q

يطرح فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية مجموعة من المشكلات الجديدة التي لا يملك الاتحاد الأوروبي الأدوات اللازمة للتعامل معها وهو لا يزال يترنح من قرار بريطانيا الانسحاب من عضويته.

فقد انشغلت قيادات التكتل بتنامي الميل لمناهضة مؤسسات الحكم في القارة الأوروبية ذاتها لدرجة أنها لم تهتم باحتمال وصول رجل وصفه نائب المستشارة الألمانية بأنه "رائد حركة دولية جديدة استبدادية ومغالية في الوطنية" إلى السلطة في الولايات المتحدة.

في اليوم السابق على الانتخابات قال أحد زعماء الاتحاد الأوروبي إن خطة الطوارئ تتمثل في "رسم علامة الصليب على الصدور والدعاء". وفي اليوم التالي للانتخابات لخص دبلوماسي أوروبي رفيع المعضلة بينما كانت قيادات أوروبا تتعهد بالتعاون مع ترامب.

غير أن قيادات الاتحاد تدرك أن المتشددين المشككين في الوحدة الأوروبية وما وجدوه من تشجيع في فوز ترامب وتصويت بريطانيا على الانسحاب من التكتل في يونيو حزيران الماضي قد يستغلون أي محاولة لتعزيز التعاون لدفعهم إلى المصير الانتخابي المخزي الذي لقيته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويشعر الشطر الشرقي من أوروبا بالقلق خشية أن يستغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد ترامب بتحسين العلاقات مع موسكو التي ترزح تحت العقوبات من أجل مد نفوذ روسيا مثلما حدث في أوكرانيا، وشعر رئيس حلف شمال الأطلسي النرويجي الجنسية أنه مضطر للإفصاح عن موقفه أن ترامب لا يمكنه التراجع فيما يخص الضمانات الأمنية.

وفي رسالة تهنئة مشتركة لترامب بفوزه، وجه يونكر وتوسك "دعوة له للتوجه الى اوروبا لعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في اول فرصة ممكنة" مؤكدين ان "تعزيز العلاقات بين الطرفين مهم اكثر من اي وقت مضى".

من جهتهم سعى سفراء الولايات المتحدة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لطمأنة حلفاء واشنطن في أوروبا بأن التعاون الوثيق سيستمر في أعقاب انتخاب دونالد ترامب رئيسا للبلاد، فقد اثار فوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة صدمة قبل ستة اشهر من الانتخابات الرئاسية في فرنسا حيث يبدو ان فرضية وصول زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن الى الرئاسة باتت معقولة اكثر.

عليه تبدو توابع زلزال فوز المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب برئاسة أمريكا، وهي تتوالى يوما بعد يوم وتضرب في مناطق مختلفة من العالم. أما أكثر المناطق التي هزتها، والتي أثارت فيها المخاوف من تغيرات سياسية ربما لا يحمد عقباها، من وجهة نظر العديد من السياسيين والمراقبين فهي القارة الأوروبية، إذ أن اليمين السياسي المتطرف الصاعد في أوروبا منذ فترة، وجد في فوز ترامب داعما قويا في مساعيه للوصول إلى السلطة.

هل يمكن فعلا أن تنتقل حالة الشعبوية السياسية كما يسميها البعض من أمريكا إلى أوروبا؟، سؤال يسعى كثير من المراقبين للإجابة عليه حاليا، وهم يرون أن معظم الخطاب السياسي الصادر عن اليمين الأوروبي، يعتبر أن عصره قد بات قريبا ، وأن انتخاب ترامب سيعجل بهذا العصر، فالواضح أن التصويت البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوربي، كان من وجهة نظر كثيرين بداية لانتصار اليمين الأوروبي، وأنه مثل نموذجا يحتذى للعديد من أحزاب هذا اليمين، الساعي ضمن ما يسعى إليه إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، نقلا عن البي بي سي.

فوز ترامب جرس تنبيه لأوروبا .. فهل تنهض؟

قال الدبلوماسي لرويترز "حيث أننا رفضنا التفكير فعليا في هذا السيناريو لدينا قائمة أسئلة بحاجة لأجوبة. لكن كل شيء تقريبا مجهول"، وفي رأي البعض يتعين على أوروبا الآن أن تنهض وتتولى قدرا أكبر من المسؤولية سواء من أجل الأمن الأوروبي أو من أجل العالم إذا التزم ترامب بما ردده خلال حملته الانتخابية من تقليص للالتزامات الدفاعية الأمريكية وغيرها من الارتباطات الأمريكية في الخارج.

وتمثل العلاقات التجارية وتغير المناخ وروسيا وتنظيم الدولة الإسلامية مجالات قد يتعين على أوروبا أن تختط فيها مسارا لنفسها إذا انسحبت واشنطن تحت قيادة ترامب من المسرح العالمي، وقال مانفريد فيبر حليف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الذي يقود كتلة المحافظين في البرلمان الأوروبي "هذه صيحة تنبيه أخرى. الأمر يرجع الآن لأوروبا. علينا أن نكون أكثر ثقة في النفس ونتحمل قدرا أكبر من المسؤولية"، وأضاف "لا نعرف ماذا نتوقع من الولايات المتحدة"، وقال ديدييه رايندرز وزير خارجية بلجيكا لرويترز إن البيت الأبيض في ظل ترامب "قد يساعد البعض في أوروبا على إدراك الحاجة لتعزيز التعاون الدفاعي فيما بين الأوروبيين"، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو عن الزلزال السياسي الذي شهدته واشنطن في ذكرى مرور 27 عاما على سقوط حائط برلين "لا يمكن أن يغمض لأوروبا جفن بعد خروج بريطانيا وبعد انتخاب دونالد ترامب"، ولا تزال واشنطن تتولى توفير الجزء الأكبر من القوات العسكرية المكلفة بالدفاع عن القارة الأوروبية.

وقال ايرو "يجب أن تتحد أوروبا بشكل أكبر وأن تكون أنشط وأن تأخذ بزمام المبادرة بشكل أكبر. حتى ولو لتحمي نفسها فقط.، وفي لقاءات خاصة يتشكك مسؤولون كبار في قدرتها على ذلك. بحسب رويترز.

وتساءل دبلوماسي أوروبي كبير "أوروبا ستحتاج لبذل المزيد للاعتناء بنفسها لكن هل نحن قادرون على ذلك؟"، ويعاني الاتحاد الأوروبي من توترات بسبب السياسة الاقتصادية وأزمة اللاجئين السوريين وانسحاب بريطانيا من عضويته ومازال منقسما بدرجة كبيرة، وقال دبلوماسي أوروبي رفيع آخر لرويترز "هذا يغير نموذج عمل الاتحاد الأوروبي. لكن ليس لدينا أدنى فكرة عن كيفية هذا التغير"، ورفض إشارات إلى أن انسحاب أمريكا من بعض ارتباطاتها قد يتيح بعض الفوائد مثل إرغام الأوروبيين على الاستثمار أكثر في التعاون فيما بينهم وزيادة الإنفاق على الدفاع. وقال "ليس هذا ببصيص الأمل. بل تظاهر بالشجاعة".

ودعا وزراء خارجية الاتحاد إلى عقد اجتماع خاص على العشاء يوم الأحد لبحث ما يعنيه انتخاب ترامب لأوروبا، وقال جايلز ميريت من مركز أبحاث (فريندز أوف يوروب) المؤيد للاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الزعماء يجب ألا يتوانوا عن التحرك لتفادي المشاكل وقد يعملون على تنشيط اتحادهم بالمساعدة في الدفاع عن الاستقرار العالمي، وأضاف أن عليهم "صياغة رد أوروبي مشترك ... قبل أن يطأ الرئيس ترامب أرض المكتب البيضاوي"، لم يكن أحد يذكر يريد للانتخابات الأمريكية هذه النتيجة سوى رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان. واكتفت قيادات الاتحاد الأوروبي ومبعوثو إدارة أوباما بتسليط الضوء على التاريخ المشترك والمثل المشتركة في معرض تأكيدها على استمرار التعاون.

وبعد حملة الانتخابات الأمريكية التي اتسمت باتهامات بالعنصرية والانحياز لجنس على حساب الآخر قالت ميركل التي تستعد هي نفسها لخوض معركة انتخابية العام المقبل إنها ستعمل مع ترامب على أساس القيم المشتركة بما فيها "احترام ... كرامة الناس بغض النظر عن أصلهم أو لون بشرتهم أو دينهم أو جنسهم".

ورد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك -وهو رئيس وزراء بولندا السابق- الذي يرأس القمم الأوروبية على ما وصفه "بالتحديات الجديدة" و"الغموض الذي يكتنف مستقبل العلاقات عبر الأطلسي" بالتأكيد على روابط الدم التي تربط الطرفين منذ قرون، وشدد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند على ضرورة تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة تغير المناخ والتهديدات الأمنية من الإسلاميين والاقتصاد العالمي.

ولم يستطع سفير واشنطن لدى حلف شمال الأطلسي تقديم أي تفاصيل عن سياسة الإدارة الجديدة لكنه طمأن نظراءه الأوروبيين في بروكسل أن حلف شمال الأطلسي كان يحظى على الدوام بدعم الحزبين الرئيسيين في واشنطن.

وقال أنتوني جاردنر مبعوث الرئيس باراك أوباما لدى الاتحاد الأوروبي والذي يتأهب لترك منصبه إن من الممكن أن يحدث تغير في مجالات من بينها العقوبات على روسيا ودعم أوكرانيا والانتشار النووي والتجارة وحلف شمال الأطلسي والشرق الأوسط لكنه أضاف "لنتريث لمعرفة من سيعينون كمستشارين كبار له".

وأضاف أنه لا يتوقع أن تتخلى واشنطن عن الاتحاد الذي كان شريكا رئيسيا في السنوات الخمسين الأخيرة لكن تطميناته لم تقض على إحساس أقرب إلى الذعر بين بعض كبار المسؤولين في بروكسل، وقال أحدهم وقد بدا على وجهه التجهم "هذا أمر وبيل. فخروج بريطانيا كان خطأ غبيا ومضرا.. لكن الناس المسؤولين عن تنفيذه ليسوا مجانين بالكامل. أما الآن فلدينا شخص شعبوي في السلطة يمكنه أن يغير النظام كما نعرفه بالكامل".

فوز ترامب وترك بريطانيا الاتحاد الأوروبي يهددان باجتياح الشعبوية لأوروبا

في مايو أيار حين كان فوز دونالد ترامب المذهل بانتخابات الرئاسة الأمريكية يبدو أبعد الاحتمالات كتب مسؤول أوروبي كبير على تويتر قبل قمة مجموعة السبع في طوكيو للتحذير من "سيناريو الرعب".

تخيل مارتن سلماير رئيس فريق العاملين مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر لو حل محل باراك أوباما وفرانسوا أولوند وديفيد كاميرون وماتيو رينتسي في اجتماع العام القادم لنادي الدول الغنية زعماء مثل ترامب ومارين لوبان وبوريس جونسون وبيبي جريلو.

بعد ذلك بشهر صدمت بريطانيا العالم حين صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، استقال كاميرون من رئاسة الوزراء وأصبح جونسون رئيس بلدية لندن السابق - الذي ساعد في إقناع البريطانيين بترك التكتل - وزيرا للخارجية.

في عام 2017 سيصوت الناخبون في هولندا وفرنسا وألمانيا وربما إيطاليا وبريطانيا أيضا في انتخابات بعد فوز ترامب والانسحاب من الاتحاد الأوروبي ووسط المناخ السياسي المسموم الذي حرك هاتين الحملتين. بحسب رويترز.

لن تغيب الدروس عن الأحزاب الشعبوية في أوروبا التي رحبت بفوز ترامب بوصفه لطمة للتيار السياسي السائد، كتب جان ماري لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسي ووالد زعيمة الحزب مارين لوبان في تغريدة على موقع تويتر يقول "اليوم الولايات المتحدة وغدا فرنسا"، وتقول دانييلا شوارزر مديرة قسم الأبحاث في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية إن أساليب ترامب الجريئة ترقى إلى أن تكون نموذجا للأحزاب الشعبوية الأوروبية في الحملات الانتخابية القادمة.

يصوت النمساويون أوائل الشهر القادم في انتخابات رئاسية قد يفوز فيها نوربرت هوفر زعيم حزب الحرية ليصبح أول رئيس يميني في غرب أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في اليوم نفسه يجري استفتاء على إصلاحات دستورية في إيطاليا يراهن عليه رئيس الوزراء ماتيو رينتسي بمستقبله وقد يغير النظام السياسي في إيطاليا ويقرب حركة خمسة نجوم اليسارية التي ينتمي لها جريلو من مقاليد السلطة.

ويدير القوميون اليمينيون حكومتي بولندا والمجر. لكن احتمال أن تتولى شخصية على غرار ترامب السلطة في غرب أوروبا يبدو بعيدا في الوقت الحالي.

في الديمقراطيات البرلمانية القائمة في كثير من الدول الأوروبية تحالفت الأحزاب التقليدية لتشكل ائتلافات حتى لا يصل الشعبويون إلى الحكم، لكن تينا فوردهام كبيرة محللي السياسة العالمية في مجموعة سيتي المصرفية إن الدرس المستفاد من استفتاء بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي هو أنه ليس بالضرورة أن تكون الأحزاب في الحكومة حتى تشكل الجدل السياسي مشيرة إلى حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي الذي له مقعد واحد في برلمان وستمينستر، وقالت فوردهام "كان أداء حزب الاستقلال البريطاني ضعيفا في الانتخابات الماضية لكن كان له قدر هائل من التأثير على الحركة السياسية في بريطانيا"، وأضافت "تركيبة حملتي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وترامب غيرتا الطريقة التي تدار بها الحملات بكل تأكيد."، وبينما يتضاءل التأييد للأحزاب التقليدية وتبزغ حركات سياسية جديدة فإن التحدي الذي ينطوي عليه تشكيل ائتلافات والحفاظ على تماسكها يزداد صعوبة.

الاتحاد الاوروبي يدعو ترامب الى بروكسل ويحذر من "الانعزال"

وجه رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك دعوة الى الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب لعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في اوروبا حين يسمح له الوقت بذلك.

وفي رسالة تهنئة مشتركة لترامب بفوزه، وجه يونكر وتوسك "دعوة له للتوجه الى اوروبا لعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في اول فرصة ممكنة" مؤكدين ان "تعزيز العلاقات بين الطرفين مهم اكثر من اي وقت مضى".

وقال توسك "لا أظن اليوم أنه يمكن لبلد الادعاء أنه كبير اذا بقي معزولا" في اشارة الى شعار "استعادة عظمة اميركا" الذي استخدمه ترامب، واعتبر رئيس المجلس الاوروبي في بيان باسم الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد ان "اوروبا والولايات المتحدة لا يملكان بكل بساطة خيارا آخر سوى التعاون الوثيق الى اقصى حد ممكن". بحسب فرانس برس.

ولم يخف توسك مخاوفه قائلا "نحترم الخيار الديموقراطي للشعب الاميركي ونحن مدركون في الوقت نفسه للتحديات الجديدة الناجمة عن هذه النتيجة. ويتمثل احد هذه التحديات بلحظة عدم اليقين ازاء مصير علاقاتنا".

وتطرق الى الصدمة التي احدثها بريكست واثرت بشكل جدي على الاتحاد الاوروبي، محذرا من ان "التطورات في الايام والاشهر الاخيرة يجب اعتبارها انذارا الى جميع من يؤمنون بالديموقراطية الحرة"، وقال يونكر وتوسك في رسالتهما "فقط عبر التعاون بشكل وثيق يمكن للاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ان يواصلا احداث فارق لخوض تحديات غير مسبوقة مثل داعش او تهديدات لسيادة اوكرانيا والتغير المناخي والهجرة"، واضافا "لحسن الحظ ان الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عريضة وعميقة".

وتطرق يونكر وتوسك الى "الجهود المشتركة لتحسين أمن الطاقة ومواجهة تحدي التغير المناخي والى التعاون بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة لمواجهة الاخطار الامنية في محيط اوروبا من ناحيتي الشرق والجنوب والمفاوضات حول (معاهدة) تافتا" للشراكة الاطلسية التجارية والاستثمارية. وشددا على أنه "يجب ألا يتم توفير أي جهد، للتأكد من ان الروابط التي تجمعنا ستبقى قوية ودائمة".

سفراء أمريكا يسعون لطمأنة أوروبا بشأن العلاقات

وقال دوجلاس لوت سفير واشنطن للحلف خلال اجتماع مع دبلوماسيين أوروبيين في مقر السفارة الأمريكية في بروكسل إن هناك مجالا كبيرا للاستمرار وإن حلف الأطلسي لطالما كان مهما بالنسبة للحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وخلال حملته شكك ترامب الجمهوري في الإنفاق الأمريكي على الدفاع الأوروبي من خلال حلف شمال الأطلسي والزعماء الأوروبيين لا سيما فيما يتعلق بالدول الأقرب لروسيا في الشرق.

وحث السفير الأمريكي للاتحاد الأوروبي أنتوني جاردنر الذي عينه الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما الأوروبيين على عدم تكوين افتراضات بشأن طبيعة إدارة ترامب. وقال للصحفيين "من السابق لأوانه الوصول لنتائج."

وقال "أي إدارة أمريكية ستدرك أهمية ... العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. امنحوها الوقت."

الاتحاد الأوروبي يدعو ترامب لقمة ويشير للعلاقات الأمنية والتجارية

 دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لاجتماع قمة بمجرد أن يسمح وقته بذلك مشيرا في خطاب لتهنئته بالفوز يوم الأربعاء إلى أهمية الروابط الأمنية والتجارية بين الجانبين.

وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في الخطاب "اليوم صار توطيد العلاقات عبر الأطلسي أكثر أهمية من ذي قبل."

وأضافا "فقط بالتعاون الوثيق سيكون بإمكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إحداث تأثير لدى التعامل مع تحديات لم يسبق لها مثيل مثل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والتهديدات بشأن سيادة أوكرانيا وتغير المناخ والهجرة."

وقالا "لحسن الحظ أن الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واسعة (النطاق) وعميقة: بدءا من جهودنا المشتركة لتعزيز أمن الطاقة وتناول مسألة تغير المناخ ومرورا بالتعاون لمواجهة تهديدات لأمن جيران أوروبا شرقا وجنوبا ثم انتهاء بالمفاوضات بشأن اتفاق الشراكة في التجارة والاستثمار عبر المحيط الأطلسي - علينا ألا نضيع أي جهد لضمان بقاء العلاقات التي تربطنا على قوتها واستمراريتها."

المانيا ترامب صدمة كبرى

قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين إن تقدم المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب "صدمة كبرى" وطالبته بتأكيد التزامه تجاه حلف شمال الأطلسي، وأضافت لتلفزيون "ايه.آر.دي" الألماني "أعتقد أن ترامب يعلم أن ذلك لم يكن تصويتا له بل كان (تصويتا) ضد واشنطن... ضد مؤسسة (الإدارة الأمريكية)"، وتابعت "كانت صدمة كبرى عندما رأيت إلى أين تسير الأمور" وذلك في الوقت الذي يوشك فيه ترامب على الوصول إلى البيت الأبيض بسلسلة مكاسب مفاجئة في ولايات رئيسية مثل فلوريدا وأوهايو.

وقالت فون دير ليين وهي عضو في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "بالطبع نحن الأوروبيين كحليف لحلف شمال الأطلسي نعرف إنه إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا سيوجه سؤال: ما هي مساهمتك في هذا التحالف؟"، وتابعت في أول تعليق من وزير ألماني على الانتخابات "لكننا أيضا نتساءل ما هو موقفك من هذا الحلف؟... هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إجابة". بحسب رويترز.

من جهتها هنأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على نصره الانتخابي وعرضت العمل معه عن قرب على أساس قيم الديمقراطية والحرية واحترام القانون وكرامة الناس، وقالت ميركل "ألمانيا وأمريكا مرتبطتان ببعضهما من خلال قيم الديمقراطية والحرية واحترام حكم القانون وكرامة الناس بغض النظر عن أصلهم أو لونهم أو ديانتهم أو نوعهم أو ميولهم الجنسي أو آرائهم السياسية"، وأضافت "على أساس هذه القيم أعرض العمل عن قرب مع الرئيس المقبل للولايات المتحدة دونالد ترامب"، وقالت ميركل إن العمل مع الولايات المتحدة يبقى محورا رئيسيا في السياسية الخارجية لألمانيا.

بريطانيا تتطلع للعمل مع ترامب

هنأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي دونالد ترامب بفوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية قائلة إن بريطانيا والولايات المتحدة ستحتفظان "بشراكة قوية ووثيقة في التجارة والأمن والدفاع"، وكانت ماي انتقدت قبل تعيينها رئيسة للوزراء ترامب لدعوته إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة واصفة الدعوة بأنها مثيرة للانقسام وغير مفيدة وخاطئة.

كما وصفت تلميحه إلى أن أجزاء من بريطانيا غارقة في الأصولية لدرجة أن الشرطة لا تجرؤ على دخولها بأنه "هراء". وقالت حينها "أعتقد أن هذا يظهر أنه لا يفهم المملكة المتحدة وما يحدث في المملكة المتحدة".

لكن منذ تصويت بريطانيا لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في يونيو حزيران واستقالة سلفها ديفيد كاميرون على أثر ذلك وتعيينها رئيسة للوزراء أصبحت ماي حريصة على عدم الإدلاء بتصريحات بشأن مقدم برامج تلفزيون الواقع السابق. بحسب رويترز.

وقالت ماي في بيان إن ترامب فاز "في حملة صعبة" وإنها تريد استمرار "العلاقة الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة، وقالت "أود أن أهنئ ترامب على انتخابه رئيسا للولايات المتحدة بعد انتخابات صعبة"، وأضافت "ترتبط بريطانيا والولايات المتحدة بعلاقات خاصة ومستمرة تقوم على قيم الحرية والديمقراطية والشراكة. كنا وسنظل شريكين قويين وثيقين في التجارة والأمن والدفاع"، وتابعت قائلة "أتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب والبناء على هذه العلاقات لضمان أمن ورخاء أمتينا في السنوات القادمة".

أولوند يهنئ ترامب ويحذر من فترة التباس

من جهته هنأ الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند يوم الأربعاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على نصره غير المتوقع محذرا من بدء فترة التباس بعد النتيجة، وقال أولوند "أهنئه وهذا أمر طبيعي بين رئيسي دولتين ديمقراطيتين." وأضاف أن "الانتخابات الأمريكية تدشن فترة من الالتباس"، وأضاف أن فرنسا ستبقى على محادثات تتسم بالحذر والصراحة مع الإدارة الجديدة بشأن المسائل الدولية مشيرا إلى أن فوز ترامب يعني أن فرنسا في حاجة لأن تكون أقوى وأن أوروبا في حاجة لأن تكون متحدةـ وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية إن أولوند تحدث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل أن يدلي بتصريحاته. بحسب رويترز.

فيما قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو إن بلاده سيكون عليها أن توضح مع الولايات المتحدة مسائل رئيسية مثل الصراع في سوريا والصفقة النووية لإيران والتغير المناخي إذا صار المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية رئيسا للولايات المتحدة.

رئيس وزراء الدنمرك يقول إن العالم يحتاج ألا تنغلق أمريكا على نفسها

انضم رئيس وزراء الدنمرك لارس لوك راسموسن إلى باقي الزعماء الأوروبيين في تهنئة دونالد ترامب بالفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية لكنه قال إن العالم الآن يحتاج "إلا تنغلق الولايات المتحدة على نفسها"، وقال راسموسن لمجموعة من الصحفيين يوم الأربعاء "أبديت مخاوفي أثناء الحملة الانتخابية بشأن مؤشرات على أن الولايات المتحدة تنغلق على نفسها وهو للأسف الحال ذاته في أوروبا". بحسب رويترز.

وأضاف أن اتباع الولايات المتحدة سياسات أكثر حمائية يمكن أن يتسبب في مشكلات لبلد صغير يعتمد على التصدير مثل الدنمرك تماما مثل ما يفعله خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

رئيس وزراء إيطاليا يهنئ ترامب ويقول الصداقة مع أمريكا قوية

كذلك هنأ رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي دونالد ترامب على فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية وقال إن علاقات إيطاليا مع الولايات المتحدة ستبقى قوية، كان رينتسي عبر من قبل عن تأييده لهيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وقال في خطاب بروما "أتمنى له التوفيق. الصداقة الإيطالية الأمريكية قوية".

كان رينتسي ضمن عدد قليل من زعماء العالم الذين عبروا عن تأييدهم لكلينتون مما دفع ساسة معارضين له للتنديد بموقفه يوم الاربعاء بدعوى أنه أضعف الموقف الدولي لروما.

زعيمة اسكتلندا تقول إن فوز ترامب "مصدر قلق كبير" لكثيرين

هنأت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن الجمهوري دونالد ترامب على فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الأربعاء لكنها قالت إن فوزه سيكون مصدر قلق للكثيرين.، وقالت ستيرجن في بيان "من الطبيعي في أي انتخابات أن يشعر من ينتمون للطرف الخاسر بخيبة الأمل لكن اليوم الكثيرين في أمريكا وفي جميع أنحاء العالم يشعرون أيضا بإحساس حقيقي بالقلق."، ويملك ترامب الذي كانت أمه اسكتلندية ملعبين للجولف في الساحلين الغربي والشرقي لاسكتلندا، وقالت ستيرجن "رغم أن هذه ليست النتيجة التي كنت آمل فيها فإن هذا رأي الشعب الأمريكي وينبغي أن نحترمه. أهنئ الرئيس المنتخب ترامب على فوزه في الانتخابات".

رئيس وزراء المجر: انتخابات أمريكا أنهت مفهوم "اللا ديمقراطية الليبرالية"

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية تمثل نهاية فترة "اللا ديمقراطية الليبرالية" التي سادت على مدى عقدين، وأصبح أوربان في يوليو تموز الماضي أول زعيم أوروبي يعبر عن تفضيل واضح للجمهوري دونالد ترامب الذي حقق نصرا مفاجئا على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وقال أوربان خلال مؤتمر نظمه البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير "هذا هو اليوم الثاني لحدث تاريخي بدت فيه الحضارة الغربية وقد تحررت بنجاح من قيود كبلت فكرا أيديولوجيا"، وأضاف دون إشارة صريحة إلى فوز ترامب "أشعر أننا نعيش في أيام انتهى فيها ما نسميه اللا ديمقراطية الليبرالية التي عشنا فيها طيلة 20 عاما وأن بإمكاننا العودة إلى الديمقراطية الحقيقية"، وكان قرار أوربان العام الماضي مد سياج بالأسلاك الشائكة على الحدود لمنع تدفق المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط قد أثار انتقاد الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان.

وقال يوم الخميس "يمكننا أن نسمي المشكلات بمسمياتها ونجد حلولا ليست مشتقة من أيديولوجية وإنما تستند إلى فكر براجماتي خلاق نابع من المنطق"، ومضى قائلا إن فوز ترامب مثله مثل قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي يمثل نقلة مهمة في الفكر الشعبوي العالمي.

حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا يهنئ ترامب على فوزه بالرئاسة

هنأ هاينز كريستيان شتراسه زعيم اليمين المتطرف في النمسا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية، وقال زعيم حزب الحرية الشعبوي في صفحته على فيسبوك "الناخبون يعاقبون اليسار السياسي والمؤسسة المتبلدة المهلهلة ويستبعدونهم من العديد من مناصب اتخاذ القرار"، ويأمل الحزب أن يصبح مرشحه نوربرت هوفر أول رئيس يميني متطرف لدولة في الاتحاد الأوروبي يوم الرابع من ديسمبر كانون الأول.

ويأمل هوفر (45 عاما) الذي يعارض الهجرة وينتقد الاتحاد الأوروبي في أن يخلف الزعيم السابق لحزب الخضر ألكسندر فان دير بيلين في إعادة لانتخابات مايو أيار التي ألغيت.

حزب بلجيكي: فوز ترامب ليس ظاهرة فريدة

هنأ حزب المصلحة الفلمنكي وهو حزب بلجيكي مناهض للمسلمين وانفصالي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قائلا إن فوزه غير المتوقع في الانتخابات يمكن تكراره في أوروبا، وقال رئيس الحزب توم فان في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "تظهر الانتخابات الأمريكية مجددا كيف أن الساسة أصحاب المواقف البعيدة عن التيار السائد هم جزء من الشعب" في إشارة إلى فوزر ترامب وتصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأضاف "مسيرة ترامب ليست ظاهرة فريدة. ففي أوروبا أيضا يوجد كثير من الناخبين الراغبين في التغيير"، وحزب المصلحة الفلمنكي ممثل داخل المعارضة في كل مستويات الحكم ببلجيكا لكن نسبة تأييده زادت إلى نحو 12 بالمئة في الإقليم الفلامندي الناطق باللغة الهولندية بشمال بلجيكا.

الهولندي اليميني فيلدرز يتوقع أن يعطي فوز ترامب دعما للشعبويين في أوروبا

قال خيرت فيلدرز السياسي الهولندي المنتمي لأقصى اليمين إن فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية دليل على أن الغرب يعيش "ربيعا وطنيا" سيعطي دفعة للأحزاب الشعبوية في أوروبا مثل حزبه، وأضاف فيلدرز - الذي يتصدر حزبه (الحرية) المناهض للهجرة وللمسلمين استطلاعات الرأي قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام القادم - أن السياسيين من التيار الرئيسي فقدوا ثقة الناخبين في الغرب بسبب تجاهلهم لأهم القضايا التي ينشغلون بها، وقال "فوز ترامب أثبت لي أن الناس سئموا الساسة المتوافقين مع التيار السائد.. والمنشغلين بقضايا تهمهم هم أنفسهم وليس القضايا التي تهم الناس".

اضف تعليق