ثقافة وإعلام - أدب

لا يتسع النوم للأحلام

كيف يكون قلب الأم في زحمة التراب حين يفترش الحجر دموع الضوء وأي قبر يتسع لقبضة من نور هل يتحول إلى أغصان من فضة بعد الموت قلوب الأمهات رحمة الله وإحسانه وهي رضاه لمن يشاء مسافة الخلاص قلوبهن شفاعتنا يوم يصير الناس جُثاً وتحت أقدامهن...

1

قلوب العشّاق تسكنها عصافير الله

يحلّقون مثل الفراشات

فوق أغصان الضوء

يرقبون مقلة الفؤاد

ترقص على أوتار الهوى

أين ترحل الطيور

إذ ما أغلق العاشق ضلوعه

وعلى أية نافذة

ستشدو شجوها الأليل

 

2

كيف يكون قلب الأم في زحمة التراب

حين يفترش الحجر دموع الضوء

وأي قبر يتسع لقبضة من نور

هل يتحول إلى أغصان من فضة

بعد الموت

قلوب الأمهات رحمة الله وإحسانه

وهي رضاه لمن يشاء

مسافة الخلاص

قلوبهن شفاعتنا

يوم يصير الناس جُثاً

وتحت أقدامهن

يفترش الفائزون الجنة

 

3

أن تأووا إلى النوم

ثمة حفّار لزفرة البحر

عندما يدعوكم الموسم للنوم

تنامون بغفلة ولا تصحون

يفتحون لكم فوهات التراب

ويشيّعكم الوقت المتعب

لا زمن للكفن

هذا مقام الروح عائدُ للوتر

لم يبق في النبض رمق

خلّان القلب حين يرحلون

ينامون

نظل وحدنا نرتدي أصابعهم

تظل أصواتهم أهزوجة في معاصمنا

وتصبح كل جهاتهم

رماحاً في عيوننا

 

4

متعبون مثل خطى تائهة

غرباء تهجرهم الموانئ

للريح معهم حكاية

تغيّرهم في كل فصل

تعطيهم لون القهر

حتى بهتت ملامحهم

تكاد أن تندثر

وعيونهم تتوسّد المسافات

على قارعة الجفاف

لا تحييها زخات المطر

أرواحهم الهزيلة

أضحت مرايا مسفوحة

حين أضنتهم الشدّة

خَبّئوا في أجنحة الطيور الراحلة

أسئلة التعب

 

5

لا يتسع النوم للأحلام

نطفو فوق الفراغ المغلق

نضرم وجهنا للغيمة الخضراء

لا أديم لهذا الأرق

غير أن غابة الليل رمق السهد

كلما أوينا إلى النعاس

لنعتلي أشرعة الجنون

يتخشب البساط

* كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدنمارك

اضف تعليق