الذئب لا يأكل من الغنم الا القاصية، كذلك علاقات العتمة والظلام عبر الإنترنت تدفع صاحبها الى الارتياح والاطمئنان بالحصول على فريسته دون رقيب او حسيب فسرية العلاقة بين الشاب والفتاة تدفع الشاب بالتمادي والتلاعب ببال مرتاح وقلبٍ بارد، علاقات عاطفية مزيفة مبنية على الخيال والأوهام ...

الذئب لا يأكل من الغنم الا القاصية، كذلك علاقات العتمة والظلام عبر الإنترنت تدفع صاحبها الى الارتياح والاطمئنان بالحصول على فريسته دون رقيب او حسيب فسرية العلاقة بين الشاب والفتاة تدفع الشاب بالتمادي والتلاعب ببال مرتاح وقلبٍ بارد.

علاقات عاطفية مزيفة مبنية على الخيال والأوهام، حبُ عصري من أول مراسلة عابرة للحدود، مشاعر مشوهة ولدت من تكنلوجيا الاتصال، فالبدايات الوردية التي يرسمها الشاب الإلكتروني بشتى الألوان الزاهية لنيل غايته المسمومة تذهب ضحيتها الفتاة الموعودة بفارس أحلامها المزيف.

ان لجوء الفتات الضحية والشاب المفترس الى مثل هذه العلاقات، هي الهروب الى مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة مشكلات نفسية واجتماعية وقيود تفرضها العادات والتقاليد عليهم فوجود رقيب في واقعهم يمنعهم من الوصول الى حاجتهم العاطفية يولد لهم الإصرار على خوض هكذا تجارب فاشلة في العالم الفضائي فيلجأ الكثيرون لمثل هذه العلاقات المضطربة بدوافع عديدة يستخدمها الشباب عبر شاشات الهواتف لتحقيق نزوات زائلة وغايات محدودة تبدأ وتموت في الظلام، ويرى خبراء علم النفس أن علاقات الإنترنت لا تتعدى كونها حياة افتراضية يقيمها البعض نتيجة حالة نفسية معيّنة تتحكم في الهوى والرغبات ويكون الإنسان خلالها مؤهلا لإقامة علاقات مجهولة، راغبا فيها بغض النظر عن نتائجها، رافضا تقبل نصائح الآخرين حول خطورة هذه العلاقات وتأثيراتها السلبية.

بيوتٌ تهدم وعوائل تحطم وعلاقات أسرية تتشتت بسبب كابوس الإنترنت عقول فارغة تتسلى بعواطف فتيات وتتخطى كل الحدود والعادات والقيم فكم من علاقة عابرة أنهت حياة فتيات أغواها النت وجرفها عن قيمها وكم من علاقة وهمية أدت الى انتحار مراهقات بعمر الورد بسبب فشل علاقة عاطفية، وقد يأخذ الحب الإلكتروني اتجاهاً اخر من حيث الابتزاز بنشر صور تتعلق بطرفي العلاقة الغرامية والتهديد الذي يحول العلاقات من عاشق ومعشوق الى حلم مفقود فهو حبٌ جميلٌ في البداية وقبيحٌ في النهاية.

وكثيرا ما يتم الخلط بين الحب والرغبة فالرغبة تختلف عن الحب فهي زائلة تأتي في لحظات قليلة ثم سرعان ما تختفي ويفقدها الشخص، او يبحث عن شيء اخر للتجديد والالهاء فالرغبة على عكس الحب تماما فلاوجودٌ ثباتٌ للشعور عند الرغبة فهي تتصف بالأنانية لسد حاجة شخصية داخل الانسان اما الحب فهو اهم السمات التي زرعها الله سبحانه وتعالى في نفوس البشرية فهو اسمى معاني الوجود فلا وجود للإنسان بدون مشاعر ولو تمكن المجتمع ان يحظى فيه كل شخص بمن يحب يتحول الى مجتمع فاضل على ان يكون الحب مبني على الثقة والاحترام والتضحية بين الطرفين ويكون اساسه الاخذ والعطاء بعيدا عن الاستغلال والانانية فالحب رسائل وعهود ومبادى فهو الجمال الحقيقي للإنسان.

كل هذه المبادئ والقيم والرسائل السامية حولها الانترنيت الى رماد حين اصبحت العلاقات والمحبة اساسها الابتزاز والتلاعب للوصول الى غاية دنيئة ومسابقة الطرفين في ايذاء الاخر والاستحواذ علية بشتى الاساليب والوسائل.

الدراسات النفسية اعطتنا وصفة واضحة لاعراض المشكلة، فأكثر الأفراد تعرضا لخطر الإصابة بمرض إدمان الانترنت، هم الأفراد الذين يعانون من العزلة الاجتماعية، والفشل في إقامة علاقات إنسانية طبيعية مع الآخرين والذين يعانون من مخاوف غامضة أو قلة احترام الذات، الذين يخافون من أن يكونوا عرضة للاستهزاء أو السخرية من قبل الآخرين، هؤلاء هم أكثر الناس تعرضا للإصابة بهذا المرض، وذلك لان العالم الالكتروني قدم لهم مجالا واسعا لتفريغ مخاوفهم وقلقهم وإقامة علاقات غامضة مع الآخرين تخلق لهم نوعا من الألفة المزيفة فيصبح هذا العالم الجديد الملاذ الآمن لهم من خشونة وقسوة عالم الحقيقة، كما يعتقدون حتى يتحول عالمهم هذا إلى كابوس يهدد حياتهم الاجتماعية والشخصية للخطر، وحتى لا نزيد من وَحْلِ المشكلة لا بد من إيقاف النزيف القيمي عبر الاهتمام بالشباب والفتيات وضمان انسجامهم مع المجتمع لكي لا يتحولوا الى طرائد سهلة لبعضهم البعض، فهم في النهاية ثروة البلد وقادة المستقبل وبانهيار قيمهم السامية تنهار الاسرة والمجتمع.

....................................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق


التعليقات

الكاتب الأديب جمال بركات
مصر
احبائي
شبكة الإنترنت بها جوانب نافعة وجوانب أخرى شيطانية
البعض اتخذ من هذه الشبكة انطلاقة كبيرة في اتجاه الحرية
والمجرب منا يعرف انه يتعامل على هذه الشبكة مع شخصيات وهمية
الأصوات يمكن أن تزيف والصور يمكن أن تزيف في الرؤية المباشرة يوسائل تكنولوجية
والفتيات هن اكثر الفئات استهدافا من ذئاب مدربين على الإستدراج بوسائل خداعية اغرائية
وهذا ما أثبتته الدراسات التي أجريناها في مركز ثقافة الألفية الثالثة وجمعية حماية الأسرة المصرية
هذه الدراسات شرفت بالإشراف عليها وقام بها صحفيون وكتاب كبار وكانت نتائجها أن هذه الشبكة لاتوجد بها مصداقية
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه....واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات....رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة2019-07-14