليفين عندما نفذا انقلابا في العام 2021 أطاحا خلاله بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهم، من الحكم. لكن الخلافات والصراع على السلطة ما لبثت أن بدأت بينهما وإن بقيت كامنة في فترة أولى.

وتشكّلت قوات الدعم السريع في إقليم دارفور لمساندة قوات الرئيس السابق عمر البشير آنذاك لقمع المتمردين في الإقليم الواقع في غرب السودان. واتهمت بتجاوزات عدة وبانتهاكات وقمع.

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي جون باس ليلا إن قوات الدعم السريع التي تسيطر بشكل واضح على مساحة كبيرة من الخرطوم، "تعاونت" في عملية الإجلاء ".

وتسيطر قوات الدعم السريع على مطار الخرطوم الذي شهد معارك عنيفة واحترقت فيه طائرات. لكن يصعب التحقّق ممّا حصل فعليا على الأرض ومن يسيطر على ماذا.

ويقول الباحث في "مجموعة الأزمات الدولية" آلان بوزويل "للأسف، كان التركيز والزخم الأساسي لمحاولة وقف إطلاق النار خلال العيد في السودان منصبا على إجلاء الرعايا الأجانب وليس على أعمال الإغاثة الإنسانية أو دبلوماسية السلام".

العيش في العتمة

في الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، يتملّك الرعب المدنيين داخل منازلهم، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء والمياه منذ بدء المعارك. ويتخوّف الجميع من استئناف المعارك بشكل أقوى بعد خروج الأجانب.

ويجازف عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية على نحو عاجل أو للفرار من المدينة.

وقال أحد السكان عوض أحمد شريف "جميع الأهالي هنا يعانون من مشكلة المياه".

أضاف "كما انقطعت عنا الكهرباء، وأعيدت قبل ثلاثة أيام. كنا نعيش في العتمة، وهذا غير طبيعي... ليحمنا الله".

كما تحدذثت منظمة "نتبلوكس" ومقرها في لندن المعنية برصد الشبكة العنكبوتية في أنحاء العالم، عن "انقطاع شبه تام" في الإنترنت.

وتشهد مناطق أخرى غير الخرطوم معارك أيضا، لا سيما في إقليم دارفور حيث قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الوضع "كارثي" في مدينة الفاشر، و"لا يتوفر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل"، وبينهم عدد كبير من الأطفال.

مستشفيات الخرطوم تتجاوز حد الكارثة

بعد انفجار الوضع في السودان فجأة، أصبح هناك جثث بغير دفن ونوافذ حطمتها طلقات الرصاص في العدد المحدود الذي مازال يعمل من المستشفيات في العاصمة الخرطوم وطواقم الرعاية الطبية هجرت المستشفيات في ظل دوي القصف المدفعي حولها.

ويصف الأطباء وموظفو المستشفيات الظروف المروعة المتمثلة في عدم وجود مياه للتنظيف وقلة الكهرباء اللازمة لتشغيل معدات إنقاذ الحياة ونفاد الطعام، مما يضطرهم إلى إرسال المرضى إلى منازلهم ورفض دخول أي مصابين جدد.

ويوجد عدد من أفضل مستشفيات السودان في وسط الخرطوم حيث يدور أشرس قتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما يتطلب من الأطباء والمرضى الشجاعة للوقوف في وجه إطلاق النار والقصف.

وقالت وزارة الصحة السودانية إن 270 شخصا على الأقل قُتلوا منذ اندلاع العنف في نهاية الأسبوع الماضي وأصيب أكثر من 2600 شخص إلى جانب آخرين لا يزالون يحتاجون إلى علاج، مما ينذر بكارثة جراء الانهيار السريع لنظام الرعاية الصحية.

وقالت إسراء أبو شامة، طبيبة في وزارة الصحة السودانية، إن "المستشفيات التي تقدم خدمات للجرحى الآن قليلة جدا، وعدد الأطباء محدود، ولذا هناك تكدس من الجرحى".

وأضافت "وعلاوة على هذا، لا يستطيع جميع المصابين الوصول إلى المستشفى في ظل إطلاق النار. نحتاج فعلا فتح المستشفيات العامة والخاصة لتقديم الخدمات الطبية لجميع المصابين والمرضى".

وقال أحد خريجي الجامعات يبلغ من العمر 25 عاما أصيب برصاصة في كتفه لكنه رفض الكشف عن اسمه خوفا من استهدافه "وجدنا مستشفى يعمل لكنه يعاني من قلة الخدمات بسبب عدم توفر الكهرباء".

وقال العاملون في أحد مراكز رعاية الأطفال المصابين بالسرطان بالخرطوم إنهم أوقفوا العلاج مؤقتا بعد توقف مولد الكهرباء.

وقال أشرف الفكي، مدير الشؤون الطبية في مستشفى البراء للأطفال بالخرطوم، إن جناحا واحدا لا يزال يستقبل المرضى هذا الأسبوع مع وجود طبيب واحد لرعاية طفلين حديثي الولادة باستخدام أجهزة التنفس الصناعي.

وتوفي أحدهما بعد ذلك بوقت قصير وتم إجلاء الثاني في النهاية. وقال الفكي "لا أعرف ماذا أفعل".

وقالت نقابة أطباء السودان إن تسعة مستشفيات تعرضت لقصف بالمدفعية وتم إجلاء 16 شخصا قسرا على مدى الأيام الأربعة الماضية، مضيفا أنه لا يوجد مستشفى منهم يقدم خدمة كاملة داخل العاصمة.

وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر السوداني أسامة عثمان "المستشفيات منهارة تماما وخالية من كل الضروريات. الوضع أكثر من كونه كارثيا".

شاهد صحفي من رويترز جريحا ينزف خارج أحد مستشفيات الخرطوم هذا الأسبوع وكان يبحث عمن يساعده لكنه اضطر إلى المغادرة بسبب عدم وجود أطقم طبية تعالجه.

وقال خالد فضيل، المدير العام في مستشفى فضيل الخاصة "في كل مكان حولنا، نتعرض لإطلاق نار وقنابل".

وأضاف أن خزانات المياه وأنابيب الطهي في المستشفى تأثرت إلى جانب فرار كثيرين من الموظفين، مشيرا إلى أن وقود الديزل المستخدم في مولد الكهرباء أوشك على النفاد. وقال إن خزانات المياه لا يمكنها الوصول إلى المنطقة.

وقال فضيل إن مستشفاه هي الوحيدة التي ما زالت تعمل في المنطقة وتعالج أكثر من 30 مصابا من مصابي القتال بينما لحقت أضرار بالمستشفيات الأخرى المجاورة بسبب القصف المدفعي.

وأشار إلى أن المستشفى لم يعد قادرا على تقديم الخدمات وأنه يعمل حاليا على نقل المرضى إلى منازلهم مع إعطائهم تعليمات حول الرعاية الذاتية، أو إحالتهم إلى المرافق الطبية القليلة المتبقية التي مازالت تعمل. وقال فضيل "نحن خارج الخدمة حتى ينتهي كل هذا".

وقال الفكي إن ممرضين أصيبا بطلقات طائشة أثناء عملهما في أحد الطوابق العلوية من مستشفى البراء للأطفال.

ومضى يقول "يسود ذعر كبير بين الطاقم الطبي لأنهم لم يعتادوا على أصوات المدفعية هذه".

وأضاف "في جميع أنحاء العالم، تتمتع المستشفيات بالأمن في أوقات الحرب. ويكون بوسع المستشفيات الحصول على إمدادات وبوسع العمال القدوم والمغادرة بأمان، لكن ليس لدينا هذا". وأشار إلى أنه شاهد الجنود وهم يقومون بدوريات أمام المستشفى.

وقال أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إن الأطباء يواجهون خطرا حقيقيا.

وقال "نشعر بقلق شديد من التقارير التي تتحدث عن هجمات مسلحة على مؤسسات صحية وخطف سيارات إسعاف في أثناء نقل مرضى بداخلها. المؤسسات الصحية تتعرض للنهب والاحتلال".

اشتكى لؤي أحمد، أحد المتطوعين في المستشفى الدولي في مدينة بحري المجاورة للخرطوم، من نقص الإمدادات، ومنها الحقن الوريدية والعقاقير المنقذة للحياة.

وقال "هذا هو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يستقبل الجرحى ونحن نتلقى مزيدا كل يوم".

لا يستطيع الموظفون الوصول إلى المشرحة بسبب القتال، ومن ثم تُحفظ الجثث في غرف مزودة بمكيفات الهواء.

وقال أحد الزائرين ويدعى أحمد إن بعض الجثث كانت ملقاة في الهواء الطلق.

وأضاف "لدينا جميعا المشكلات نفسها، الكهرباء والماء والموظفون. هذا ما سيؤدي إلى انهيار النظام الصحي".

ولا يمتلك المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة، مثل هؤلاء الذين يحتاجون إلى علاج غسيل الكلى، سوى خيارات قليلة.

وفي أحد المستشفيات غرب الخرطوم، قال رجل يبلغ من العمر 54 عاما بدا متعبا وخائفا جدا من الإفصاح عن اسمه إن غسيل الكلى كان آخر خدمة لا تزال تعمل هناك.

وقال "لا أعرف ما إذا كانت الخدمة ستظل تعمل هنا في الأيام القليلة المقبلة بسبب الحرب".

شهادة مروّعة من مستشفى

وترسم الشهادة التي قدمها سايروس باي الذي يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود في منطقة دارفور صورة مرعبة عن العنف الذي اندلع الاسبوع الماضي في البلاد.

أطفال مصابون بالرصاص ومرضى يتلقّون العلاج في أروقة المستشفى: تقدّم الشهادات التي يرويها مسعفون في السودان، لأول مرة منذ اندلعت المعارك، تفاصيل مروّعة عن الوضع "الكارثي" الذي انحدرت إليه البلاد في أقلّ من أسبوع.

وقال باي الذي يعمل لحساب منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى الجنوب في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إنّ "غالبية المصابين هم من المدنيين الذين اصيبوا برصاصات طائشة والعديد منهم هم من الاطفال".

وأضاف "لديهم كسور ناجمة عن الرصاص أو إصابات بطلقات نارية أو شظايا في سيقانهم أو بطونهم أو صدورهم، والكثير منهم بحاجة إلى نقل دم".

ومستشفى الجنوب في الفاشر المدعوم من "اطباء بلا حدود" هو بالعادة وحدة ولادة دون أي قدرات جراحية، ولكنّ المعارك اضطرت المسعفون لتدبّر أمورهم بسرعة.

وبحسب باي "منذ بدء القتال، اضطررنا لتغيير وجهة استخدام المستشفى لجعل معالجة المصابين امرا ممكنا".

وأكد باي أنّ "الوضع كارثي"، موضحا "هناك الكثير من المرضى الذين يعالجون على الارض في الاروقة لانه ببساطة لا توجد أسرّة كافية لاستيعاب العدد الهائل من الجرحى".

واضطرت مستشفيات أخرى في الفاشر إلى الاغلاق، بينما تعرض مستشفى الاطفال "للنهب بالكامل"، بحسب باي.

وأتى جراحون من المشافي الاخرى إلى مستشفى الجنوب لتقديم المساعدة، لكنّ عدد المرضى في تزايد مستمر.

وأضاف باي "لا تستطيع غرفتا العمليات اللتان تم إنشاؤهما التعامل مع التدفق المستمر" للمرضى، مشيرا إلى أن اللوازم الطبية بدأت بالنفاد.

ويحاول المسعفون أيضا التعامل مع حالات الولادة. وفي قسم الولادة، تتقاسم الآن امرأتان كل سرير.

وأكّد باي أنّ "الطاقم الحالي مضغوط تماما... إنّهم يعملون على مدار الساعة".

هجمات على منشآت الرعاية الصحية

بدوره دعا مدير منظمة الصحة العالمية طرفي الصراع في السودان لإتاحة الوصول إلى المنشآت الطبية لجميع من يحتاجون إلى الرعاية، محذرا من نقص الإمدادات وأفراد الطواقم الطبية في العاصمة الخرطوم.

وأضاف تيدروس أدهانوم جيبريسوس خلال إفادة إعلامية مقتضبة "أريد أن أكون واضحا: يجب على جميع الأطراف التأكد من إتاحة القدرة على الوصول الآمن وغير المقيد إلى المنشآت الصحية لجميع المصابين ومن يحتاجون إلى رعاية طبية".

وحذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية بما في ذلك اقتراب المنظومة الصحية من الانهيار.

وقال تيدروس إن بعض المستشفيات أغلقت أبوابها بالفعل أو أوشكت أن تغلقها بسبب الهجمات ونقص الطواقم والإمدادات الطبية. وذكر أن تقارير أفادت بنهب بعض المنشآت الصحية واستخدام أخرى في أغراض عسكرية.

وأضاف تيدروس أن الإمدادات الموزعة على المنشآت الصحية قبل التصعيد الأخير للصراع نفدت وأن المستشفيات في العاصمة الخرطوم تتحدث عن وجود نقص في أفراد الطواقم الطبية والإمدادات المستخدمة في إنقاذ الأرواح.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت وقوع ثلاثة هجمات على منشآت الرعاية الصحية منذ اندلاع القتال في السودان، وتسبب أحدها في مقتل ثلاثة على الأقل.

وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم المنظمة "الهجمات على الرعاية الصحية انتهاك صارخ للقانون الإنساني والحق في الصحة، ولا بد أن تتوقف الآن".

وأضافت أن حالات انقطاع التيار الكهربائي تجعل من الصعب تقديم الخدمات الأساسية.

وأردفت قائلة "حركة الأشخاص في أي مكان تنطوي على خطورة كبيرة، وهو ما يجعل من الصعب بشدة على الطواقم الوصول إلى المستشفيات في الواقع".

سودانيون يحتمون بمنازلهم

شعر سكان منطقة راقية في العاصمة السودانية الخرطوم بالخوف من الوقوع في ورطة حين اكتشفوا أن جارهم الجديد أحد قادة قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي اتهمها محتجون بقمعهم في السابق.

وتبين أن لهذه المخاوف ما يسوغها هذا الأسبوع حين اضطر الناس للتحصن بمنازلهم عندما وقع إطلاق نار وقصف وضربات جوية في أنحاء متفرقة من المدينة مع اشتعال فتيل حرب ضروس على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال معتصم الذي يقيم على بعد مبان قليلة من عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع وهي القوة التي تقاتل الجيش منذ يوم السبت "كنا عارفين إنه يوم زي دا حيجي (سيأتي)".

وقال معتصم الذي يقطن حي الرياض الواقع بالقرب من المطار "الوضع خطر لأنه ساكن بيناتنا (وسطنا)".

وطلب معتصم الاكتفاء بذكر اسمه الأول.

والجار غير المرحب به الذي وصل إلى الحي في عام 2020 هو شقيق محمد حمدان دقلو المشهور أيضا باسم حميدتي وهو قائد قوات الدعم السريع ومحور المنافسة الشرسة مع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

وقال معتصم إنه استطاع من موقع متميز في منزله أن يرى في وقت سابق قوات الدعم السريع وهي تصوب صواريخ مضادة للطائرات في الشارع. وقال سكان مناطق أخرى إن متاجر تعرضت للنهب وطرد مسلحون أشخاصا من منازلهم.

ولأول مرة يختبر الكثيرون في الخرطوم هذا النوع من الصراع الذي لم يكن ينشب إلا في مناطق نائية من الدولة كما كان الحال في دارفور بغرب البلاد حيث برز اسم قوات الدعم السريع أو في الجنوب عندما أدى قتال استمر عقودا إلى انفصال جنوب السودان عام 2011.

وفي الماضي، كانت عاصمة هذه الدولة الفقيرة، التي ما زالت تعتمد بشدة على المساعدات الدولية، بمنأى عن الصراع رغم الانقلابات العسكرية والاحتجاجات الشعبية وإن كانت بعض الاحتجاجات قد قوبلت بالعنف. واتهم المحتجون قوات الدعم السريع بتنفيذ حملة دامية على اعتصام مناهض للجيش في عام 2019. وتنفي قوات الدعم السريع ذلك.

لكن العاصمة تعاني الآن. وفي حي الخرطوم 2 الراقي الذي يضم سفارات ومكاتب لقوات الدعم السريع، قال سكان إن قوات الدعم السريع اقتحمت منازل ومتاجر كبيرة.

ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم قوات الدعم السريع للتعليق على هذا التقرير.

وقالت امرأة من حي الخرطوم 2 لرويترز عبر الهاتف فيما تسنى سماع دوي إطلاق نيران المدفعية في الخلفية "بيطلعوا (يخرجون) الناس من بيوتهم".

وأضافت "بيطلبوا موية (ماء) وأكل من الناس، بس مرات بيقولوا ليهم يخلو البيت عشان هم يرحلو هناك (ينتقلون إليه)". وذكرت أنها تطفئ الإضاءة في منزلها معظم الوقت لتوفير وقود المولد ولتفادي لفت الانتباه.

وتنتشر مباني وقواعد قوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من العاصمة وتكون غالبا في مناطق مكتظة بالسكان أصبحت بؤرا للقتال. ونشبت أيضا معارك على مواقع استراتيجية مثل المطار ومقر الجيش والتلفزيون الرسمي التي تقع في وسط المناطق السكنية.

وقال سكان وشاهد من رويترز إن القوات التي رأوها في الشوارع كانت في الغالب من مقاتلي قوات الدعم السريع. ويعتمد الجيش فيما يبدو على المدفعية والضربات الجوية مثلما كان الحال في صراعات سابقة. وقال سكان إنهم سمعوا أصوات تحليق طائرات حربية فوقهم وأعقبتها نيران مضادة للطائرات هزت منازلهم.

الفزع في كل مكان

يعكس هذا نمط القتال المتبع في صراع دارفور الذي اندلع في عام 2003 واستمر عدة أعوام. وفي ذلك الوقت، كان الجيش يقاتل جنبا إلى جنب مع قوات الدعم السريع، واعتمد الجيش على القوات الجوية لمهاجمة المتمردين ونشر الميليشيات على الأرض مثل ميليشيا الجنجويد التي ولدت قوات الدعم السريع من رحمها.

وقالت سجدة جعفر الطيب مصطفى المقيمة في مدينة بحري المجاورة للخرطوم "الفزع في كل مكان، أصوات المدفعية وإطلاق النار العشوائي الذي يحدث إصابات بين المدنيين".

وتتألف ولاية الخرطوم من العاصمة الخرطوم وبحري وأم درمان وهي مدن تقع على ضفاف متقابلة لرافدي النيل الأزرق والنيل الأبيض اللذين يلتقيان هناك لتشكيل نهر النيل.

وقال أحد الشهود لرويترز إن جثثا لمدنيين وعسكريين رُصت خارج مستشفى ما زال يعمل في بحري وعلى أسرة المستشفى، مع عدم قدرة الأطقم الطبية العاملة على إرسالها للدفن أو حفظها في مشرحة.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 34 مستشفى في العاصمة إما اضطروا للتوقف عن العمل أو سيضطرون لذلك قريبا بسبب انقطاع الكهرباء ونقص المياه أو لتضررهم جراء إطلاق النيران أو القصف بالمدفعية.

وقال عدة أشخاص في أماكن أخرى في محيط العاصمة لرويترز إنهم رأوا جنود قوات الدعم السريع وهم يهرعون سريعا إلى شوارع الأحياء السكنية عند بدء الهجمات الجوية.

وفي حي الديم بالخرطوم، أصيبت إحدى الأسر بالهلع بعد أن ضرب صاروخ المبنى السكني الذي تعيش فيه. ونشرت أسرة أخرى تعيش بالقرب من مطار الخرطوم صورا لمنزلها وهو يحترق نتيجة لتبادل لإطلاق النيران.

ويحاول بعض سكان المدينة الآن الفرار خارجها.

ويحتمي طبيب الأسنان معاذ سليمان (27 عاما)، وهو مريض بالسكري ويواجه خطر نفاد الأنسولين لديه، مع جدته التي تبلغ من العمر 75 عاما ووالدته وشقيقه واثنين آخرين من أقاربه بعدما ضرب القصف المنازل المجاورة في الخرطوم. وتفكر أسرته فيما إذا كانت ستلجأ إلى الاحتماء عند أقارب خارج العاصمة.

وقال سليمان "حتى البقاء في المنزل لم يعد آمنا بسبب الشظايا والطلقات الطائشة التي تضرب المنازل".

وفر محمود الأمين (38 عاما)، وهو موظف إغاثة، إلى مسقط رأسه في ولاية الجزيرة خشية أن يجعله نشاطه السياسي المؤيد للديمقراطية هدفا في الصراع. وقال الأمين "سمعت أصوات أطفال باكين وفزعين من أسر في بنايتي … كان ذلك محزنا للغاية".

تآزر بين السودانيين

مع انزلاق السودان إلى أتون القتال الأسبوع الماضي ومحاصرة المدنيين في أحياء مدنهم ونقص المياه والغذاء والرعاية الصحية، ظهرت جهود مجتمعية ومواقع إلكترونية وتطبيقات لحشد المساعدة الطبية وتوفير الإمدادات الأساسية.

وتحولت إحدى هذه المجموعات، وهي لجنة احتجاج نظمت مظاهرات ضد المجلس العسكري، إلى تقديم نوع من الخدمات الصحية الشعبية.

واستخدم أفراد في أماكن أخرى التكنولوجيا لتوفير مخزونات محلية من الغذاء والمياه العذبة والأدوية للأحياء المحتاجة.

وقالت عزة سوركتي وهي عضو في لجان مقاومة المعمورة التي تشكلت خلال انتفاضة حاشدة في عام 2019 وساعدت في تنظيم الإغاثة في حي المعمورة بالعاصمة خلال فترة وباء كوفيد والفيضانات "بمجرد بدء الحرب، في نفس المساء اجتمعنا لبدء بحث كيفية التطوع".

وحشدت لجان مقاومة المعمورة فريقا من الجراحين والمسعفين الآخرين، وأعادت فتح مركز صحي محلي للحالات الطارئة وأنشأت خطا ساخنا للحالات الأقل إلحاحا. وقالت عزة إن المركز عالج 25 حالة على الأقل منذ بدء القتال.

وأضافت "الأطباء يساعدوننا في علاج كثير من الحالات بما في ذلك المصابين بطلقات نارية. لكن الأمر يصبح صعبا عندما يعاني المريض من نزيف شديد، وهو ما يحتاج إلى مستشفى" موضحة أن مصابين فارقا الحياة بسبب نقص الإمدادات الكافية.

ومن منزله في وسط السعودية، قام مطور مواقع الإنترنت فريد عادل (30 عاما) بتحويل موقعه الإلكتروني الشخصي إلى منصة يمكن للناس من خلالها إما طلب المساعدة أو تقديمها بناء على موقعهم.

وقال عادل "كان فيه عدد من الحوجات (الاحتياجات) بيتم مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفيه ناس تانيين بيكون عندهم حاجات متوفرة برضه بيعلنوا عنها بيقولوا متوفر عندهم كذا، مويا (مياه)، كهربا وكذا. فأنا جاءتني فكرة يعني أنه ممكن الحالات دي كلها تتجمع في مكان واحد".

وساعد موقعه في الغالب أناسا في الخرطوم حيث اندلع الكثير من أشرس المعارك.

وقال عادل "أغلب الحوجات بتكون إما طبية بسبب إنه فيه نقص في المستشفيات، في الكادر الطبي، الناس ما قادرة تتحرك ع المستشفيات".

في مكان آخر بالخرطوم، أنشأ الطبيب مكرم وليد (25 عاما) مجتمعا على تطبيق واتساب يضم 1200 فرد من مناطق مختلفة في الخرطوم لتبادل المعلومات حول توفر المواد الأساسية.

وقال وليد "كلما وقعت عيناي على منطقة معينة، أجد الناس يتواصلون بالفعل وتمكنا من توفير الدواء والطعام للبعض".

وأضاف أن المطلب الأساسي لمعظم الأفراد يتمثل في توفير مياه الشرب مشيرا إلى وجود طلبات أخرى تتعلق بتوفير الأدوية خاصة لمرضى السكري وضغط الدم.

وتابع قائلا "ليس لدينا أموال أو مساعدات مالية. نحاول فقط تسهيل التواصل بين الأفراد".

وزاد الطلب على الخدمات الطبية مع إغلاق معظم مستشفيات الخرطوم التي لا يزال القليل منها مفتوحا لكنه لا يقدم سوى خدمات محدودة.

وتحول تطبيق (دكتور بيز)، وهو تطبيق صحي يديره أحمد مجتبى وكان يضم في السابق 30 طبيبا، من مساعدة السودانيين على التعامل مع المشكلات القائمة المرتبطة بالفقر إلى مساعدة المتضررين من العنف.

وقال مجتبى الذي يعيش في كندا إن عشرات الأطباء من أنحاء متفرقة من العالم سجلوا أسماءهم منذ اندلاع القتال في 15 أبريل نيسان كمتطوعين لتقديم المشورة للسودانيين الذين هم بحاجة ماسة إلى مساعدة طبية باستخدام التطبيق.

وقال مجتبى "لسوء الحظ، رصدنا في اليومين الماضيين بضع حالات عاجلة. لم يكن من الممكن علاجها من خلال الرعاية الصحية عن بعد وإنما احتاجت في الواقع للذهاب إلى المستشفى".

اضف تعليق