ليس بمستغربٍ أن يراودني سؤالاً بعينه كلما هممتُ بالكتابة: ماذا أكتب هذا الاسبوع؟ ما عنوان مقالتي؟، ولطالما فكرت بجلسات للعصف الذهني أشحن فيه قلمي ليخط ويدون ما هو جدير بالتدوين والكتابة، على الأقل بالنسبة لي، لكن السؤال الذي خطر ببالي وداهم فكري هذه المرَّة...

ليس بمستغربٍ أن يراودني سؤالاً بعينه كلما هممتُ بالكتابة: “ماذا أكتب هذا الاسبوع؟ ما عنوان مقالتي؟”، ولطالما فكرت بجلسات للعصف الذهني أشحن فيه قلمي ليخط ويدون ما هو جدير بالتدوين والكتابة، على الأقل بالنسبة لي.

لكن “السؤال” الذي خطر ببالي وداهم فكري هذه المرَّة، فأصابني وتركني مبعثرة، عاجزة القلم:

لماذا أكتب؟ وعن أي شيء؟

عن سوء الخدمات مثل الكهرباء، تلك المشكلة التي أضحت مستعصية ومصدراً لملفات الفساد والسرقة ومصدراً لتعذيب المواطن. أم أكتب عن شحة المياه والهدر فيه؟ وعدم اتخاذ الجهات المعنية إجراءات فعالة وحلول جوهرية لهذه المشكلة التي لو استمرت ستوقع حرباً داخلية؟! أم أقترح عليهم الحلول التي أعدّها المختصون لمواجهة هذا التحدي كمعالجة الفاقد من المياه بتبطين الأنهار؟!

أم أتناول التلوث في الأنهار والجداول ومخاطره وسوء منظر شواطئه الذي يجعل حتى المنتحر يعيد النظر بقراره خوفاً على جثته من النفايات؟!

أو عن تشريع قوانين كلّ ما فيها هي غبن للمواطن، وباب جديد للمفسدين والمرتشين، كالدرجات الوظيفية ومنحها للموظف المستحق، وعدم منحها له مع توافر الشروط المعهودة سابقاً إلا بعد وجود درجة شاغرة؟!!

وهذا يعني أننا سنجد موظفاً أكلت عليه السنون وشربت، وهو في درجته الوظيفية نفسها منتظراً شيء اسمه “توفر درجة شاغرة”! في حين هذه الدرجات ستعزل وتمنح بسخاء منقطع النظير للحاشية والخاصة وغيرهم بل ليس الدرجات فقط وإنما التعيينات والمناصب والسيارات بلا شرط الشاغر ولا داعر ولا عاهر!

والسؤال الأهم لمن نكتب؟!

كنا فيما مضى إذا كتبنا حرفاً واحداً، فيه نقداً تقوم الدنيا ولا تقعد، ويُتخد إجراءات سريعة لحلّ معضلات ومشاكل، أما الآن فنكتب ونكتب، وأمام فخامة مصطلحات مثل: حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة، لا أحد يسمع ولا أحد يستجيب بل لا أحد يهتم!!

فانعق أيـــــّها الكاتب بما تشــــــاء، فمثلك “كَمَـــــــثَلِ الَّذِي يَنْعــــــِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ”!

كم كاتب اجتهد بمقالاتٍ تزدخر بأرقام ودلائل دامغة لكنها لم تثر شهية أحد ولم تغير معادلة أو موازين! وكم كاتب سطَّر أحداثاً ووقائع لو نشرت في مكان آخر غير العراق لتسببت بسقوط حكومة أو استقالة وزراء أو انتحار السياسيين.. لكن هنا -حيث أعيش- بلا جدوى!

ويبقى السؤال لمن نكتبُ؟!!

ربما الجواب الوحيد الذي أمامي الآن هو أننا نكتب من أجل ذاتنا ومواكبتنا للأحداث، ولو حاكمنا التاريخ يـــــوماً ما فسنقول لقد كتـــــــبنا لكــــن لم نجد آذاناً صاغية !

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق