في الدول المتطورة برسم السياسات والتخطيط، ثمة ضرورة قصوى بالدراسات المستقبلية لمعرفة كل ما يحيط بوجودنا، والاستعداد بجميع المجالات الخدمية بالتعليم والصحة والسكن، وفق إحصاءات وبيانات تعد من مراكز البحث العلمي، وينطبق على ذلك الاستعدادات العسكرية والتسليحية لحساب المغامرات والحروب وتبعاتها الاقتصادية، من أجل وضع سياسات لفن إدارة الأزمات...

في الدول المتطورة برسم السياسات والتخطيط، ثمة ضرورة قصوى بالدراسات المستقبلية لمعرفة كل ما يحيط بوجودنا، والاستعداد بجميع المجالات الخدمية بالتعليم والصحة والسكن، وفق إحصاءات وبيانات تعد من مراكز البحث العلمي، وينطبق على ذلك الاستعدادات العسكرية والتسليحية لحساب المغامرات والحروب وتبعاتها الاقتصادية، من أجل وضع سياسات لفن إدارة الأزمات، والاستعدادات المُبكرة لجميع الاحتمالات التي تواجه الشعوب.

بعد أن أصبح العالم بالعولمة قرية واحدة من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتبادل الصناعي والتجاري، مع محاولات هيمنة القوى وصراع النفوذ بعد التقدم الصيني الهائل وبروز القوى بعدة قارات وجغرافيات. وفي آخر الإصدارات العالم في عام 2040 عن جروس برس ناشرون ترجمة د- موريس معربس حيث يؤكد ص7:

((يُعتبَر كل إصدار من “الاتّجاهات العالميّة” مهمّة فريدة من نوعها؛ إذ يقوم مؤلّفوها في مجلس المخابرات الوطني الأمريكي بتطوير منهجيّة معيّنة، وصياغة التحليل الخاص بها.

تتضمّن هذه العمليّة عدّة خطوات: بدءاً بفحص وتقييم الإصدارات السابقة من الاتّجاهات العالميّة للدروس المستفادة؛ البحوث والاكتشافات التي تنطوي على مشاورات واسعة النطاق، وجميع البيانات، والبحوث الممولّة....). لعلّ تلك المشروعات الضخمة التي تحتاج لكوادر بشرية بجميع الاختصاصات وأدقها لمعرفة ديموغرافية للسكان بالبشرية وقوة الدول وثرواتها وأهمية مواقعها الستراتيجية، بالطبع كل حكومة تحاول الحفاظ على مصالح شعوبها ترسم السياسات المستقبلية، وفق المعطيات المحلية والعلاقات مع دول الجوار وفق التكامل للمصالح للمحافظة على التوازن وتحقيق طموحات وآمال كل شعب بالإستقرار والرفاهية في عالم ضاج بالمشاكل الاقتصادية والنزاعات والصراعات.

شاهدنا هشاشة العالم بظهور فايروس الكورونا، ثم بحرب أوكرانيا والتأثير الاقتصادي على الشعوب وانهيار العملات بعدة دول بمناطق متفرقة من العالم كل ذلك يقوض السلام العالمي.

وهناك قضية جوهرية أخرى تواجه الدول ومنها عامل المناخ وأزمة المياه، التي تركت تداعيات مريرة على الزراعة والأهوار والتصحر ومخاطر جمة بكل الجوانب السكانية.

هذه التحديات العابرة للحدود من الجوار تؤذي الداخل العراقي وتعمّق الهوة بالعلاقات التي ينبغي أن تقوم على حسن الجوار، والتوازن، والتكافؤ، وتحقيق المصالح. كما ناشد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بعدة زيارات لتركيا وإيران لأهمية منح العراق حصته المائية، فبناء السدود دون مراعاة حقوق الدول المتشاطئة يؤدي لكارثة مستقبلية.

من هنا التحذير عن كيفية التعاطي مع النقص الحاد بإمدادات المياه بالمستقبل ومدى تفاقم أزمة الجفاف والتصحر، بالطبع التكيف مع الواقع يحتاج لدراسات مستقبلية على نطاق وزارة التخطيط والزراعة والموارد المائية، وكيفية خزن مياه الأمطار والمحافظة عليها لموسم الصيف.

إن الأزمات العالمية يرى واضعو الستراتيجيات إلى عام 2040 في ص 26 : (( في عالم على غير هدى، النظام الدولي فوضويّ، متقلّب، بلا وجهة؛ القوى الكبرى، مثل: الصين والجهات الفاعلة الإقليميّة وغير الحكوميّة، تتجاهل القواعد، والمؤسّسات الدوليّة إلى حد كبير.

تعاني دول منظمّة التعاون الاقتصادي والتنمية من تباطؤ النموّ الاقتصاديّ، وتوسيع الانقسامات المجتمعيّة، والشللل السياسي.

وتستغل الصين مشكلات الغرب لتوسيع نفوذها الدولي، لا سيّما في آسيا...).

إن تعزيز الهويات الوطنية والحفاظ على المصالح الوطنية والثروة ودرء مخاطر الأزمات يحتاج إلى دراسات مستقبلية بعالم يخطو سريعاً وتحولات كبرى تكنولوجية وصناعية وتطوير نظم المعلومات ومحاولات محمومة، للسيطرة بالأرض والفضاء.

من هنا يجب أن تولي الوزارات بكل اختصاصها لوضع الدراسات الملائمة لاستثمار ثروة النفط والغاز بتنمية المشاريع وتحقيق الإكتفاء الصناعي، من خلال إقامة مشروعات البتروكيمياويات، واستثمار الغاز، وتطوير مشاريع الطاقة الكهربائية، وتحسين البيئة بالقضاء على التلوث.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق