1. هذه العمليات تختلف عن سابقتها بغطاء الشرعية الدولية والإقليمية وما يندرج تحته من تمويل سخي ودعم لوجستي وقتالي غير خجول من أمريكا وحلفائها.

‏2. الغطاء الجوي والدعم الاستخباري إلى جانب تواجد قوات مدفعية امريكية وفرنسية وطائرات مروحية أمريكية، أعطى‬ شعورا بالارتياح للإنخراط في المزيد من المحاور بـ نينوى

‏3. ولكن بعد المرحلة الأولى من العمليات وجدت القيادة المشتركة في المحور الشرقي والساحل الأيسر من الموصل عدوهم داعش أكثر تمسّكا باتخاذ الاهالي دروعا بشرية وبأساليب قذرة وقوة مناورة باستخدام الأنفاق والاكثار من العمليات الانتحارية التي زادت على ٤٥٠ وشراسة في حرب العصابات مما كان عليه في كل معارك العراق.

‏4. لذلك صار لزاما التقدم بحذر وبطء في سبيل تقليل الكلفة بالأرواح والبنى التحتية لمدينة الموصل، وتفعيل ورقة العمليات الخاصة من جهاز مكافحة الإرهاب بكل طاقتها، فهي هذه القوة التي تدربت على الانتصار مع مثل هذه التحديات والمخاطر وعلى هذا الأساس تعول عليها القيادة المشتركة‬ في عمليات نينوى.

‏5. قوات الرد السريع وهي قوات شبه عسكرية مصممة لمواجهة عصابات المدن والشوارع عبر تكتيكات هجينة من حرب العصابات والحرب النظامية، وهي تنتظر دورها في معركة احياء الساحل الأيمن بدءاً من منطقة وادي حجر ومطار الموصل وصولا الى عمق المدينة القديمة.

‏6. قوات الحشد الشعبي والعشائري هذه القوة حققت الخطة المرسومة لها وهي اليوم على مشارف مركز قضاء تلعفر والذي يعتبر من البؤر الصعبة الداعشية بعد تحرير قرابة ٧٢ قرية ومزرعة وبلدة و٧ تلال ستراتيجية وطريقين من أصل ثلاث تربط الموصل بسورية و٧ مناطق عسكرية أهمها مطار تلعفر، أتت فكرة اشراك الحشد الشعبي بعد جدل طويل ولكن القيادة المشتركة اعطتهم ادوارا في مسرح عمليات غرب الموصل اعتمدها وافق عليها الدكتور العبادي.

‏7. تكتيك ناجح من أهم مظاهره ما يمكننا إعتبار إحياءً حقيقيا ورعاية من قبل العبادي للثقة بين مكونات الشعب العراقي حيث لم يتم رصد اي عملية انتهاك لحقوق الإنسان في قاطع عمليات الحشد الشعبي وهذا ما شهد به ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق وما شهد به الدكتور صالح المطلك في لقاء متلفز على احد القنوات المحليّة.

‏8. وعلى أي حال، فإن قوات الحشد الشعبي والعشائري اتبعت تنفيذ الأوامر من القيادة المشتركة ونجحت في غلق كل ثغرات إمدادات داعش من المنطقة الجنوبية الغربية، عبر سحق مفارز داعش المنتشرة في جغرافية صحراوية واسعة وملاحقة فلولهم واجتثاثهم من جذورهم.

‏9. وذلك بالتوازي مع عملية كسب العقول والقلوب داخل احياء الموصل واطرافها التي صنعتها خلية الإعلام الحربي المرتبطة بقيادة العمليات المشتركة بالإضافة الى المنافذ الإعلامية الوطنية المشتركة بتحالف الأعلام الوطني وحتى غير المشتركة التي أكدت وطنيتها في نصرة القوات المحررة بعمليات قادمون يا نينوى، الخطاب الإعلامي المعتدل والمحايد ما أدى في النهاية لتخلي حواضن كثيرة عن التعاطف مع عناصر داعش.

‏10. تميزت المرحلة الأولى من العمليات بميزتين: أولاها الوصول لأحياء الساحل الأيسر حيث تم اقتحام ١٧ حيا من أصل ٣٨ حيا وبدأت عمليات التحرير بعد الاقتحام ثم التطهير والتي نجحت في ٦ أحياء من تلك ١٧، وتركز هذه العملية على المراكز والبنايات الحكومية هناك، وأهمها جامعة نينوى وضفة النهر الشرقية حيث الجسور التي تربط بين جانبي المدينة.

‏11. الفرقة التاسعة المدرعة والفرقة ١٥ ومحور عمليات القيارة اعطيت لهم مهمة أنشأ مجموعة من الموجات الهجومية على القرى والمزارع والتلال وسحق مفارز داعش المنتشرة في ما يقارب ١٢٧ قرية ومزرعة ومدينة (القوة الاحتياطية المحتملة والمعرقلة لطرق إمدادات القوات المحررة).

‏12. محرقة حقيقة تجري في الأحياء المحررة كل مساء بسبب مدفعية وهاونات وصواريخ داعش التي تقصف البيوتات في سيناريو مشابه وأكثر دموية لما حل في كوباني وسنجار، حيث بلغ عديد الشهداء من الاهالي بسبب قصف داعش+١٢٨ والجرحى +٣٠٠، بالإضافة الى عمليات الإعدام اليومية التي بلغت+٦٠٠ خلال شهر من بدء العمليّات بالإضافة الى +٧٠٠ تم جلبهم بالإكراه من مناطق الشورة واطرافها وحمام العليل وأطرافه والتي تؤكد كل التقارير أن داعش قامت بإعدام معظمهم ودفنهم بمقابر جماعية وبعضهم رمي في نهر دجلة، وبلغ عديد النازحين +٦٠ الف من ضمنهم +٢٦ الف طفلا.

13.عديد هلكى داعش في ٣٠ يوم +١٧٠٠ وعديد الذين خسرهم من القادة البارزين ٨، أبرزهم أبو اسحاق شيبان فايز العاني، وعديد المخازن التي تم تدميرها أو تركها للقوات العراقية +١٣ مخزن، وعدد يقدر ب +٦٥٠ عجلة تم تدميرها، وتدمير أنفاق في كل قواطع العمليات بمسافة تزيد عن ٥٠ كم، وبلغ عديد من ألقي القبض عليهم من وحداته المعرقلة والتكتيكية +١٢٠.

* هشام الهاشمي، كاتب وباحث عراقي مختص بشؤون الجماعات الإسلامية، وعضو ملتقى النبأ للحوار

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق